انتقد، أمس، عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة «النهضة» في حوار إذاعيّ تصرّفات بعض «أنصار الشريعة» مؤكّدا أنّ الفيصل لمجابهة تلك التصرّفات هو تعقّلهم وإدراكهم انّ لعبتهم خطيرة وستنقلب عليهم قائلا «من يستعمل القوّة لتهديد غيره سيأتي من هو أقوى منه». وأضاف مورو انّ راشد الغنّوشي أحسن الظنّ بهؤلاء ورأى فيهم الفتوّة وفكر «النهضة» في السبعينات لكنّه لا يحمي المجموعات المعتدية على القانون وأمن المجتمع ،على حدّ قوله، مضيفا انّ القضيّة اليوم هي قضيّة التنظيمات الإرهابيّة وليست السلفيّة موضّحا أنّ تونس لا يوجد بها عدوّ لمجاهدته ومقاومته بالسلاح وأنّها ليست «أرض جهاد إسلامي» و لا يوجد بها «أعداء متشاكسون سياسيّا». وأشار مورو إلى انّ تونس لن تسمح لأمثال الشاب الذي ظهر على شاشة «قناة التونسية» أمس الأول بحمل السلاح وتكريس أفكارهم بالقوّة معتبرا أنّ المسألة المطروحة هي مسألة سلوكات تحلّ بالتربية والأخلاق قائلا «تغيير المنكر باليد هو من اختصاص صاحب السلطان وهو فرض كفاية». كما استنكر مورو أن يتمّ استهداف رجال الامن واعتبارهم «طواغيت» موضّحا انّ «الطاغوت» هو من يدعو إلى عبادة غير الله مشيرا إلى انّ التسلسل الذي تمرّ به تونس اليوم هو نفسه الذي مرّت به الجزائر في التسعينات. ودعا مورو إلى ضرورة التخلّي عن إعتداء المسلم على أخيه المسلم باسم الدين معتبرا في ذلك جهلا بالدين قائلا : «راكم غالطين... تدخلو لجهنّم بصبابطكم... تذبح خوك المسلم باسم الدين هو جهل بالدين وتمسخير على الدين والوطنيّة» موضّحا انّ ما وقع بين المسلمين وتحديدا بين عائشة وعليّ هو أمر سياسيّ لكنّ الخصوم ألبسوه رداء الدين لإثبات انّ الدين قائم على حمل السلاح ليعتبر أنّ كلّ من ينتهج منهج العنف هو ضيّق الأفق والفهم وغير مستكشف لمستقبل الإسلام. من جهة أخرى لم ينف مورو إمكانيّة حدوث مواجهة دامية بين «النهضة» والتيار السلفي في حال خروج «النهضة» من الحكم معتبرا انّ ذلك يعدّ خطرا خاصّة وانّ كلّ من يتواجد في السلطة يفرض على غيره عدم التواجد. واكّد انّه تباحث في ذلك مع رئيس الحركة الذي كان، على حدّ تعبيره، متفهما لمسألة التداول لكنّه يبحث عن الآليات التي تساعده على تحويله إلى قناعة عامّة في الحركة وخارجها. وأضاف مورو انّه شخصيّا مقتنع بذلك وأن البعض من منخرطي الحركة يرفضون ذلك مخافة إعادتهم إلى السجون من قبل الأعداء المتربّصين بهم والعاملين على تحقيق برامجهم في غياب القوانين التي تحميهم مضيفا انّ الخوف أصبح واقع تونس اليوم في غياب «رجال يحمون الإنتقال الديمقراطي». أمّا بشأن تموقعه داخل الحركة فقال مورو إنّه ليس نافذا داخلها وأنّ كلمته غير مسموعة وذلك لوجود حجاب ذاتي بينه وبين أطراف داخل الحركة لا يرون في كلامه جانبا من الصحّة ولا يعتبرونه من مقتضيات المرحلة موضّحا انّ فشله لن يكون ناجما عن تقصير في الأداء أو في التبليغ بل نتيجة رفض هؤلاء لأفكاره التي دافع عنها منذ السبعينات كما أشار إلى انّه لا يرغب في وجود الحركة الإسلاميّة في الحكم بعد تخلّيها عن مشروعها الحضاري.