التونسية(تونس) من جديد...و للمرّة التاسعة تتعطّر مدينة هرقلة السياحية (ولاية سوسة) بشذى الفن ّالسابع و تعلن نفسها عاصمة للسينما باحتضانها الدورة التاسعة لملتقى هرقلة السينمائي من 6 الى 11 سبتمبر الجاري في موعد مؤجل بسبب الأحداث الحرجة التي عاشتها البلاد . و للكشف عن خفايا هذه الدورة, عقد اول امس رئيس الملتقى السينمائي محمد شلوف ندوة صحفية كشف فيها عن عروض دورة هذا العام و فقراتها و جديدها ... 38 فيلما من أصل 325 عملا سينمائيا، منهم 11 فيلما وثائقيا طويلا و27 فيلما قصيرا, هو عدد الأفلام التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في الدورة التاسعة لملتقى هرقلة السينمائي بمشاركة عديد البلدان العربية والإفريقية والأوروبية على غرار تونسوالجزائر والمغرب ومصر وفلسطين ولبنان والسودان ومالي والسينغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتركيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال واسبانيا. السينما، التزام تحت يافطة :السينما ...التزام , تدور المحاور الرئيسية للأفلام المختارة حول الذاكرة الجماعية و قضايا التنمية ووضع المرأة داخل الأسرة كما تطرح بعض الأعمال أسئلة حول الحدود والتغييرات التي تحدث في بلدان جنوب إفريقيا. و من أبرز محطّات الدورة تكريم أسطورة السينما المصرية ,المخرج الراحل توفيق صالح الذي توّفي يوم 18أوت الفارط مورثا السينما المصرية و العربية كاميرا مناضلة وأفلاما حرّة و سينما ملتزمة على غرار أعمال «المتمرّدون»و«المخدوعون»و«رجال تحت الشمس»...و ذلك بحضور ابن الفقيد محمد توفيق صالح وصديقه لسعد الجموسي . ومن بين الأيقونات السينمائية التي ستعرضها الشاشة الكبرى لملتقى هرقلة السينمائي فيلم « قطع من الحياة وقطع من الحلم» للمخرج الجزائري حميد بن عمارة الذي يتحدث من خلال اللوحات التشكيلية للفنان الجزائري مصطفى بوطاجين عن شخصيات بارزة في تاريخ الجزائر والحركات الثورية التي قامت من أجل تحرير بلدان الجنوب .و يعدّ الجزائري المقيم بباريس مصطفى بوطاجين من أبرز الفنانين في عالم الفن التشكيلي و تتلخصّ تقنيات إبداعه في رسم بورتريه لشخصيات عالمية تدافع عن القضايا الإنسانية العادلة ، من أمثال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد والأديب الجزائري كاتب ياسين والمخرج الفرنسي جان لوك غودار...وذلك عبر اعتماد تقنية «الكولاج» كما يحتفي ملتقى هرقلة السينمائي في دورته التاسعة برائد السينما الإفريقية «عصمان صمبان» عبر عرض أول افلامه «باروم سرات» لسنة 1963 في نسخته المحسنّة مؤخراً من قبل مؤسسة السينما العالمية في سينماتك بولونيا في إطار العرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2013 في بند «كلاسيكيات كان». وسيكون جمهور الفن السابع على موعد مع فيلم « الرئيس ديا» للزوجين السينغاليين / الفرنسيين «عصمان مباي» و«لورانس اتالي». وقد تحصّل هذا الفيلم على «التانيت الذهبي» في ايام قرطاج السينمائية 2012 . كما سيشرف المخرجان أيضا ضمن فعاليات ملتقى هرقلة السينمائي على ورشة عمل حول الفيلم الوثائقي ومحور الحفاظ على الذاكرة لفائدة السينمائيين الشبان. معوّقات ...في السفارات بالرغم ممّا يمثّله ملتقى هرقلة السينمائي من جسر للتواصل الثقافي بين جانبي البحر الأبيض المتوسط وشمال وجنوب الصحراء الكبرى حول الفن السابع ,و بالرغم ما يبذله من جهد لإنعاش الساحة السينمائية التونسية و تحريك المشهد الثقافي و السياحي بمدينة هرقلة الساحلية.... فإن ملتقى هرقلة السينمائي شأنه شأن جلّ المحافل الثقافية الأخرى يتخبّط في مأزق قلّة الدعم .و صرّح رئيس الملتقى محمد شلّوف أن مساهمة وزارة الثقافة في ميزانية هذا المحفل السينمائي تقدّر بحوالي17 ألف دينار في حين ساهم الاتحاد العام التونسي للشغل بمبلغ 1,5ألف دينار,أمّا المعهد الفرنسي للتعاون فساعد ب 2.5 ألف دينار. واشتكت هيئة الملتقى من غياب فضاء خاصّ بهذه المناسبة السينمائية كما كشفت أنها تضطر لتسويغ منازل على وجه الكراء لتأمين إقامة ضيوفها ... وشدد شلّوف على أن المشكل الحقيقي الذي تواجهه الدورة التاسعة لملتقى هرقلة السينمائي هو بطء التراتيب الإدارية والتعطيلات الروتينية من قبل السفارات التونسية في ما يتعلق بتأمين شارات السفر لعدد من ضيوف تونس في هذا الملتقى . و بدا السينمائي محمد شلوف متخوفا من تأخر هذا الأمر مما قد يحول دون حضور نجل الهرم السينمائي المصري توفيق صالح في يوم الافتتاح.