التونسية (تونس) أشرف امس نور الدين البحيري الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة على لقاء صحفي بقصر الحكومة بالقصبة للاعلان عن اهم المقترحات المنبثقة عن المجلس الوزاري المنعقد صباحا بقيادة علي العريض . وبين البحيري ان المجلس الوزاري هو استمرار لجلسات واعمال سابقة استعرض اوضاعا طارئة وتناول عديد المواضيع على الصعيد الوطني تصدرته الاحداث التي تدور رحاها بجبل الشعانبي التي اودت بحياة عدد من العسكريين طالتهم يد الغدر والارهاب , مضيفا ان الوزراء افتتحوا مجلسهم بتلاوة الفاتحة ترحما على ارواح الجنود الشهداء , مشيرا الى ان رئيس الحكومة اعتبر خلال الاجتماع ان الاعتداء على قوات الجيش الوطني هو اعتداء على كل التونسيين بلا استثناء وانه عقد العزم على التصدي للارهاب وملاحقة المجرمين , وعلى ضرورة الوقوف الى جانب عائلات الجنود الذين استشهدوا ودعم القوات العسكرية والامنية نظرا لما يقومون به من مجهود للحفاظ على استقرار ومناعة وطننا . صعوبات أمنية في بعض الجهات واوضح البحيري ان المجلس كان فرصة لوزير الداخلية «لطفي بن جدو» لاعطاء تقرير عن عمل الوحدات الامنية في مختلف مناطق الجمهورية , مؤكدا ان هناك سيرا عاديا رغم وجود بعض الصعوبات الامنية في عدد من الجهات , مضيفا ان الوحدات الامنية تنسق مع الجيش الوطني لتوفير الحماية للبلاد والعباد . واكد البحيري على لسان بن جدو على حق التونسيين في الاحتجاج والتعبير عن ارائهم ما لم تشكل المظاهرات تهديدا وخطرا على الممتلكات العامة والخاصة . حماية البلاد من الفراغ وبين الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة ان وزير العدل قدم بسطة لما وقع في جبل الشعانبي , مضيفا انه في كل مرة يقع تطويق الرقعة الجغرافية التي يتحصن بها الارهابيون لكن في كل مرة تصاب مجهوداتهم بانتكاسة , وقال البحيري : «الارهاب ليس ظاهرة تونسية وانما عالمية ...» وفي رده على الدعوات المنادية بحل المجلس التأسيسي واسقاط الحكومة الحالية قال البحيري ان كتيبة العريض ماضية الى الامام وستستمر في اداء مهامها المتمثلة في تحقيق استحقاقات الشعب التونسي , مضيفا : «لا سبيل للتعدي على مؤسسات الدولة او العاملين فيها من امن وجيش وموظفين ... فالحوار هو الطريق الوحيد لتجاوز الصعوبات ... مؤسسات الدولة يجب ان تستمر لحماية البلاد من الفراغ والمغامرات وتواصل حماية اعراض وحياة الناس ... لسنا من الذين يتركون البلاد في حالة فراغ ولا من الذين يغلقون مكاتبهم فالحكومة مصرة على القيام بمهامها». وكشف البحيري ان الحكومة ستقبل باي اجراء تتفق عليه مختلف الاحزاب الوطنية بخصوص مستقبل الحكومة الحالية , معلقا : «عندما تصل الاحزاب الى توافقات حول الحكومة نحن على ذمة شعبنا والتأسيسي...» لا يمكن حل الأزمات بالتظاهر , والارهاب لا يستهدف الحكومة بل تونس كلها وابدى البحيري امتعاضه من اعتصام الرحيل المنادي بتشكيل حكومة انقاذ وطني , معتبرا ان الازمات والمشاكل لا يقع حلها بواسطة المظاهرات او النزول الى الشوارع او الاعتداء على مراكز الامن , قائلا : «من يشاركنا الحوار بعيدا عن مظاهر العنف مرحبا به ... الحكومة تواصل عملها ونترك الاحزاب تتناقش حول الحل النهائي للخروج من الازمة» . وافاد الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة انه يقدر قلق بعض الاطراف , لكنه دعا الجميع الى التهدئة والحوار نظرا للمخاطر الكبيرة التي تواجهها بلادنا والمتمثلة اساس في التحدي الارهابي الذي وصفه بالخطير جدا , والذي كانت رسالته واضحة عند اغتيال الشهيد «محمد براهمي» وجنودنا البررة , مضيفا : «الارهاب لا يستهدف الحكومة ولا اي حزب ولا المجلس التأسيسي وانما يستهدف تونس وانتقالها الديمقراطي ... علينا ان نتوحد. فإما ان نبقى في مرحلة الصراعات فيدخل علينا الارهاب من بوابة الخلافات واما ان نتحد لانقاذ بلادنا ...» و ألمح البحيري الى ان المظاهرات والاعتصامات تساعد على تغلغل وتعشيش الارهاب في مجتمعنا , نظرا لتلهية الجيش في امور جانبية مثل حراسة المؤسسات وفصل المتظاهرين والحال ان من اولوياته حماية الحدود , مشيرا الى ان لديه ثقة في النخب السياسية التي ستغلب المصلحة الوطنية عن المصالح الفئوية الضيقة , واستطرد : «تعالوا الى كلمة سواء لمواجهة خطر يتهدد حكام تونس ومعارضيها ومن الخطير جدا ان نتجاهل ذلك ...» كل من يتعدّى على الشعب مصيره الهزيمة و دعا الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة الشعب التونسي بمختلف شرائحه الى الاصطفاف وراء قوات الجيش والامن ومساندتها في حربها على الارهاب , مضيفا : «لسنا اكثر وطنية من احد لكن من المفروض عدم نشر صور جنودنا المغدورين فهي تمس من معنويات الجيش والامن ...» و رأى البحيري ان مصير كل من يحاول التعدي على الشعب التونسي هو الهزيمة بفضل الثقة العمياء في قواتنا العسكرية والامنية , معلقا : «بثبات جيشنا اننا لمنتصرون , وهذه العصابات الاجرامية لا مكان لها في تونس ولن تجد من الشعب الا اللعنة والعداء ....» و بخصوص تفاخر وتباهي بعض الصفحات المحسوبة على التيار السلفي الجهادي بازهاق ارواح شهدائنا من الجيش , رد البحيري : «ليس من الاخلاق ولا من الدين التفاخر بقتل جنودنا». تعاون تونسي جزائري لمكافحة الإرهاب و كشف البحيري عن وجود تعاون وثيق وتنسيق كبير بين الوحدات العسكرية الوطنية مع الجيش الشعبي الجزائري في اطار مكافحة الارهاب ومحاصرة المجموعات الارهابية المتحصنة بجبال الشعانبي . و في سياق متصل اعتبر البحيري ان محاولات تفخيخ بعض السيارات الامنية التي كان آخرها بالمحمدية يصب في خانة الاعمال الارهابية . و امام الشهادات المتتالية بوجود جهاز امني مواز يخدم مصلحة حزب بعينه لا تونس قال البحيري : «مثل هذه الاشاعات تدخل في اطار ضرب معنويات الجيش والأمن , امننا جمهوري لا يدافع عن حزب وانما عن تونس ...»