بعد الاحداث المتواترة والوقائع السريعة والمتتالية التي رافقت الاجتماع العام الذي تمت برمجته من طرف التنسيقية المحلية بأكودة والاستياء الحاصل لدى عدد كبير من المواطنين بالمنطقة ووسط حضور اعلامي وجماهيري كبيرين ووجود عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني على غرار محسن مرزوق ونور الدين بن تيشة والمنصف بن شريفة وليلى الحمروني علّق الطيب البكوش الامين العام لحركة «نداء تونس» مساء أمس الاول بفضاء «زيني فيلم» بأكودة في مستهل كلمته عن الحادثة التي سبقت الاجتماع قائلا: إن ما حدث يتطلب تحقيقا فعليا سنطالب به وان مثل هذه الممارسات التي اعتادتها قيادات واطارات ومناصرو «نداء تونس» لم يعد لها تأثير في عملنا السياسي» مضيفا ان كل محاولات وضع اليد على مفاصل الدولة من ممارسة التضييق على الحريات واستعمال الادارة لأغراض سياسية وحزبية ضيقة يؤكد مرة أخرى أن المسؤولين الذين وقع تعيينهم حسب الولاءات الحزبية ل«الترويكا» الحاكمة فاقدون الوعي بمفهوم الدولة وهو ما يتناقض تماما مع مفهوم تواصل الدولة مؤكدا في السياق ذاته أن مثل هذه الممارسات تنم عن عقلية الهدم لا البناء وهذه العقلية لا تستجيب حتما لا من قريب ولا من بعيد لأهداف الثورة التي قام بها الشباب مشيرا إلى العنف الموجّه لحركة «نداء تونس» كان بالأمس لعرقلة البناء واليوم لعرقلة تواصلها واستمراريتها لأنهم غير قادرين على الارتقاء الى فلسفة «نداء تونس» حسب رأيه ففلسفة «نداء تونس» تستمد من الوعي الوطني بأن تونس لكل التونسيين ولا فرق في «نداء تونس» بين تجمعي ولا نقابي ولا يساري معتدل، المهم الالتزام بمبادئ وأهداف الحزب والتي تهدف الى مزيد الحريات ومزيد من التنمية في الجهات ومزيد من الديمقراطية.. إلا أن بعض الاطراف السياسية حسب الامين العام لحركة «نداء تونس» تسعى الى محق وفسخ كل مقومات الدولة التونسية الحديثة التي جاءت مع الاستقلال وتاريخنا الذي نفخر به .. وفي حديثه عن الشرعية التي يتشدق بها البعض بيّن الطيب البكوش أن الشرعية الحقيقية انتهت يوم 23 أكتوبر 2012 ولكن الشعب أراد اعطاء فرصة أخرى لمن انتخبهم لتتواصل الدولة إلا أن هذا التمديد المعنوي له محدوديته الزمنية.. وفي سياق متصل وردّا على ما جاء على لسان القيادي في «النهضة» الصحبي عتيق قال البكوش «انه يستعمل لغة لا يفهمها» وحمايتهم لرابطات حماية الثورة التي بثت خطابا يتوعد الناس بالويل ان هم خرجوا الى الشوارع وتمردوا على الشرعية وأنهم سيكونون حراسا أشداء على المتمردين.. ورفضهم المشاركة في الحوار الوطني الذي نادى اليه الاتحاد العام التونسي للشغل في مرحلته الاولى بذريعة عدم الجلوس على طاولة الحوار مع «نداء تونس».. كلها ممارسات لربح الوقت نحو بداية تكريس الاستبداد من جديد.. وقال البكوش في هذا الصدد «اننا دعاة سلم.. دعاة ديمقراطية.. دعاة تداول سلمي على السلطة..» محذّرا في الوقت نفسه من تواصل الحال على ما هو عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأنه لا بد من حوار وطني دوري وجادّ ومسؤول ، لمواجهة التحديات الطارئة التي لم تكن تحسب لها أي حساب ، والذي يعتبره الحلّ الوحيد الكفيل بإخراج البلاد من دائرة التوتّر والاحتقان الى دائرة التوافق وانجاز بقية استحقاقات هذه المرحلة الانتقالية.. وأضاف البكوش أنه لا بد على الفرقاء السياسيين من الاتفاق حول خطوط دنيا من التوافق، الذي يمكّن من العبور الى برّ الأمان ويجنّب تونس سيناريوهات تبدو مرعبة لكل ذي حكمة وبصيرة وذلك وفق أجندة منظمة ومحددة التواريخ والضوابط بشكل رسمي ومعلن مؤكدا أنه حان الوقت للكف عن اضاعة الوقت .. الدعوة الى التماسك داخل الحركة وإنجاح الاستحقاقات القادمة « حركة «نداء تونس» لها دور مركزي في التحالفات القادمة في مستوى الجبهة الشعبية الديمقراطية التي يتم الاعداد لها وأننا نعمل على مزيد التباحث داخل الاتحاد من أجل تونس وأننا بصدد مواصلة الحوار مع الجبهة الشعبية.. «هكذا واصل السيد الطيب البكوش حديثه قبل أن يدعو قيادات الحركة وإطاراتها ومناصريها الى مزيد التلاحم والتراص والتضامن والانسجام الداخلي لتجاوز بعض الثغرات الداخلية، على حد تعبيره، منبها الى أن «نداء تونس» حزب يفكر في بناء تونس قبل التفكير في الكراسي ويفكر في مستقبل تونس وفي خطر يستوجب منا اليقظة التامة كما دعا الى ضرورة تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في قواعد الحزب لأنهما جوهر المعركة الاساسية لخلاص تونس وفي خاتمة حديثه فنذ الامين العام لحركة «نداء تونس» الاقاويل المغرضة التي مفادها وجود تكتلات داخل الحركة تدعى «جماعة الباجي قائد السبسي وجماعة الطيب البكوش». صوت «نداء تونس» في كلمة خاطفة قال محسن مرزوق القيادي في «نداء تونس» «تونس لن تكون الصومال ولا أفغانستان وأن الشعب التونسي برجاله ونسائه وشبابه وتاريخه ليس أقل من الشعب المصري وأنهم (أي الترويكا) انقلبوا على تفويضه تحت غطاء الشرعية.. وفي هذه الليلة الرمضانية أقول لهم لن تستطيعوا اسكات صوت «نداء تونس».. وصوت كل التونسيين..». وذكرت ليلى الحمروني في كلمة شرفية أن المرأة والشباب هما عصب المعركة مع الاطراف الديمقراطيين أي الترويكا الحاكمة .. ليختم المنسق المحلي بأكودة السيد الهادي الكناني اللقاء بتوجيه كلمة شكر وتقدير لكل الاطراف المساهمة في انجاح هذا الاجتماع العام مؤكدا حرص افراد المكتب المحلي على تكريس مناخ سياسي تعددي ديمقراطي بالجهة مؤكدا الوقوف صفا واحدا وراء الاستاذ الباجي قائد السبسي لإنجاح المرحلة السياسية القادمة.