في إطار حملة «وينو بابا» نظّم، أمس، عدد من المتزوّجين بأجنبيات وقفة احتجاجية أمام وزارة شؤون المرأة والأسرة لمطالبة الوزيرة سهام بادي بإيجاد حلول لهم وتمكينهم من استرجاع أبنائهم المختطفين من قبل زوجاتهم الأجنبيات والموجودين في المهجر مؤكّدين على ضرورة حلّ الإشكال وتفعيل القرارات الصادرة عن القضاء التونسي مطالبين بضرورة الاحترام الكامل لحقوق الطفل والأب وارجاع الأطفال المخطوفين واحترام السيادة التونسية وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ملفات وقضايا خطف الأطفال من قبل الأجنبيات في تونس. و لئن امتنع البعض عن الإدلاء بشهادته خوفا من تعقّد قضيّته ومنعه نهائيّا من رؤية فلذة كبده باعتبار أنّ الأمور مازالت رهن التشاور مع الطرف الأجنبي فإنّ آخرين لم يخفوا حزنهم وألمهم وعبّروا عمّا يختلج بصدورهم من أحاسيس ومشاعر ممزوجة بألم الفراق وخيبة الأمل، حيث قال رمزي بلحسن وهو أستاذ جامعي إنّه يعاني الأمرين جراء فقدان ابنه الوحيد عبد الله البالغ من العمر 6 سنوات موضّحا انّ زوجته الروسيّة اختطفت الصغير بعد أن حكمت له المحكمة بالحضانة. «خطفوا ابني وعنّفوني» و أضاف بلحسن أنّ زوجته حاولت نقض قرار المحكمة لكنّها لم تنجح في ذلك فعمدت إلى خطف الطفل سنة 2011 وعندما تمّ إلقاء القبض عليها أكدت أنها لن تمتثل لأيّ قرار ليشير إلى أنّها أعادت فعلتها أكثر من مرّة ممّا جعل المحكمة تصدر في حقها أحكاما بالسجن عاجلة النفاذ. وأشار بلحسن إلى أنّه لم ير إبنه منذ أكثر من سنة ونصف مضيفا انّه رغم تمكّنه من تحديد مكان إبنه بضاحية المرسى فإنّ السلطات لم تتخذ ايّ إجراء ممّا اضطرّه إلى استعمال نفس أسلوب غريمته واسترجاع ابنه عنوة ليوضّح انّ ذلك جعله يتعرّض إلى العنف الشديد من قبل أطراف جنّدتهم زوجته لمنعه من استرجاع فلذة كبده موضّحا انّه رغم إلقاء القبض عليهم صحبة إبنه ورغم بطاقات التفتيش الصادرة في حقّ زوجته فإنّه تمّ إخلاء سبيلهم من قبل أعوان الأمن. كما اكّد انّه على الرغم من تقديمه شكاو إلى كلّ من وزير العدل ووزير الداخليّة والمتفقّد العام ووكيل الجمهوريّة فإنّه لم يتمّ إيقاف زوجته أو تمكينه من رؤية إبنه أو استرجاعه. «مرض نفسيّ» أمّا ماهر بن سدرين مهندس في الإعلاميّة (38 سنة) فقد أشار إلى انّه لم ير إبنه ولم يهاتفه منذ أكثر من سنتين قائلا: «محروم من ايّ إتصال بابني» مشيرا إلى انّ طليقته التونسيّة قد فرّت بطفله ذي الأربع سنوات إلى مونتريال سنة 2009 وأنها تتعمّد إيذاءه بمنعه من الإتصال به موضّحا انّ الأمر أثّر على نفسيته خاصّة في غياب أيّ قرار قضائي ينصفه من هذه المظلمة مشيرا إلى أنّ بعض قريباتها فعلن الشيء نفسه مع أزواجهنّ ممّا يوحي بأنّ الأمر أصبح مرضا نفسيّا تعاني منه كلّ فتيات عائلتها، الشيء نفسه الذي أكّده علي عبروقي الذي اكتفى بالقول: « نحب نشوف بنتي ونعيش في استقرار». إضراب جوع من جهته قال رمزي قداش مدير إنتاج شركة اتصال (45 عاما) إنّ طفليه لندة وآدم اختطفا من قبل زوجته الألمانية منذ سنوات مؤكّدا انه تعمد الحضور امس رفقة زملائه للاحتجاج امام وزارة المرأة لتزامنه مع اليوم العالمي التحسيسي ضد التغييب الابوي وذلك في