في فترة لا تتجاوز ال 72 ساعة سيجد النادي الإفريقي نفسه في مواجهة حاسمة غدا الأحد أمام فريق الترجّي الرياضي التونسي في دربي العاصمة الذي سيكون بلا شكّ الفاصل الحاسم لمسيرة أبناء فوزي البنزرتي في مرحلة التتويج لهذا الموسم وذلك بعد الهزيمة أمام النجم الرياضي الساحلي في مباراة الجولة الأولى التي غاب فيها المردود وغابت معه النتيجة ليخلفّ ردود فعل جماهيرية متفاوتة بين المنتظر والمتفائل وبين الساخط والغاضب على مردود زملاء العيفة... عودة إلى الحمامات.. بعد مباراة الخميس مباشرة، توجّه اللاعبون والإطار الفنّي إلى مدينة الحمامات من جديد لخوض التربّص والتحضير الخاص لمباراة الدربي، ولئن تبدو فترة ما بين المباراتين غير كافية لإعادة الإعداد البدني أو التغيير الجذري لأسلوب لعب المجموعة، سيعمل المدرّب فوزي البنزرتي على إصلاح ما يمكن اصلاحه من أخطاء وإضفاء نزعة من التركيز والحضور الذهني للاعبين الذي غاب في مواجهة زملاء مصعب ساسي يوم الخميس الفارط، وقد خصص الإطار الفنّي حصّة إزالة إرهاق صباح الجمعة تحت إشراف إطار الإعداد البدني المتكون من الفرنسي «سيدريك روجي» و«أنيس الشعلالي» قبل أن تخوض المجموعة صباح اليوم حصّة تمرينية أخيرة يتمّ فيها الإعداد لدربي العاصمة قبل التحول غدا إلى ملعب رادس لمواجهة الترجّي. إجتماع مغلق بعد المباراة، يترك عديد التأويلات.. كانت الأجواء في حجرات ملابس النادي الإفريقي مباشرة بعد مباراة النجم تدلّ على عدم رضاء المسؤولين والفنيين واللاعبين على آداء المجموعة، وهذا ما يفسّر مكوث لاعبي الإفريقي داخل حجرات الملابس لمدّة تجاوزت الساعة من الزمن وجعلت الجميع من إعلاميين وصحفيين ينتظر خروج أحد مكونات المجموعة لطرح التساؤلات عن مختلف الأسباب التي جعلت الفريق يظهر بذلك المردود المهزوز وكان في يوم غير يومه، ليمتنع أغلب اللاعبين بعدها عن الإدلاء بالتصريحات ماعدى البعض الذي تحدّث باقتضاب شديد عن أسباب الهزيمة. وبمحاولتنا استقصاء الأمر في خصوص سبب طول مدّة المكوث في حجرات الملابس بعد المباراة تبيّن لنا بأنّ فوزي البنزرتي أشار بعد المباراة مباشرة إلى مساعده فتحي العبيدي بالتوجّه لقاعة المؤتمرات الصحفية للإجابة عن أسئلة الإعلاميين ليتوجّه بعدها البنزرتي إلى حجرات الملابس ويجتمع باللاعبين اجتماعا حثّ فيه ابناءه على عدم رمي المنديل ومحاولة الإتعاض من الأخطاء ومواصلة التركيز على المباريات القادمة التي ستمنع حقّ العثرة من جديد على أبناء باب جديد، اجتماع البنزرتي باللاعبين حضره رئيس الفرع «صالح الثابتي» واللاعب الجزائري العائد «خالد لموشية» واللاعب «ماهر الحداد» الذي كان غائبا عن المباراة بسبب العقوبة. ورغم محاولاتنا للإستفسار عن فحوى الإجتماع وما دار بين البنزرتي واللاعبين في حجرات الملابس من خلال توجهنا بالسؤال مباشرة إلى المعني بالأمر مدرّب الإفريقي لكنه لم يشأ الإجابة وعرّج بكلّ اقتضاب بكلام «كلاسيكي» يمزج بين التفاؤل والتلميح من خلال حديث البنزرتي الذي علّق « علينا أن نستفيد من الأخطاء ونتفادى الوقوع في نفس الفخ مستقبلا وهذا سيأتي بالعمل سواء كنت موجودا أو غير موجود مع الفريق...». تفاؤل منتظر من مدرّب الإفريقي الذي عرف بمصطلح الإيجابية أو بالأحرى تحويل كلّ ماهو سلبي إلى إيجابي لكنّه حمل في نفس الوقت بعض