كشف بحث ميداني أنجزه المعهد الوطني للاستهلاك مؤخرا حول المستهلك التونسي وجودة خدمات النقل العمومي والخاص في إقليم تونس الكبرى (تونس العاصمة وأريانة وبن عروس ومنوبة) أن حوالي 4 بالمائة من متساكني الإقليم يعتمدون يوميا في تنقلهم على النقل الجماعي غير المرخص (clandestin) و%13 يحبذون حافلات النقل الخاص و%26.3 التاكسي و%17.3 التاكسي الجماعي، كما أظهر البحث أن حوالي %64 من العينة المستجوبة تعتمد على حافلات النقل العمومي و%57.6 على المترو. واشتملت العينة المستجوبة على 700 شخص من مستعملي وسائل النقل العمومي والخاص و«التاكسي» وتوزعت هذه العينة على %31 من الموظفين و%26 على الطلبة والدارسين كما أن غالبية العينة التمثيلية التي تتنقل بواسطة النقل العمومي والنقل الخاص تتراوح أجورها بين 401 و800 دينار. ففي الفئة المستجوبة قرابة %70 يعتمدون يوميا على حافلات النقل العمومي في مرتبة أولى و%58 على المترو في مرتبة ثانية وبالنسبة للنقل الجماعي الخاص يعدّ «التاكسي» من أكثر وسائل النقل المعتمدة يوميا إذ أنه يمثل %26.3 من الفئة المستجوبة. وعن تقييم العينة المستجوبة لوسائل النقل المعتمدة أظهر البحث الميداني أن %77 من المستجوبين راضين عن «التاكسي» و%12.4 غير راضين أو راضين نسبيا عن «التاكسي» الجماعي. ولئن تراوحت نسبة الرضا بين 50 و%80 على مختلف وسائل النقل الجماعي العمومي فإنّ هذه النسبة لم تتجاوز %13 في حافلات النقل العمومي، كما أن قطار الأحواز الجنوبية يستحوذ على نسبة رضا عالية مقارنة بقطار الأحواز الشمالية (ت ج م) والمترو. وتناول البحث الميداني جانب السلامة والأمن الذي يعد من أكثر الخاصيات التي تنعدم في مختلف وسائل النقل العمومي والنقل الخاص. وأظهرت النتائج في هذا المجال أن حافلات النقل العمومي لا تتمتع بمواصفات الرفاهية والسلامة للمواطن كما أنها غير منظمة من ناحية انطلاق رحلاتها وتواجدها. وتبقى خاصية التسعيرة التي تستحوذ على نسبة كبيرة في عدم الرضا التام بالنسبة إلى «التاكسي» مع أنها إيجابية في مختلف الخصائص الأخرى كالراحة والسلامة والأمن. وقد بلغت نسبة عدم الرضا من العينة المستجوبة على عنصري السلامة والأمن في وسائل النقل العمومي والخاص %27.8 ولم تتجاوز نسبة الرضا عن المواعيد في وسائل النقل العمومي والخاص %57. وفي المقابل ارتفعت نسبة عدم الرضا بخصوص السلامة والأمن في المترو بنسبة %67 كما بلغت نسبة عدم الرضا عن مواعيد المترو %20. وفي سياق متصل بلغت نسبة عدم الرضا عن ظروف الراحة في هذه الوسيلة %30. ووصلت نسبة عدم الرضا على مواعيد «الحافلات الصفراء اللون» إلى مستوى كبير بلغ %87 كما عبّر ٪90 عن عدم رضاها عن تدني مستوى السلامة والأمن بالحافلات الصفراء. ومن جهة أخرى بلغت نسبة الرضا عن التاكسي %67 في جوانب الراحة و%45 في السلامة و%42 في التواجد في حين بلغت نسبة الرضا عن التسعيرة %24 في صفوف المستجوبين. وبخصوص حافلات النقل الخاص فقد بلغت نسبة الرضا ٪20 في مستوى المواعيد و%51 في ظروف الراحة و%48 في السلامة والأمن بينما عبرت الفئة المستجوبة عن عدم رضاها في ما يخص التسعيرة (%34) والتغطية الجغرافية (%31) والتواجد (%38). وكشف البحث الميداني أيضا أن أكثر من %60 من الإناث يفضلن النقل الخاص على النقل العمومي وتعود أسباب ذلك إلى توفر الراحة فيها مقارنة بالنقل العمومي إلى جانب تفادي الاكتظاظ والانتظار الطويل بينما يفضل %50 من الذكور النقل العمومي. وأشار البحث إلى أن %65 من المستجوبين لا يرون حرجا في ظاهرة «الترسكية» رغم أنها تعد سلوكا غير حضاري بالنسبة للبعض (٪35).