وديعة كانت.. رقيقة الصوت... ملائكية الكلمات... ناثرة ل«طوق من الياسمين», من الحب, السلام... هكذا بدت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في حديثها عن مشاركتها في الدورة 49 لمهرجان قرطاج الدولي أثناء الندوة الصحفية التي عقدت يوم أمس بأحد النزل بالعاصمة. «ملاك الطرب العربي» وإن كانت حلوة اللسان وعذبة الكلام في ردودها على التساؤلات وفي تقديمها للتوضيحات...فإن إعلانها نهاية الندوة الصحفية وأسئلة كثيرة لا تزال معلقة دون تقديم اعتذار وهرولتها في المغادرة وهربها من ملاحقة الكاميراوات, أغضب بعض أهل الإعلام الذين هم في الآن وقته... عشاق فنّها. قدمت إلى الخضراء, وبين يديها ألبوم العام الفارط «غزل» وفي عينيها «رؤى وأحلام وردية» هما زادها في رحلة صعودها على ركح مهرجان قرطاج ليلة 5 أوت 2013,بعد طول غياب. فماجدة الرومي قالت إنها حلّت ببلدنا مبّكرا لتعدّ لعرض فنّي يليق بتونس الثورة تحت يافطة «لابد أن يستجيب القدر» ولتغني لتونس «الحرية والأحرار». قالت لبلعيد: «الدم ما بيروح هدر» زيارة ماجدة الرومي لقبر الشهيد شكري بلعيد , من أول الأعمال التي قامت بها عندما حطّت رحالها بتونس, لتقوم بعدها بعيادة الأطفال المرضى بمستشفى باب سعدون. هذه الزيارات وأن استحسنها البعض فإن البعض الآخر اعتبرها نوعا من «التوظيف الفنّي» الذي لا يختلف كثيرا عن التوظيف السياسي. أمّا ابنة حليم الرومي فقالت إن مثل هذا الكلام يجرحها وأنها تتصّرف ببساطة وعفوية ووفق ما يمليه عليها إحساسها. وأكدت ماجدة الرومي أنها لم ترد من زيارتها لقبر الشهيد بلعيد سوى أن تضم ّ كل شهداء العالم العربي في تونس كما في فلسطين وسوريا ومصر والعراق ولبنان... وأضافت: «زيارتي لضريح الشهيد بلعيد تختصر زيارتي لقبور كل شهداء تونس .كما إنني أردت أن أقول للشهيد «الدم ما بروح هدر». ليلة 5 أوت: «لابد أن يستجيب القدر» سبق أن شدت ماجدة الرومي أو «مطربة المثقفين»,كما لقبّت,لشاعر الحياة أبو القاسم الشابي رائعة «ألا فانهض وسر في سبيل الحياة...» وهاهي اليوم تختار كلمات مخضرمة الرمز, كلمات اختزلت زمنا من الدفاع عن الوطن ضد الإحتلال الفرنسي وفصولا من الثورة التونسية... لتطلق على سهرتها ليلة 5 أوت اسم: «لابد أن يستجيب القدر». وأفادت صاحبة «كلمات» و«كن صديقي» و«الجريدة»... أن هذا الصعود على ركح مهرجان قرطاج سيكون غير كل عروضها السابقة. وقدمت هذا العرض قائلة: «سيكون عملا «حلو» ومشوقا يليق بجمهور أحبّني ودعمني وهو رسالة مني إليكم لأقول لكم إني أحبّكم وإني أنحني لأقبّل جميع شهدائكم وإن قدركم الحريّة و«لابد أن يستجيب القدر». وأشارت الرومي إلى أن دواعي حلولها بتونس مبكّرا, هي الإعداد لسهرتها مع الفرقة السمفونية وفرقة الرقص الشعبي التونسيتين حتى يكون موعد 5أوت من أفضل ما ستقدّمه للشعب التونسي تحية له على كرامته وشرفه ... أما بخصوص تسعيرة صعودها على ركح قرطاج هذه السنة فقد تملصّت ماجدة برشاقة من الإجابة مؤكدة أن «علاقتها بتونس لا تحسمها مثل هذه الأمور ولا تحدّد بصك أو رصيد ...» وأضافت: «أنا إلى حدّ اليوم أسكن بيتا بالإيجار وفني هو رسالة إنسانية أحاول فيها إرضاء صوتي وضميري وإحساسي ... وأنا أتكلم بكل صدق ولكني لا أجبر أحدا على تصديقي». من يحب الله ...لا يرفع السلاح «لا يوجد ربيع عربي... بل دماء وتعاسة»... هكذا قالت ماجدة الرومي بوضوح وصراحة واصفة أحوال عديد البلدان العربية اليوم. وبكثير من الشجن والوجع تألمّت قائلة: «أحمد الله أنه لا علاقة لي بالسياسة ولكن لي علاقة بالوطن... لذلك لم أعد أملك القدرة على فتح القنوات التلفزية ومشاهدة برك الدماء والجثث وأشلاء الأطفال... إن تقاتل أبناء الشعب يدمي القلب ويبكي العين... وما يقترف في حق الارض العربية انطلاقا من تونس وصولا الى لبنان جريمة فظيعة ونكراء وبشعة... ولأن الله جميل وعلمّنا حب الحياة وأعطانا نعمة العلم, فمن الطبيعي أن تكون سنّة هذه الحياة أن تتقدّم إلى الأمام... وفي اعتقادي أن من يحب اللّه يبني لا يدّمر ولا يرفع السلاح...».