اسدل مؤخرا بالمغرب ستار النسخة العاشرة من كأس أمم افريقيا للأصاغر التي سجلت بها عناصر المنتخب الوطني مشاركتها الثالثة تحت اشراف المدرب الشاب عبد الحي بن سلطان. هذه العناصر التي سهر على تكوينها منذ سنوات بالمركب الرياضي ببرج السدرية وخضعت معه لعديد التربصات الداخلية والخارجية وشاركت في عدة دورات دولية ودورات اتحاد شمال افريقيا التي احرزت فيها اللقب الاخير، مجموعة فنية وناشئة صغرى قدمت نتائج كبرى بالتكاتف مع عمل كامل الاطار الفني والادارة الفنية للمنتخبات رغم حملات «التشكيك» و «المضايقة» والصعوبات التي رافقت فترة التكوين للاعبين الا ان النتائج المشرفة في كل مشاركة كانت تعكس العمل القاعدي لهذه الفئة وآخرها كانت العودة ولأول مرة في تاريخ منتخب الاصاغر، بالمركز الثالث من ال «كان» واعتلاء منصة التتويج والأهم من ذلك حجر بطاقة الترشح للمونديال اضافة الى الاحراز على كأس الروح الرياضية علاوة على المردود الطيب الذي ابدته العناصر الوطنية طيلة جولات هذا العرس الافريقي. وعن هذه المغامرة ومختلف جوانبها وصعوباتها ونجاحاتها والبرنامج المستقبلي للمنتخب، كان ل «التونسية» حديث مع المدرب عبد الحي بن سلطان: كيف تقيّم المشاركة اجمالا، والمنتخبات المنافسة؟ على مستوى المجموعات: المجموعة الاولى التي ضمت تونس المغرب بتسوانا والغابون هي الافضل فنيا لكن المجموعة الثانية للكوت ديفوار نيجيريا غانا والكونغو تميزت منتخباتها بالقوة البدنية للاعبين، لكن حقيقة أبهرني المنتخب الغاني على جميع المستويات فهو يتمتع بمستوى فني عال ولياقة بدنية وبالنسبة للعناصر الوطنية قدمت كل ما بوسعها طيلة ردهات ال «كان» وتمكنت من الفوز في اكثر من مباراة وضمنت الكأس العالمية للأصاغر بدبي في اكتوبر 2013 وترشحت الى الدور نصف النهائي بفضل كفاءة الزملاء الفنيين وحنكة اللاعبين ورصانتهم على الميدان رغم صغر سنهم وتقيّدهم بالتعليمات والنصائح والانضباط الذين ابدوه طيلة الرحلة رغم انهم في «سن المراهقة» ومن الصعب فرض السيطرة على هذه الفئة العمرية «الأولاد يحبوا الكرة» و«حاطين في قلوبهم» لذا برزنا نحن الافضل فنيا وتكتيكيا وتمكنا من ازاحة «الغابون» و «بتسوانا» والمرور لنصف النهائي. لاحظنا انه بالحماس والاصرار على الفوز والروح «القتالية» للاعبين، كنا قادرين على بلوغ نهائي ال «كان»، فما الذي تغير في مباراة نيجيريا؟ في مباراة نصف النهائي تونس نيجيريا الاقوى بدنيا هو الذي ترشح، فهو يتمتع بلاعبين ذوي بنية قوية ومازاد الطينة بلة هو «إنو الأولاد ما كانوش في نهارهم» فقد بدا عليهم التعب والارهاق والطقس الحار في درجة حرارة تفوق 38 درجة عقد الامور وتسبب في نزيف دموي على مستوى الانف لعدة لاعبين من المنتخب فأجبرنا على التغييرات الاضطرارية للاعبين مركزيين في تلك المباراة الحاسمة. في المقابل نيجيريا «تلعب في مناخها» وفرضت سيطرتها على اللقاء رغم تمكننا من التسجيل في مناسبتين الا ان رباعية اصاغر نيجيريا أهلتهم للنهائي وهذا لا يمنع أننا كنا الافضل على مستوى طريقة اللعب والتمركز والخطط التكتيكية. لو نتحدث عن «التحكيم» في ال «كان»؟ التحكيم اجمالا كان مستواه عاديا طيبا تحكيم معظمه افريقي ادار العرس الافريقي وضبط لعبته بطريقة منظمة، لم نسجل عقوبات أو اقصاءات فجلّ اللاعبين من مختلف المنتخبات التزموا بالروح الرياضية واللعب النزيه، الا ان الحكم في المباراة نصف النهائية من ال «كان» حرمنا من ضربة جزاء واضحة علاوة على تغافله عن بعض المخالفات والدليل على ذلك ان «الصامتي» و«العكروتي» خرجا بسبب الاصابات وخشونة اللعب في بعض الاحيان. على مستوى تنظيم ال «كاف» لهذه التظاهرة والإقامة والتمارين، كيف كانت الأجواء وهل من صعوبات رافقت الرحلة؟ اول سوء تنظيم نعيبه على الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم هو النزل «الاطلس» بالدار البيضاء الذي اختارته لإقامة المنتخب فالنزل به اشغال وترميم وتجديد وخصيصا بالطابق الثالث مكان اقامة وفد المنتخب الى درجة كنا سنبحث عن اقامة اخرى بسبب الضجيج والفوضى بما اقلق راحة اللاعبين وأثّر عليهم وسوء تنظيم ال «كاف» يتواصل بمراكش حيث كنا مطالبين بقطع مسافات طويلة وعبور عدة ولايات للوصول من «كازا» الى ستاد المغرب الكبير بمراكش لملاقاة نيجيريا علاوة على تغيير موعد المباراة من 00: 18 الى 00: 15 دون اعتبار للطقس الحار ومدى تأثيره على اللاعبين وهذا لم يخدم المنتخب لكن الاجواء في ما بيننا ورغم كل هذه الصعوبات كانت طيبة وعائلية بين كامل عناصر الوفد والمنتخب احسسنا باللحمة والروح «الواحدة» وكانت اجواؤنا احتفالية احتفلنا فيها بعيد ميلاد اللاعب وسيم النغموشي. العودة ببطاقة المونديال، مرتبة ثالثة في ال «كان» وكأس الروح الرياضية ماذا تمثل لكم؟ انجاز كبير، نتائج مستحقة ومشرّفة وهي عصارة مجهود سنوات في العمل القاعدي وتكوين الشبان وتشكيل مجموعة كفءة قادرة على المشاركة في اقوى المنافسات، والدليل قدرتنا على الترشح الى حلمنا المنشود «كأس العالم للاصاغر»، اما مشاركتنا في ال «كان» فيكفينا كأس الروح الرياضية وتشريفنا للرياضة التونسية التي حافظت هذه العناصر الفنية على نزاهتها لمداواة جراح ما تشهده كرتنا من عنف وخور.. علاوة على ان اعتلاءنا منصة التتويج بمرتبة ثالثة لأول مرة في مسيرة المنتخب هو انجاز تاريخي في حد ذاته. بعد نهاية ال «كان»، ستنطلق مؤكدا رحلة التحضير للمونديال، فهل ستحافظون على نفس المجموعة وماهي خطتكم في ذلك؟ من المؤكد ان المجموعة الحالية التي حققنا معها هذه النجاحات لن نتخلى عنها ولن نقطع التكوين الذي انطلقنا فيه، وان طرأت تغييرات فستكون على مستوى لاعب او اثنين نعوضهم لضخ دماء جديدة داخل المنتخب. هل تتابعون أسماء معينة لإقحامها داخل المجموعة؟ سنتابع مختلف اللاعبين داخل جمعياتهم خلال مرحلة البلاي أوف وسنقيّم لنستطيع اختيار الاجدر، لكن اجمالا كما قلت نسبة 80٪ من المجموعة الحالية ستواصل معي المشوار. وماذا عن لاعبينا المحترفين بالخارج؟ صحيح ان الاضواء الآن مسلطة على عدة لاعبين ينشطون بالبطولات الاوروبية، وسأقيّم قريبا لاعبين من ألمانيا وفرنسا حقيقة لا استحضر اسماءهم وامكانية طلبهم لتعزيز صفوف المنتخب واردة لكن العمل حاليا متواصل مع الخلية الجديدة المنبعثة صلب الادارة الفنية للمنتخب لمراقبة وتقييم مختلف اللاعبين التونسيين الذين ينشطون بالخارج. البرنامج المستقبلي التحضيري لكأس العالم؟ ستنطلق التحضيرات لخوض غمار مونديال الاصاغر الذي ستحتضنه دبي من 17 اكتوبر الى 8 نوفمبر بداية من 9 جوان القادم حيث تستأنف عناصر المنتخب سلسلة تربصاتها التي ستتواصل الى غاية ديسمبر 2013 حسب البرنامج الذي وضعته الادارة الفنية للمنتخبات برئاسة يوسف الزواوي وستتخلل طيلة فترة التحضيرات عدة مباريات دولية ودية مع امكانية تشريك المنتخب في دورة دولية باحدى دول الخليج وذلك في شهر رمضان، وستتابع منافسات الكأس الاوروبية لمنتخبات الاصاغر التي ستنطلق غدا بسلوفاكيا لتتواصل الى غاية 17 ماي الجاري، هذه الكأس المرشحة للمونديال لباقي المنتخبات الاوروبية والتي ستتنافس بها كل من سلوفاكيا روسيا كرواتيا سويسرا النمسا اكرانيا ايطاليا والسويد في انتظار قرعة هذه الكأس العالمية التي ستسحب يوم 26 اوت بدبي لتحدد المنتخبات المنافسة للمنتخب الوطني في هذه التظاهرة المنتظرة.