كانت مرتفعات جبل الشعانبي قبل غروب امس الاثنين مسرحا لعملية ارهابية هي الاكثر دموية و خسائر بشرية ربما في تاريخ الجيش التونسي اذ بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا فيها 8 حسب مصادر عسكرية و ربما ترتفع الحصيلة لان عدد الجرحى بدوره تجاوز 6 حالة بعضهم حرجة. والأكثر خطورة في الحادثة ان 4 من العسكريين القتلى ذبحوا من الوريد الى الوريد بعد أن تم تجريدهم من أزيائهم العسكرية وأسلحتهم في مكان تمركزهم بمنطقة التلة بمحمية الشعانبي فيما قتل البقية بالرصاص اثر كمين نصبته لهم مجموعة مسلحة فتحت النار عليهم و فاجأتهم و هم عائدون من دورية تمشيط و مراقبة روتينية. و لما حاول ضباطها و جنودها مطاردة الارهابيين بواسطة دبابة انفجر تحتها لغم شديد الفاعلية مما ادى الى اصابتها بأضرار و جرح عقيد و بعض الجنود لم يتحدد عددهم الى حد البارحة بدقة ومدى خطورة اصاباتهم لانهم ظلوا يتوافدون على دفعات الى المستشفى الجهوي بالقصرين الذي شهد البارحة حالة كبيرة من الاستياء في صفوف العسكريين و الأمنيين و المواطنين الذين توافدوا عليه باعداد كبيرة لتاكيد تضامنهم مع جيشنا الوطني.. وللاشارة فان عمليات التمشيط التي انطلقت بالشعانبي أواخر شهر افريل ما تزال متواصلة للبحث عن المجموعة الارهابية التي تتحصن به دون القاء القبض على واحد من عناصرها. وعلمت «التونسية» من مصادر مطلعة ان الاجهزة الامنية و العسكرية التونسية ترجح فرضية أن تكون المجموعة الارهابية التي هاجمت دورية الجيش الوطني مساء امس عند مستوى «هنشير التلة» قد دخلت حديثا للتراب التونسي.وأضافت نفس المصادر ان المعلومات الاستخباراتية التونسية الجزائرية المتوفرة الآن ترجح بقوة هذه الفرضية علما أن السلطات الجزائرية رصدت خلال الايام الاخيرة تحركات مشبوهة لاشخاص ووسائل قرب الشريط الحدودي مع تونس.. أسرة «التونسية» تتقدم في ظل هذه الفاجعة بأحر تعازيها إلى عائلات شهدائنا الأبرار راجية من المولى عزّ وجل أن يرزقها جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.