بنغازي طرابلس (وكالات) قتل أمس خمسة عشر شخصا على الأقل وأصيب ثلاثون آخرين بجروح في اعتداء بسيارة مفخخة قرب مستشفى الجلاء في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وفق ما أكدته مصادر من الداخلية الليبية. ويأتي اعتداء الأمس الدموي بعيد يوم واحد من تفجير مركزين للشرطة في سلسلة اعتداءات جديدة طالت المراكز الأمنية. وهذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها اعتداء بسيارة مفخخة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي وسط مخاوف من تصاعد وتيرة التفجيرات بالسيارات المفخخة على غرار ما يحدث في العراق بينما لم تتبن أية جهة مسؤوليتها عن الاعتداء. وتعيش ليبيا منذ فترة على وقع توترات أمنية متفرقة لم تنجح الحكومة الانتقالية في انهائها خاصة مع انتشار السلاح وتمسك ميليشيات من الثوار السابقين بسلاحها. وتشهد مدينة بنغازي معقل الثورة بصفة خاصة منذ عدة أشهر هجمات واغتيالات استهدفت عناصر من قوات الأمن وشخصيات تنتمي إلى النظام السابق. وتحولت جماعات الثوار، التي أطاحت بالقذافي، إلى ميليشيات مسلحة ترفض حل نفسها، ولها وجود ملحوظ في الشارع الليبي أكثر من القوات الرسمية التابعة للجيش والأمن، ونسبت لها مصادر أمنية على فترات متفرقة الوقوف وراء أعمال عنف وقعت في بنغازي وطرابلس، من بينها الهجوم على القنصلية الأمريكية العام الماضي والسفارة الفرنسية هذا العام. وقالت مصادر حكومية مسؤولة في طرابلس الغرب إن مشكلة عدم الاستقرار دفعت ديبلوماسيين غربيين لمغادرة البلاد، خاصة بعد الهجوم المسلح على السفارة الفرنسية الأسبوع الماضي. وكان تقرير سابق للأمم المتحدة قال إن الأسلحة تنتشر في ليبيا «بمعدل مثير للانزعاج»، وتعزز ترسانات المتطرفين وعصابات الجريمة في المنطقة. وأعد التقرير مجموعة الخبراء بمجلس الأمن الدولي التي تراقب حظرا على الأسلحة فرض على ليبيا في بداية انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي. وقال التقرير إن ليبيا أصبحت مصدرا رئيسيا للأسلحة في المنطقة، بينما تسعى حكومتها الوليدة جاهدة لبسط سلطتها، وما زالت قوات الأمن الحكومية الليبية ضعيفة، في حين تملك ميليشيات، تتألف من مقاتلين سابقين بالمعارضة، النفوذ على الأرض.