نظمت امس التنسقية الشعبية لنصرة سوريا بتونس وبعض الحساسيات القومية وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية بالعاصمة للمطالبة بإعادة السفير السوري الى بلادنا وبإعادة فتح القنوات الديبلوماسية بين تونس وسوريا لإنقاذ حياة آلاف الأسر التونسية العالقة هناك. و توافد عشرات المناصرين للرئيس السوري «بشار الأسد» والحكومة السورية على مقر وزارة الخارجية رافعين الاعلام السورية والتونسيةوالإيرانية واللبنانية والجزائرية وراية حزب الله , وصدحت حناجرهم بعديد الشعارات التي تمجد بشار الاسد والحكومة السورية والجيش العربي السوري من قبيل: «الله محيي الجيش العربي السوري» و«الشعب يريد إرجاع السفير» و«الجهاد في فلسطين يا تجار الدين», «عبد الناصر يا جمال على دربك في النضال» و«تونس لن تبيع سوريا»... الضغط على الحكومة وفي هذا الاطار اوضح «صالح بدروشي» عضو مؤسس للتنسيقية الشعبية لنصرة سوريا بتونس ان القرار الذي اتخذته الحكومة التونسية المتمثل في طرد السفير السوري خاطئ وانعكس سلبا على جاليتنا في سوريا مطالبا باعادة السفير في اقرب الاجال لانقاذ ما يمكن انقاذه واسعاف العائلات العالقة هناك والتي قدرها ب 3000 عائلة أغلبها على علاقات مصاهرة مع السوريين إضافة إلى الطلبة والعملة, داعيا الحكومة الى اعادة قنوات التواصل مع الجانب السوري بلا شروط ولا تاخير لبدء ماراطون المفاوضات لارجاع ابنائنا المغرر بهم واطلاق سراحهم من السجون. وأوضح بدروشي ان التحرك الاحتجاجي يأتي في إطار الضغط على الدولة التونسية لاعادة منسوب العلاقات بين البلدين. الأسد مقتنع أن الحكومة لا تمثل الشعب التونسي و كان بدروشي على راس الوفد التونسي الذي تحول مؤخرا الى دمشق للقاء الرئيس السوري , قائلا: «الاسد هادئ ومثقف وبسيط جدا ...» مضيفا ان بشار طلب منهم عدم الاعتذار بشان القرار الحكومي القاضي باغلاق السفارة السورية واستطرد: «أكد بشار انه يعي تماما ان الحكومة الحالية لا تمثل التونسيين بل لا تمثل إلاّ نفسها... سوريا الان تنتقل من مرحلة المقاومة الى تحرير الجولان وفلسطين ...». وأوضح بدروشي ان وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» كشف ان دمشق لم تتلق اي اشعار او مطلب من تونس بخصوص الجالية او المعتقلين , مضيفا ان المعلم اخبره ان دمشق تترقب الطلب التونسي للرد عليه بالإيجاب. وفي موضوع آخر قال المعلم على لسان بدروشي ان الامين العام للجامعة العربية « نبيل العربي» اتصل مرارا بالأسد لكن الرئيس السوري رفض الرد على مكالماته. وعن الوضع الميداني قال البدروشي ان معظم المناطق والمحافظات تحت سيطرة الجيش العربي السوري, مردفا: «لقد تجولت في دمشق واشتريت الحلويات , فالسوريون مرتاحون ويشعرون بالامان ...». الحكومة لا مبالية و من جهته قال رشيد العبيدي عضو التنسيقية ان الحكومة لم تحرك ساكنا أمام كثافة التحركات الاحتجاجية المنادية بإعادة السفير السوري , مضيفا انها لا تبالي بمصير جاليتنا في سوريا , متمنيا ان يجمعهم لقاء بوزير الخارجية لشرح موقف التنسيقية من قضية التونسيين العالقين . كما شهدت الوقفة الاحتجاجية مشاركة عدد من عائلات المفقودين والسجناء في سوريا من بينهم مختار الهذيلي الذي بدت على وجهه علامات الحزن والاسى وهو يحمل صورة ابنه القابع في احد السجون السورية وأعلمنا ان فلذة كبده غرر به وتم الزج به في رحى الحرب السورية لخدمة أجندات وأهداف دنيئة, وتوجه بنداء الى الحكومة يطالبها فيه باعادة المغرّر بهم والعمل على إطلاق سراح المعتقلين, فيما طالب آخر بضرورة إرجاع ابنه في اقرب الاجال ودعا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها وايلاء عناية بملف أبنائهم , رافعين صور المفقودين والمغرر بهم من بينهم «انيس الخليفي» وهو تونسي مقيم بسوريا تمكن من تحرير 5 تونسيين واعادهم الى بلادهم من سوريا بالتنسيق مع السفارة التونسية في لبنان , الا انه وقع رهن الاعتقال منذ اشهر وبقي مصيره مجهولا. اعتراض على وجود علم إيران ورفع بعض المشاركين في الوقفة علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وراية حزب الله , وهتفوا بحياة من أسموهم رموز المقاومة إلا أن هذه الحركة لم ترق لإحدى السيدات التي اعترضت على رفع العلم الإيراني, ممّا خلق حالة من التوتر والاحتقان لكن سرعان ما تم فض الإشكال. و طلب المحتجون من الحكومة السير على نهج نظيرتها المصرية وترك الخلافات جانبا حفاظا على أمن وسلامة الجالية التونسية, ورددوا أغاني تمجد الجيش العربي السوري متمنين من الله ان تتوج مجهوداته بالنصر على قوى الارهاب والترهيب حسب تعبيرهم, كما طالبوا بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني .