يبدو أن الثورة التونسية لم تغير في سلوك التونسيين فقط وإنما أثرت كذلك في ضيوف البلاد. فقد حلّت ببلادنا في بداية الأسبوع الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في إطار الإستعدادات لعرضها الفني بمهرجان قرطاج الدولي المبرمج لليلة 5 أوت القادم. وأبرز ما لفت الإنتباه أن الفنانة اللبنانية لها برنامج كامل ومتنوع وقد قامت بزيارة أول أمس الإثنين إلى مقبرة الزلاج حيث يرقد الشهيد شكري بلعيد ووضعت باقة من الزهور على ضريحه وكانت جد متأثرة خلال هذه الزيارة التي كانت فيها مرفوقة بشقيقها لطفي الرومي. وصرحت بالمناسبة إلى وسائل الإعلام التونسية والعربية أن الشعب التونسي يتوق إلى الحرية وإن كلّفه ذلك حياته. وأثارت حركة ماجدة الرومي الفضول مما جعل بعض المعلقين يتساءلون عن مغزى هذه الزيارة التي وإن كانت حركة انسانية فإنها تحمل أبعادا سياسية خاصة وأن الشهيد شكري بلعيد كان معارضا سياسيا ومناضلا يساريا معروفا. وإذ تثير ماجدة الرومي هذه المرة الفضول فلأن المطربة اللبنانية التي لم تشارك في المهرجانات التونسية بعد الثورة لأسباب مادية بالأساس وفق ما كنا نقلناه على ألسنة المسؤولين على المهرجانات وقد سبق لها وأن قدمت عدة حفلات في تونس قبل الثورة وتم تكريمها من السلطات التونسية حينذاك وهو ما يجعل البعض يراهن على أن ماجدة الرومي تسعى من خلال برنامج زيارتها إلى تجديد رأسمالها من ثقة الجمهور التونسي.