هو دون منازع وأدنى شك أفضل انتداب للترجي الرياضي في هذا الميركاتو الصيفي بالنظر إلى إمكانياته الفنية العريضة ومعرفته الجيدة بأجواء الفريق وقدرته على تقديم الإضافة التي يحتاجها الأحمر والأصفر لإحداث النقلة النوعية المرغوبة على المستوى الهجومي بناء وآداء ونجاعة... لقد شكلت عودة صانع ألعاب المنتخب الوطني أسامة الدراجي إلى فريقه الأم الحدث الأبرز على الساحة الرياضية المحلية خلال الأيام الأخيرة بعد تجربة احتراف في سويسرا لم يكتب لها النجاح المرتقب... « التونسية » اتصلت بلاعب الترجي الرياضي الجديد القديم للحديث معه حول سنة الإحتراف في البطولة السويسرية وخاصة حول عودته إلى حديقة الرياضة «ب» والأهداف التي يرنو لها من خلال هذا التعاقد الجديد مع الأحمر والأصفر. في البداية نرحّب بك أسامة على أعمدة « التونسية «. شكرا ... مرحبا بكم أيضا وتحياتي إلى كل قراء جريدة «التونسية ». بكل صراحة هل يمكن الحكم عن تجربتك في سيون بالفشل ؟ ... وإن كان الأمر هكذا ما هي الأسباب؟ دعني أقول أنها لم تكن تجربة ناجحة بالصورة التي تمنيتها وتوقعتها ، لقد عشت فترات طيبة خصوصا في البداية حيث كنت أساسيا وساهمت في انتصارات الفريق ثم حصلت عدة أشياء سواء المتعلقة بي شخصيا أو بالنادي أثرت كثيرا على آدائي على الميدان وبالتالي على تجربتي في سويسرا. هل يمكن أن تكشف لنا الأسباب الشخصية التي لمحت لها؟ هي أسباب نفسية بالأساس تتعلق بالتأقلم مع نمط حياة جديد عليّ، كما أن رحيلي عن فريقي الأم لم يكن في الظروف الملائمة التي كنت أريدها وكانت هناك حسرة على تشنج العلاقة مع الترجيين في تلك الفترة ولم أكن بالتالي في راحة نفسية مؤهلة للنجاح في مغامرة الإحتراف، زد على ذلك تعودي على أجواء الحديقة «ب» وعدم نجاحي بسرعة في التخلي عنها والتأقلم مع أجواء جديدة صعبة فيها الإبتعاد عن العائلة وعن الترجي الرياضي وعن الأصدقاء... كل هذه العوامل مؤثرة جدا في بداية مشوار احتراف أي لاعب وهذه هي الأسباب الشخصية التي قصدتها. وماذا عن الأسباب المتعلقة بالنادي؟ هي تكمن أساسا في تغيير المدربين وهو العامل الذي تضررت منه كثيرا ولعب دورا حاسما في عدم بقائي في أعلى مستوى من حيث الآداء وأعترف أنني تأثرت كثيرا ببعض الممارسات ولم أجد التعامل والتصرف معها على النحو الأفضل. هل ندمت على مغادرة الترجي الرياضي؟ أقول لك شيئا دون أي مبالغة وبكل صدق اكتشفته خلال هذه السنة التي ابتعدت فيها عن حديقة الرياضة «ب» ، لقد شعرت أنني فقدت شخصا عزيزا عليّ ولم أجد القوة اللازمة لتجاوز هذا الفراق وكان مثلما قلت لك أحد الأسباب الرئيسية التي منعتني من النجاح في سيون بالكيفية المطلوبة ، أنا دخلت حديقة الرياضة «ب» وكنت في سن 7 سنوات ونصف ولم أغادرها سوى منذ سنة ، يعني أنني قضيت فيها حياة كاملة عشت خلالها أحلى أيامي وكان من الطبيعي أن أشتاق إلى هذا « العالم » الذي أعترف أنني لم أقدر على مغادرته فكان هذا الرحيل أصعب منعرج في حياتي، إذن هناك حنين وشوق أكثر من أي شيء آخر. وماذا تقول عن طريقة الخروج؟ كانت فترة سوداء من حياتي سواء الخروج من حديقة الرياضة «ب» في حد ذاته أو الطريقة التي حصلت به لأنني كنت أغادر عائلتي وقتها وهي صفحة وطويتها مثلما هو الأمر بالنسبة لأحباء الترجي الرياضي طبعا لأن ما يربط الدراجي بالأحمر والأصفر ليست علاقة لاعب بناد بل هي أكبر من ذلك بوصفي ابن الفريق وعشقه يجري في دمي ، وعلى كل حال هذه فرصة لأعتذر من جماهير الترجي الرياضي إن كان صدر عني شيء لم يعجبهم حينها وأقول أن الخلاف الذي حصل لم تكتنفه الضغينة والكراهية بل كان « بمعزّة » وكذلك بحب، وأتمنى أن أتقاسم مع الترجيين أفراحا جديدة مستقبلا. هل تابعت الترجي الرياضي في السنة التي كنت بعيدا فيها عن تونس؟ نعم وتفرجت في جل المقابلات كمحب عاشق للونين الأحمر والأصفر... هو فريق جديد تقريبا في نصفه وطبيعي أن يحتاج لبعض الوقت لإيجاد التوازن والمستوى الذي يسمح له بجني الألقاب كالعادة ولو أن جزئيات صغيرة جدا حرمته من أحد اللقبين في هذا الموسم الذي ودعناه. نأتي الآن إلى عودتك إلى الترجي الرياضي ، ماذا تقول عنها إجمالا؟ الشيء الأول الذي يجب أن أقوله في شأن هذه العودة إلى فريقي الأم هو أنني كنت فعلا مشتاقا إليه بل محتاجا إلى أجواء حديقة الرياضة «ب» « خلات بلاصتها في حياتي» ولم أقدر عن الإبتعاد عنها ولذلك كنت متحمسا جدا وحاولت بكل جهدي تسهيل هذه العودة والتأثير بأي شكل من الأشكال على فريق سيون حتى يكون رحيلي عنه في اتجاه الترجي الرياضي، وللتوضيح أشير إلى أن محاولات هذه العودة انطلقت منذ حوالي شهر وها قد كللت أخيرا بالنجاح. وما الذي ترمي إليه شخصيا من هذه العودة؟ أهدافي هي نفس أهداف كامل العائلة الترجية وفي مقدمتها كأس رابطة الأبطال الإفريقية التي أتمنى أن يكون مشوارنا فيها ناجحا إلى أبعد الحدود، ومن جهتي لن أدخر أي جهد من أجل تقديم ما هو مطلوب ومنتظر مني وبالتالي المساهمة في نجاح فريقي وإسعاد جماهيره. هل سنجدك يوم الأحد في التشكيلة ضد ممثل أنغولا؟ لا ... لن أكون في الموعد هذا الأحد لأنني لست جاهزا مائة بالمائة من الناحية البدنية لأنني لم أتدرب خلال الأيام الستة الأخيرة قبل رجوعي إلى تونس إذ كنت مهتما بموضوع عودتي إلى الترجي الرياضي، ثم إنني سأسافر بعد غد إلى سويسرا لجلب أدباشي وإنهاء إقامتي هناك رسميا... أتمنى أن يعود زملائي بنتيجة إيجابية من أنغولا ولي ثقة كبيرة في قدرتهم على ذلك ، اما أنا فسأعزز تشكيلة فريقي في لقاء الجولة الثانية لدور المجموعات. في الختام أترك لك الكلمة لإنهاء هذا الحوار. شكرا على الإتصال ... ووعد إلى جماهير الترجي الرياضي بأنني لن أدخر أي قطرة عرق من أجل المساهمة في الإنتصارات والعودة إلى جني الألقاب وأتمنى أن نوفق في مغامرتنا الإفريقية لأنني ادرك جيدا قيمة هذا اللقب في نفوس كل الترجيين ، وفي النهاية أقول إنني سعيد جدا بالعودة على أجواء الترجي الرياضي التي افتقدتها كثيرا .