قال مؤسس ورئيس «تيار المحبة» الهاشمي الحامدي في رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية أن خطر انتقال السيناريو الانقلابي المصري إلى تونس حقيقي وكبير وقريب، معتبرا أن الذين يهونون من هذا الخطر واهمون ولا يقرؤون الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية بصفة صحيحة. وقال الحامدي أن تيار المحبة يرفض السيناريو المصري جملة وتفصيلا، ويدعو كل القوى الديمقراطية التونسية للتعاون والتكاتف للحيلولة دون انتقاله لتونس، كما يدعو الى تشكيل «الجبهة الديمقراطية للدفاع عن الإرادة الشعبية والدولة المدنية» في تونس، بشراكة كاملة مع عدد من الأحزاب والتيارات السياسية وهيئات المجتمع المدني. واعتبر الحامدي أن أهم سلاح يفشل مخططات أية جهات تونسية أو غير تونسية تفكر في نقل التجرية الإنقلابية المصرية إلى تونس هو تحديد موعد نهائي ورسمي للإنتخابات. واقترح الحامدي خلال رسالته أن «تكون الإنتخابات التشريعية في 17 ديسمبر المقبل، وتعلن نتائجها بوجودكم في رئاسة الجمهورية واستمرار الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال. وفي 14 جانفي تجرى الإنتخابات الرئاسية، بحيث يؤدي الرئيس الجديد القسم أمام مجلس النواب المنتخب. مثل هذا الترتيب سيفشل خطط من يقال أنهم يسعون ل»شراء» تزكيات من نواب في المجلس التأسيسي لترشيحهم لرئاسة الجمهورية. والأهم أن نتفق على مواعيد ثابتة تسحب البساط من تحت أقدام المغامرين والإنقلابيين.» وقال الحامدي ان السلاح الثاني لإفشال أية مخططات انقلابية في تونس هو الدخول في حوار ماراطوني في الغرف الجانبية لمجلس النواب للتوافق حول المسائل الخلافية في مشروع الدستور، وأن تقدم أحزاب الترويكا تنازلات أكثر من غيرها، مضيفا: «المطالبون بحل المجلس التأسيسي يقولون أنه بالإمكان التوافق على دستور جديد في أسبوعين، فهل تعجز الأحزاب والكتل الموجودة في المجلس على حل خلافاتها حول الدستور في شهر واحد أو شهرين على أقصى تقدير؟». وأكد الحامدي: «الطبيعة لا تقبل الفراغ، وإذا لم يبادر أنصار الديمقراطية والإرادة الشعبية والدولة المدنية بالتحرك وجمع كلمة الشعب من حول برنامج واضح لحماية الديمقراطية والإرادة الشعبية، فسيبادر الإنقلابيون، وقد تدخل البلاد في فوضى لا تحمد عقباها، ويومئذ لا ينفع الندم.» وختم الحامدي بالقول: «أكتب لكم هذا الكلام وتيار المحبة أكثر من سلط عليه الظلم والإقصاء والتهميش في النظام السياسي الحالي، غير أننا نرضى أن نبقى في المعارضة خمسين عاما ولا نأتي للحكم بانقلاب عسكري. ومصلحة الوطن، وحق التونسيين في ديمقراطية حقيقية ناجحة، تنأى عن كل حسابات حزبية وفئوية.» يذكر أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي كان قد استقبل أمس الإثنين وفدا من تيار المحبة يضم الناطق الرسمي النائب سعيد الخرشوفي والنائبين محمد الحامدي واسكندر بوعلاقي للتشاور حول الأوضاع العامة في البلاد. وقد سلم الوفد الرئيس المؤقت رسالة خطية من مؤسس ورئيس تيار المحبة محمد الهاشمي الحامدي تتضمن موقف التيار من أهم المسائل الوطنية في المرحلة الراهنة.