كشف أمس وزير الداخلية لطفي بن جدو عن آخر ما توصلت له التحقيقات والأبحاث في قضية اغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي ورئيس التيار الشعبي محمد البراهمي. وأكد وزير الداخلية أن المتهم الرئيسي في هذه القضية يدعى «بوبكر الحكيم» وهو ينتمي إلى التيار المتشدد التكفيري مشيرا إلى أن التحاليل الفنية التي أجريت في موقع الجريمة وعلى الأعيرة النارية أكدت أن البراهمي اغتيل بنفس قطعة السلاح التي اغتيل بها الفقيد شكري بلعيد وأن الجريمتين تتقاطعان في العديد من التفاصيل مما يشير إلى أن الجهة التي نفذت هذه الجريمة هي ذاتها. 14 رصاصة من عيار 9 وزير الداخلية الذي أكد على صعوبة التوفيق بين توفير المعلومة وسرية الأبحاث قال إن وفاة البراهمي حسب تقرير الطب الشرعي نتجت عن نزيف حاد جراء الإصابة ب 14 رصاصة من عيار 9 مم استقرت 8 منها في الجانب السفلي الأيسر والبقية على مستوى الصدر والرقبة والرأس. وأضاف وزير الداخلية أن شهادات شهود العيان أثبت أن منفذي العملية كانا يمتطيان دراجة نارية سوداء ويرتديان ملابس سوداء وأنهما باغتا الشهيد البراهمي بوابل الرصاص وهو يتأهب لامتطاء سيارته كما أثبت شهود العيان أن القاتلين كانا يحومان أمام منزل القتيل في الأيام الأخيرة. نفس سيناريو بلعيد استنساخ سيناريو اغتيال الشهيد شكرى في اغتيال البراهمي أثبت حسب تصريح وزير الداخلية أن الأطراف التي تقف وراء الاغتيال هي ذاتها وهو ما أيدته التحاليل الفنية المجراة على نوعية الأسلحة. وقال الوزير ان التحقيق مع المدعو صابر المشرقي المورط في قضية اغتيال شكري بلعيد والذي تم القبض عليه مؤخرا أثبت أن الاغتيالين نفذا من قبل مجموعات تكفيرية متشددة مشيرا الى أن التحقيقات كشفت عن وجود علاقة ثابتة بين كمال القضقاضي المتهم الرئيسي في مقتل بلعيد والذي مازال متحصنا بالفرار والمتهم الرئيسي في مقتل البراهمي المدعو بوبكر الحكيم المورط في ادخال وتخزين الأسلحة المهربة من ليبيا ونقلها من حي الخضراء إلى المنيهلة ملاحظا أن هذا الأخير يصنف من أخطر العناصر والمعروفة دوليا في قضايا الإرهاب. حجز أسلحة في منزل القاتل بحي الغزالة وحول علاقة الاسلحة التي تم ضبطها مؤخرا في جهة حي الغزالة بحادثة الاغتيال قال وزير الداخلية أن وحدات الأمن وبعد التحقيقات والتتبعات التي قامت بها تمكنت خلال المدة الفارطة من تحديد مكان إقامة المدعو بوبكر الحكيم المورط الرئيسي في اغتيال البراهمي حيث تمت مداهمة المنزل وحجز مسدس وذخيرة وقنبلتين حربيتين غير أنها لم تتكمن من القاء القبض على المجرم الذي فر قبل عملية المداهمة بقليل على ما يبدو. وعن علاقة الجماعات المورطة في اغتيال بلعيد والبراهمي بالارهابيين المتحصنين في جبل الشعانبي قال وزير الداخلية أنه تأكد لديهم انه بعد العفو التشريعي العام هناك أشخاص ارتكبوا جرائم مادية في أحداث سليمان اتفقوا مع العائدين من بؤر إرهاب في الخارج على الزج بتونس في دوامة الارهاب بهدف تكوين مراكز للتدريب في جبل الشعانبي والطويرف لكن بعد التفطن الى كميات الأسلحة والقبض على العشرات منهم تم احباط مخططهم. وأشار وزير الداخلية إلى أن قوات الأمن بمختلف أسلاكها تمكنت من القبض على عدد هام منهم في ما لا تزال العناصر الأخطر في حالة فرار مؤكدا أن القضية لن تبوح بأسرارها ما لم يتم القبض على البقية. وفي سياق متصل أكد بن جدّو أن أطرافا نشطت في «أنصار الشريعة» مورطة في اغتيال شكري بلعيد وأن الكشف عن المورطين في اغتيال البراهمي سيكون أسهل بكثير من اغتيال بلعيد وأن 6 متهمين في قضية بلعيد لم يغادروا التراب التونسي. تأمين الجنازة وعن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأمين جنازة الفقيد اليوم قال بن جدو أنها سخرت كل الامكانيات لحسن تنظيم الجنازة منذ يوم أمس داعيا كل الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني للتظاهر والاعتصام السلمي والحفاظ على أمن البلاد حتى لا تحقق الأطراف التي تريد الزج بالبلاد في دوامة العنف أغراضها القذرة. أما بالنسبة لتأمين وحماية الشخصيات فقد قال السيد لطفي بن جدو أن وزارة الداخلية ستضاعف تأمين من يتلقى تهديدات جدية أو يطلب توفير حماية شخصية له مشيرا إلى أن أعوان الأمن تمكنوا من إعادة 4500 شخص مسافر الى سوريا وأنه وقع منع 25 داعية من الدخول الى تونس لتمكين البلاد من السلم في هذا الظرف الهش. وبخصوص الدعوات للعصيان المدني قال بن جدو أن وزارة الداخلية ليست سلطة تتبع والنيابة العمومية هي المخولة لذلك.