التلميح إلى امكانية مغادرته الفريق بين طيات كلامه بعد المباراة وهذا أيضا منتظر من مدرّب سبق وأن عمل في أكثر من فريق بمنطق «الخدمة بالكيف»... «مبينزا» قد يواصل الغياب.. بعد أن تغيب عن مباراة النجم الرياضي الساحلي بداعي الإصابة، ينتظر أن يواصل متوسط الميدان الكونغولي «بادي مبينزا» التغيب إلى حدود مباراة الغد بما أنّه لم يكن متواجدا مع المجموعة في التمارين الصباحية اليوم بالحمامات، وفي هذا الإطار ينتظر أن يواصل التعويل على الثنائي البراطلي والزيتوني في خطّة الإرتكاز، رغم أن هنالك عديد المؤشّرات التي قد ترمي بالجزائري «خالد لموشية» داخل حسابات البنزرتي من جديد لكن البطالة الكروية المطوّلة التي شهدها هذا الأخير بسبب بعض الخلافات مع الإطار الفنّي السابق للإفريقي قد تجعل ظهوره يتأخّر بعض الشيء... تغييرات بالجملة في التشكيلة والخطط.. مباراة دربي العاصمة عشيّة الغد، ستشهد دون أدنى شكّ تغييرات منتظرة في تشكيلة المدرّب فوزي البنزرتي، حيث ستكون جهة الدفاع اليسرى معززة بالظهير أسامة الحدادي الذي أبرز تفوقه بدنيا وذهنيا على المخضرم فاتح الغربي الذي كان تائها طيلة الشوط الأول وكان من أبرز المتسببين في قبول الإفريقي هدفين خلال الشوط الثاني، نجاعة الحدادي على الجهة اليسرى ستثبته كأساسي وكما سبق ووصفنا على أعمدتنا المنافسة اليسارية بين الحدادي والغربي وأشرنا في ذلك الحين إلى أنّ البنزرتي يحبّذ أصحاب الخبرة على الشبان في المراكز الدفاعية، وهذا ما حدث حيث كان الغربي أساسيا على حساب الحدادي، كما كان خالد السويسي بدوره في المحور على حساب الشاب سيف تقا الذي أبرز في المباريات الأخيرة والتحضيرات استعدادا لافتا، وينتظر أن تهبّ رياح التغيير بدورها على لاعبي المحور بإقحام كل من بلال العيفة واليعقوبي فيما سيبقى العقربي محافظا على مكانه على جهة اليمين بعد أن كان أفضل لاعبي الإفريقي في مواجهة النجم رغم اهداره لضربة جزاء. تغييرات «البنزرتي» ستتواصل لتشمل خطّ الوسط الهجومي للفريق حيث سيعود ماهر الحداد ليكون أساسيا في تشكيلة الإفريقي إلى جانب «الهذلي» و«جابو» وربّما «الذوادي» فيما سيكون الهجوم مرتبطا بفلسفة أصحاب المقاليد الفنّية لفريق باب جديد فإمّا العودة إلى التعويل على رأس حربة ومهاجم صريح وبذلك سيكون «القصداوي» أساسيا منذ البداية وبنسبة أقل «سيف الدين الجزيري» الذي يحبذ «البنزرتي» أن يعطيه دور الجناح ليجني بذلك على نسبة كبيرة من امكانياته على المستطيل الأخضر... «سليم الرياحي» يؤجّل التقييم.. وكما جرت العادة فإنّ رئيس النادي الإفريقي «سليم الرياحي» لم يترك الفرصة تمرّ ليتفاعل مع هزيمة الإفريقي في المباراة الأولى من مرحلة التتويج وعلّق على صفحته الشخصية في شبكات التواصل الإجتماعي قائلا: «نحن أمام خيارين: امّا الانزواء في ركن نندب الهزيمة ونبكي الخيبة وامّا قراءة الأخطاء وشحذ العزائم للاستعداد للمقابلات القادمة، الأكيد لدينا لاعبون جيّدون ولكن لم ننجح الى الآن في تكوين فريق جيّد بالنظر لقلّة المنافسات التي خاضها الفريق، هناك أخطاء بالتأكيد لكنّنا اليوم أمام دورة حقيقية ينبغي أن نخوضها بالعزم المطلوب والتقييم الحقيقي يكون في نهاية المنافسة، النجم الساحلي استحق فوزه، ما علينا الاّ العمل والاجتهاد أكثر حتى نستحق نحن أيضا أن نفوز».