تطويق كامل للشعانبي لمنع وصول أي تموين للمسلحين وتنسيق مع الجزائر لمراقبة الجهة المقابلة من الحدود لم يأت اليوم الخامس من العمليات الجارية في جبل الشعانبي لتعقب المجموعة المسلحة المتحصنة فيه بأي جديد يذكر حيث واصلت امس القوات الخاصة للجيش الوطني والكتيبة الهندسية العسكرية المتخصصة في تفكيك الالغام وفرق الانياب ووحدات مقاومة الارهاب التابعة للحرس الوطني تقدمها في المناطق التي يشتبه ان الارهابيين توجهوا اليها دون ان يواجهوا الى حد مساء امس أي عنصر منها.. أشباح مصادر مطلعة بالشعانبي اكدت لنا انه منذ يوم الاثنين ورغم التواجد المكثف لوحدات الجيش والحرس في مختلف ارجاء الشعانبي واستعمال المروحيات في القيام بطلعات جوية لاستكشاف جميع مناطقه والاستعانة بفرق الانياب وحراس الغابات الذين يعرفون مسالك الجبل معرفة دقيقة الا انه لم يتم اكتشاف اماكن تحصنهم الى درجة انهم اصبحوا مثل "الأشباح" فمخلفاتهم موجودة من مواد غذائية وأغطية وكتب ووثائق ووسائل اتصال ولوحات للطاقة الشمسية ومواد اولية للمتفجرات واجهزة لصنع وتركيب الالغام.. وآثارهم واضحة في المخيمات التي كانوا يقيمون بها وقد تم التوصل اليها وتدميرها بالقصف عن بعد الا انه لم يعثر على أيّ منهم.. وهو امر محير فعلا ويؤكد انهم من المحترفين في التخفي والمغالطة ومع تقدم محاولات البحث والتعقب والتمشيط ليلا ونهارا لتشمل اماكن وعرة وكهوفا واودية سحيقة ربما تحصل اولى المواجهات معهم بين الساعة والاخرى.. لانه حسبما علمنا لا مجال للتراجع وانهاء العمليات دون حسم امر مجموعة الشعانبي بعد ان تم وضع كل الامكانيات من قوات متخصصة وعتاد متطور للقضاء النهائي عليها. تطهير منطقة الألغام توصلت وحدات الهندسة العسكرية منذ مساء يوم الخميس لتطهير جميع منطقة الالغام سواء بتفجيرها او تفكيك ما بقي مزروعا منها بواسطة الاجهزة الدقيقة الخاصة بمثل هذه المتفجرات المضادة للأفراد.. التعويل على عاملي الوقت والجوع في انتظار ما ستسفر عنه عمليات البحث والتمشيط فانه تمت في مرحلة اولى محاصرة كامل الجبل وتطويقه بالكامل واغلاق كل منافذه وتحذير متساكني المناطق الغابية من اي تعاون محتمل مع الارهابيين لمنع وصول اي نوع من المؤونة لهم لاجبارهم على الخروج من مخابئهم لمقاومة الجوع والعطش خاصة وان درجات الحرارة في الشعانبي بدات تميل نحو الارتفاع ولم يعد بالامكان الصبر عن الماء طويلا رغم وجود بعض العيون الطبيعية الجارية في الجبل.. والتعويل على عاملي العطش والجوع بعد ترك المجموعة "زادها" في "معسكرات" اقامتها التي وقع تدميرها ربما يعطي ثماره مع مرور الوقت. تنسيق مع الجزائر مثلما اشرنا الى ذلك امس استنادا الى شهود عيان من المناطق الحدودية غرب الشعانبي حول تواجد مكثف لرجال الدرك الجزائري في الناحية الاخرى من الحدود فانه شوهدت امس مروحيات مقاتلة جزائرية تقوم بعمليات تمشيط جوي فوق المرتفعات الجزائرية المتاخمة للاراضي التونسية وهو ما يؤكد ان التنسيق بين البلدين حول ارهابيي الشعانبي ربما يشهد تطورا اكثر ليصل الى القيام بعمليات مشتركة خصوصا وانه تاكد من خلال نوعية بعض المواد الغذائية واجهزة الاتصال التي خلفوها وراءهم وجود جزائريين بينهم. استنفار أهالي سفح الشعانبي مع توافد المزيد من التعزيزات العسكرية على الشعانبي لتطويقه من جميع الجوانب ارتفعت حالة التوتر في صفوف اهالي القرى المحيطة بالجبل الذين بدؤوا يدركون ان هناك خطرا يحدق بهم مع توفر امكانية تسلل مسلحين للاحتماء بمنازلهم وقد اصبحوا يعيشون في حالة استنفار ليلا ونهارا وهناك من اعدوا بنادق الصيد التي يملكونها لاستعمالها عند الضرورة واطلقوا "الكلاب العربي" التي يربونها وتكون عادة مربوطة لتكون بمثابة اجهزة انذار مبكر لتنبيهم الى أيّ خطر داهم والخط الاول لمواجهة أيّ من الغرباء.