كانت أمس جبال القصرين مرة اخرى مسرحا لحوادث ارهابية كادت تؤدي الى سقوط ضحايا من الحرس والجيش الوطنيين اثر عملية تمشيط كانت تقوم بها وحدات من فرقة مقاومة الارهاب من العوينة بجبل الشعانبي بعد تلقيها انباء عن تواجد مجموعة مسلحة باحدى نواحي الجبل ورصد آثارها التي تقود الى مغارة من بين مئات المغاور والكهوف المنتشرة في مرتفعات الشعانبي ومسالكه الوعرة. خط دفاعي بالألغام وحسب مصادر مطلعة كانت متواجدة على عين المكان تحدثت اليها «التونسية» فان المجموعة المسلحة كانت على ما يبدو مختبئة في المغارة إلا أنها وضعت كوخا قرب مدخلها أحاطته بلغمين او اكثر كخط دفاعي لتنبيهها عند اقتراب اي غريب وانفجارهما تحت ارجل كل من يتجاوزه وبمجرد وصول عناصر فرقة مقاومة الارهاب انفجر اللغمان (أو واحد منهما) فأصابا اثنين من افرادها وهو ما اتاح للمجموعة الارهابية (4 اشخاص حسب ما علمنا) الفرار نحو الغابات الكثيفة مستغلين انشغال بقية الاعوان باسعاف زميليهما. اجلاء المصابين بطائرة عسكرية امام الحالة الخطيرة للعونين المصابين واستحالة الوصول اليهما بواسطة السيارات نظرا لموضع المغارة في مرتفع اسفله منحدر حاد وتضاريس وعرة كان لا بد من الاستنجاد بمروحية عسكرية قدمت من احدى الثكنات البعيدة ( قرب العاصمة ) وفي انتظار وصولها تولى اعوان الفرقة تقديم الاسعافات الاولية لزميليهما واستعانا باغصان الاشجار لتثبيت الرجلين المصابتين لاحدهما.. ولما قدمت المروحية لم يكن في وسع طاقمها اجلاء الجريحين بالحبال فاضطرت الى النزول بأحد الاماكن المنبسطة وبصعوبة كبيرة امكن ايصال الجريحين اليها فتولت نقلهما بعد حوالي ساعة ونصف من حصول الانفجار الى المستشفى الجهوي بالقصرين لانه لا يبعد سوى حوالي 15 كلم عن الشعانبي باعتبار ان احالتهما الى المستشفى العسكري تتطلب وقتا طويلا ووضعيتهما الصحية الخطيرة لا تحتمل أي تأخير. عمليتان جراحيتان وبتر رجل أحد العونين وبمجرد وصول الجريحين الى المستشفى الجهوي بالقصرين تجندت كل اطاراته الطبية وشبه الطبية لخدمتهما رغم محدودية التجهيزات المتوفرة بعد اخضاعهما لعمليتين جراحيتين واثر ما تردد ان احدهما لفظ انفاسه الاخيرة امكن للجراحين انقاذهما.. حيث تم بتر الرجل اليمنى لاحدهما من على مستوى اسفل الركبة وانقاذ الثانية من مصير مماثل بجبر الكسر الخطير الذي تعرضت له القصبة.. اما الثاني فأصيب بشظايا في وجهه سببت له اضرارا كبيرة بإحدى عينيه.. وتم ابقاؤهما بعد ذلك بقسم الانعاش في انتظار تحسن حالتهما لنقلهما في وقت لاحق الى المستشفى العسكري بتونس. انفجار لغم آخر وبتر رجل جندي اثر حصول الحادثة الاولى وصلت إلى الشعانبي تعزيزات امنية وعسكرية كبيرة لملاحقة المجموعة الارهابية وايقاف عناصرها وتمشيط المنطقة القريبة من المغارة الا ان لغما آخر في نفس المنطقة تقريبا انفجر تحت رجلي رقيب من الجيش نقل هو الاخر بمروحية الى مستشفى القصرين فتبيّن انه يحتاج الى عملية جراحية على رجله اليمنى لإيقاف النزيف الحاد ولإنقاذ حياته اضطر الاطباء لبترها على مستوى اسفل الركبة. من هم المصابون الثلاثة؟ العريف شهاب العياري ( فرقة مقاومة الارهاب للحرس الوطني بالعوينة). العريف اول حسان الجبالي (فرقة مقاومة الارهاب للحرس الوطني بالعوينة). الرقيب علاء الدين الشارني (الجيش الوطني). و حسب ما أفادنا به الدكتور الشاذلي المقصودي طبيب الانعاش بالمستشفى الجهوي بالقصرين فإن الجرحى تجاوزوا مرحلة الخطر وحالتهم مستقرة وجميعهم ما يزالون الى حد البارحة في قسم العناية المركزة ومن المنتظر نقلهم قريبا الى المستشفى العسكري لمتابعة حالاتهم. استياء ووقفة احتجاجية خلفت الحادثتان وما رافقتهما من اصابات بليغة حالة كبيرة من الحزن والاسى في صفوف أمنيي القصرين الذين نظموا وقفة احتجاجية في مقر اقليم الحرس الوطني بدعوة من النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي شارك فيها ممثلون عن جميع اسلاك الحرس والشرطة والسجون والاصلاح والحماية المدنية طالبوا فيها بحضور وزير الداخلية أو المدير العام آمر الحرس الوطني لابلاغهما بمطالبهم المستعجلة وهي حسب ما ذكره لنا مصدر من نقابتهم: توفير معدات وتجهيزات كاملة للوحدات التي تقوم بمهمات خطيرة في التصدي للارهابيين من واقيات رصاص واجهزة كشف الالغام. وضع مروحية على ذمة المهمات الصعبة في المناطق الجبلية. توفير سيارة إسعاف خاصة بالمسالك الوعرة على الميدان لضمان نقل الاعوان المصابين بسرعة عند الاقتضاء. ارسال الاعداد الكافية من القوات والاعوان حسب ما تتطلبه كل مهمة وتوفير الاسناد الكافي لها. هذا وقد وصل بعد ظهر أمس الى القصرين المدير العام للادارة العامة للحدود البرية بالحرس الوطني العقيد نوفل الميلي وقام بزيارة المصابين الثلاثة في المستشفى وتحدث الى الامنيين.