محاولة ل»نشر ثقافة الاهتمام بالعائلة والدفاع عن حقوق الطفل وحمايته من خطر حرمانه من احد الابوين في ظل الزواج المختلط» . واعتبر «قداش « أن «التغييب الأبوي» معضلة العصر التي تهدد الأطفال على المستوى النفسي في حالة انفصال الأبوين ، مضيفا ان غياب القوانين الفعالة للتصدي لهذه الآفة الاجتماعية دفعت الطفل نفسه في نهاية المطاف الى الانقطاع الإجباري عن الولي غير الحاضن وخاصة في حالات الزواج من الجنسيات المختلفة. كما طالب «قداش» السلطات المعنية بضرورة التصدي لهذه الآفة الدخيلة على ديننا وأعرافنا وإرساء مبادرة جديّة للحد من نزيفها عبر فرض الاحترام الكامل لحقوق الطفل والاب وتخصيص لجان لتقصي الحقائق حول ملفات قضايا خطف الأطفال من قبل الأمهات الأجنبيات في تونس وأخرى للتفويض وإرجاع الأطفال المخطوفين . وقال قداش إنهم اجتمعوا أمس اثر وقفتهم الاحتجاجية مع رئيس الديوان السيدة سنية بن سعيدة التي ابدت تفاعلها مع مطالبهم والمتمثلة في اسناد الحضانة للطرف التونسي في حالة الزواج المختلط وتنصيص قوانين تجرّم التغريب وتحترم حقوق الطفل واعدة إياهم بدراسة الملفات واتخاذ التدابير اللازمة وأبدى قداش استياءه من أعضاء المجلس التأسيسي الذين تجاهلوا معاناته وزملاءه ليضربوا بمطالبهم عرض الحائط بالرغم من تنفيذهم عشرات الوقفات الاحتجاجية مضيفا ان الاولياء سيدخلون في إضراب جوع وحشي في صورة عدم الاستجابة لمطالبهم وإرجاع أبنائهم في أقرب الآجال. «حرموني من فلذة كبدي» «هزولي بنتي من قُدّام عيني» هزولي بنتي من تراب بلادي «.هكذا قال مهدي المايل «تاجر» (40 عاما) وقد بدت عليه علامات التوتر والاستياء حيث أشار إلى انه تم تهريب ابنته البالغة من العمر عامين ونصف في 16مارس الماضي بطريقة غير شرعية من التراب التونسي نحو فرنسا اين تقطن والدتها الفرنسية من اصول تونسية . وأشار «المايل» إلى أنه كان يعيش مشاكل مع زوجته وصلت حد الطلاق باعتبار أنّها تعاني من اضطرابات نفسية وأنه تعرض للتعنيف من قبل عائلتها الأمر الذي دفعه الى رفع قضية عدلية ضدها لكن سرعان ما تم احتواء الموضوع لتعود المياه الى مجاريها. وأوضح «المايل» انه بعد عودة الوئام عاد برفقة ابنته الى تونس يوم 16 اكتوبر 2011 لقضاء عطلة بين الاهل والأقارب لكنّه فوجئ بعد ثلاثة ايام انهما مطلوبان لدى «الانتربول مضيفا أنّه حكم ب 6 أشهر بالنفاذ العاجل لعدم احضار محضور واستمر الضغط عليه الى غاية 28 فيفري اين قامت فرقة خاصة لمقاومة الارهاب متكونة من 60 شخصا باقتحام بيته وافتكاك ابنته امام عينيه وتسليمها الى والدتها بحضور سفير فرنسا «. وصمت «المايل» لمنع دمعته من النزول ثم واصل قائلا «يوم 8 مارس 2013 التحقت بابنتي الى مطار تونسقرطاج في محاولة لمنعها من مغادرة ارض الوطن برفقة والدتها إلا أن أحد محافظي الشرطة افتك منّي جواز سفرها التونسي واتهمني بإثارة الفوضى في المطار عندها تدخل «قاضي التقاديم» بالمحكمة الابتدائية بتونس وأصدر قرارا يقضي بعدم مغادرة ابنتي أرض الوطن. لكن خبث والدتها وتواطؤ بعض المسؤولين حرمني منها حيث قامت الام يوم 14 مارس 2013 بالحصول على إذن بالمغادرة من محكمة سوسة دون موافقتي او حتى إعلامي .»