التونسية (تونس) أكّد أمس النواب المنسحبون خلال ندوة صحفية عقدوها بمقرّ التيار الشعبي بباردو تمسكهم بتاريخ اليوم 31 أوت كأجل أقصى لاستقالة الحكومة معتبرين هذا التاريخ يوم رجوع العقل والحكمة ل «الترويكا» والحدث الذي سيبعث نقلة نوعية على اعتصام باردو مشيرين إلى انه سيقع تنظيم تظاهرة ذات طابع سياسي رمزي وطابع آخر ثقافي وجمع سلسلة بشرية من ساحة باردو إلى ساحة القصبة سيشارك فيها 10 آلاف من كل الولايات بهدف إسقاط الحكومة. و اقر النائب المنسحب خميس قسيلة أنهم متمسكون بذاتية تحركهم وأنهم لم يتوصلوا إلى نقطة للتفاوض الجدي باعتبار أن رئيس الحكومة الحالي لم يقدم استقالته على حد قوله وأضاف « نحن نتصرف كنواب لشعبنا وليس كنواب عن أحزابنا وكلنا إصرار على بعث رسالة إلى أبناء وطننا مفادها ان لنا موقع ورأي يتمثل أساسا في ضرورة حل المجلس التأسيسي واستقالة الحكومة وسنواصل اعتصامنا ولن يقع فضه إلى ان يستجاب لمطالبنا ثم سنمر بعدها إلى طاولة الحوار للبحث عن الآليات الكفيلة بإخراجنا من الأزمة وطريق الصواب اليوم يبدأ باستقالة علي العريض وإصرارنا على ذلك ليس من موقع المزايدة بل من موقع جلب كل الأطراف حتى تهتدي إلى المصلحة الوطنية لأن السياسيين لازالوا يفكرون في مصالحهم الضيقة». و اعتبر قسيلة أن تحركهم الاحتجاجي يعد الفرصة الأخيرة التي تقدمها جميع القوى الوطنية للثلاثي الحاكم وخاصة لحركة «النهضة» حتى تعلن عن استقالة الحكومة قائلا أن نهار اليوم سيكون يوم رجوع العقل ورجوع الحكمة لهؤلاء على حد تعبيره وتابع قائلا «لم يعد بإمكاننا الانتظار أكثر وحاليا نحن نعمل على تعزيز اعتصامنا الذي سيكون سلميا وسنقوم بضمان ذلك». رمز الوحدة بين التونسيين من جهتها أشارت سلمى بكار إلى ان النواب المنسحبين أرادوا أن يكون تاريخ 31 أوت رمزا للوحدة بين النواب والشعب وأنهم سيستقبلون اليوم بساحة باردو وفودا من جميع جهات الجمهورية على حد تعبيرها. وقالت في هذا الصدد « سنقوم اليوم بتهيئة المكان وسننصب خياما جديدة كما ستكون في الموعد مجموعة هامة من المحامين والأطباء والمهندسين والأساتذة الجامعيين ونحن نريد صورة رمزية واضحة حول الإرادة الجامعة بين الشعب التونسي والنواب وبناء على ذلك سنكون سلسلة بشرية ستنطلق من خمس مناطق تتمثل في باردو وبوشوشة وباب سعدون وشارل نيكول والقصبة لتكون نقطة الالتقاء بعد ذلك في ساحة باردو أين ستنطلق مسيرتنا وستليها تظاهرة فنية ثقافية سيشارك فيها العديد من الشعراء والفنانين». أما فاضل بن موسى فقد أكد انه لا معنى لمطلب إرساء «حكومة انتخابات» وأن هذه العبارات هي اكبر دليل على الخوف الذي تعيشه الحكومة مشددا على ضرورة تعيين حكومة كفاءات وطنية حالا في حين بين منجي الرحوي ان المقدمة الأساسية للحوار هو الإعلان مباشرة عن استقالة الحكومة وذلك تعبير عن حسن النوايا حسب قوله وأضاف في هذا الصدد « نحن ندرك أن البلاد في خطر ونحن على استعداد ان نتعاطى مع المسألة بشكل ايجابي وجدي إذا ما تفادوا منطق الغلبة والغالب والمغلوب ودون منطق إذلال لهذا أو لذاك وعلى قاعدة ما سيقدمون سيكون تفاعلنا ايجابيا وسنتفاعل مع المقترحات بمستوى جديتها لكن إذا ما واصلوا سياسة الهروب إلى الأمام فإن تحركاتنا ستكون تصعيدية أكثر من ذي قبل».