من المفروض أن يلتقي النادي البنزرتي الترجي الرياضي التونسي الخميس القادم بملعب 15 أكتوبر ببنزرت في إطار مباراة مؤجلة لحساب الدور السادس عشر لكأس تونس نسخة 2011 – 2012 تماما كما هو الحال للنجم الساحلي والملعب القابسي ورغم أن الفريقين بدآ فعليا في التحضير لهذا الموعد المرتقب سيّما وان نزالهما دخل في المواسم الأخيرة في قاموس المواجهات الكبيرة بعد صعود أسهم البنزرتي وتقارب مستوى وامكانيات الناديين خاصة على مستوى الأداء الفني والجماعي يصرّ صناع القرار في جامعة الكرة للأسف مرة أخرى على إتحافنا بقرارات ارتجالية ما أنزل الله بها من سلطان حيث تشير مصادر جامعية مسؤولة إلى إمكانية إلغاء مسابقة الكأس والتأكيد قد يكون خلال 48 ساعة القادمة... كنّا قد نبهنا ألف مرّة بأن رزنامة البطولة التونسية وتواتر المواعيد الرسمية سواء للمنتخب أو للأندية التونسية في مشاركاتها القارية لا يسمح بإجراء مباريات الكأس المؤجلة من الموسم الفارط توازيا مع مخلّفات التجربة الكارثية التي بعثت بها الجامعة وهي كأس الجامعة في مسماها التقليدي مع ذلك تشبث جماعة الجريء بتثبيت المسابقة وتشتيت أذهان الفرق المتنافسة قبل أن يتفطن وبعد فوات الأوان رئيس الجامعة ومن معه إلى استحالة الأمر أياما قليلة قبل الموعد المرتقب بين الكبيرين من جهة ومباراة النجم الساحلي والملعب القابسي من جهة ثانية ليفتح الباب أمام احتمال إلغاء المسابقة برمتها في انتظار إجماع بالموافقة من الأندية المعنية بالرهان... هكذا تسيّر جامعة كرة القدم التونسية كرتنا وهكذا تنسف بقراراتها العشوائية كلّ ما سبق فهل يعقل أن يعدّل الجريء ساعته ويختار العودة إلى الوراء ويشطب كلّ ما سبق والموسم الكروي شارف على نهايته...؟ وهل يعقل أن يعبث الجريء بكامل تحضيرات النادي البنزرتي وكذلك الترجي وبقيّة الفرق المعنية بالسباق والمتحمّسة للصعود على منصّة التتويج مع كلّ تاريخ جديد تضربه الجامعة لمباراة الكأس لكسب على أمل استمالة الأميرة التونسية والفوز بكأس غالية رغم أنها بالية لكنها تبقى في كلّ الأحوال أفضل حالا من كأس الجامعة التي لم ترتق إلى مصاف كأس الرابطة والبروموسبور رغم مساحيق التجميل والتضليل...؟ إلغاء مسابقة الكأس من عدمه ليس قرارا كارثيا إذا ما نظرنا إلى الأوضاع والمعطيات التي رافقت بطولة هذا الموسم والموسم الذي سبقه لكن توقيت مناقشة الأمر وتلويح الجريء بحجب منافسات النسخة الفارطة في اجتماع دوري بين الجامعة ورؤساء الأندية من المفروض انه يناقش انطلاق الموسم القادم يقيم الدليل على حجم الخور الذي ينهش جسد الجامعة من الداخل ويؤكد مرّة أخرى أن المسؤولين على الكرة التونسية يتبنون سياسة «القعباجي» و «دزّ تخطف» حتى لا نقول شيئا آخر وكان أولى بمن غفل عن تقنين وتحيين الفصل 22 أن يضع نصب عينيه كلّ هذه الاعتبارات والعوائق قبل انطلاق بطولة الموسم الفارط وليس ونحن نستعد لإعطاء ضربة البداية لسباق جديد... كأس تونس المؤقتة في مفهومها الجديد لا تمثّل كلّ التونسيين وكبار القوم كانوا فيها مجرّد شهود عيان عما دار من حولهم بما أنهم سلبوا حقّ المشاركة والكأس الأصلية ستحتجب عمّا قريب بقرار إداري بعد أن تداخلت المواعيد وتعقدت رزنامتها وخاصة قرعتها التي صارت مصدر سخرية وتندّر بعد أن لفظها الكلّ وعنونها البعض بقرعة ال«أو»... الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن ورائه كبرى الاتحاديات في أعتى الدوريات الأوروبية تجّهز خارطة طريقها قبل أشهر وسنوات وتاريخ المسابقات فيها في كلّ المجالات والاختصاصات يكون مضبوطا باليوم والساعة دون تحريف أو تحوير أو تأخير وهناك من يبيع تذاكر المستقبل من شبّاك الماضي البعيد بينما لا يجيد جماعتنا هنا سوى التنظير ليلة العيد فيكون من الطبيعي أن يعبر الإفريقي الى البلاي أوف سويعات قليلة قبل انطلاق السباق أو ان يكتشف حكم مباراة البنزرتي والاتحاد المنستيري أن المباراة ستحتكم إلى الحصص الإضافية وهو الذي أذن على غفلة من الجميع للمرور مباشرة إلى ركلات الترجيح...في تونس فقط نتعرّف على هويّة مممثلينا في المشاركات العربية والافريقية بالقرعة وبمنطق الالوان ودرجة الولاء والانتماء فلا ضرر ان يكتفي صاحب الكأس بالشرب حتى الثمالة فيما يقفز صاحب النقطة الى برّ الأمان...هكذا هي الحال طالما انّ الكرة في تونس «تبنبي» حسب الاهواء والاغواء وخاصة مزاجية الأعضاء...