ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في شهر اكتوبر في جريمة محاولة قتل تورط فيها شاب عمد الى الاعتداء بالعنف الشديد على غريمه مما تسبب له في أضرار بدنية جسيمة استدعت الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة لمدة خمسة أيام حتى تجاوز مرحلة الخطر . وحسب ما ورد بملف القضية التي جدت في شهر ديسمبر 2012فانه في يوم الواقعة التقى الجاني والمتضرر على سبيل الصدفة باحد الانهج بالحي الذي يقطنانه فتبادلا التحية ثم انضما الى مجموعة من ابناء الحي وشرع الجميع في تبادل اطراف الحديث وفجأة اندلعت خصومة بين المظنون فيه والمتضرر بسبب اقدام الطرف الاول على ممازحته باسلوب لم يرتضه لأنه شعر بأنه مبالغ فيه وجلب له سخرية الموجودين الذين انطلقوا في موجة من الضحك ثم تطورت المعركة بعد ان انتابت الطرفين حالة غضب شديد واثناء المعركة عمد المظنون فيه الى ركل غريمه ولكمه في اماكن متفرقة من جسده حتى سالت الدماء منه بغزارة خاصة على مستوى فمه وأنفه. ورغم محاولة الحاضرين إنهاء المعركة فإنهم فشلوا في ذلك لأن المظنون فيه كان مصرّا على النيل من غريمه و«تأديبه» وواصل الاعتداء عليه الى ان سقط ارضا مغمى عليه فتولى ركله على رأسه عدة مرات فتدخل احدهم وأبعده بقوة عن المتضرر. وقد بادر بعض الموجودين بالاستنجاد بالاسعاف وتم نقل المتضرّر على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة وقد نجح الاطار الطبي في انقاذه من موت محقق ووقف النزيف الذي اصابه فضلا عن الرضوض والكسور في بعض الاضلع. في المقابل انطلقت التحريات في الجريمة وألقي القبض على المظنون فيه. وبالتحري معه اعترف باعتدائه على المتضرر وأفاد ان هذا الاخير هو السبب المباشر في الاعتداء لانه تهكم عليه اثناء الحديث ونعته بالمريض لأنه يعلم انه يعاني من مرض نفسي جراء صدمة تعرض لها عند صغره اذ كان شاهد عيان على وفاة والديه في حادث مرور فلم يستطع تمالك نفسه وعمد الى تعنيفه غير انه نفى أن يكون قصد ألحاق الأذى به بل ان مرضه جعله غير قادر على التحكم في اعصابه زمن الاعتداء. وقد استظهر بملف طبي يبين انه يعاني من مرض نفسي منذ صغره وانه يتلقى علاجا في الغرض. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه. وبإحالته على الفحص الطبي تبين فعلا انه يعاني من مرض نفسي يتسبب له في انحرافات في سلوكه لكنها غير مؤثرة على ملكة الادراك والتمييز لديه مما يعني انه مسؤول مسؤولية كاملة عن أفعاله لأن مرضه لا يؤثر على عقله ولا يجعله فاقدا له. وباحالته على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة اعاد المتهم اقواله السابقة وطلب التخفيف عنه قدر الامكان وهي نفس الطلبات التي تمسك بها الدفاع الذي التمس من هيئة المحكمة إعادة اجراء اختبار ثان بصفة اساسية والتخفيف عن موكله قدر الامكان مراعاة لمرضه النفسي بصفة احتياطية. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدة اربع سنوات. فتم استئناف هذا الحكم من طرف المتهم ومن المنتظر ان تنظر المحكمة في مفتتح السنة القضائية في ملف القضية.