كلما طرح ملف إصلاح المؤسسات العمومية إما بخوصصتها أو بإدخال إصلاحات هيكلية عليها تمكن من الحد من خساراتها ومن استنزاف المالية العمومية في تغطية تلك الخسارات ارتفعت الأصوات بردود انفعالية وقد تكون تلك الردود عملية من صنف الإضرابات والاعتصامات وما قد (...)
في هذه الأيام التي يتزامن خلالها انتظار عموم العائلات التونسية نتائج أبنائها المدرسية والاحتفال بعيد الآباء تذكرت سنواتي الأولى بالمدرسة الابتدائية بقريتي، تلك القرية الصغيرة في الساحل التونسي التي ما كان عدد سكانها يتجاوز بضع مئات ورغم ذلك حظيت (...)
تساءلت وأنا أطلع على نتائج "المؤشر العربي لسنة 2022" : هل يعتبر العرب ، مثل سائر الأغلبية من شعوب الأرض، أن النظام الديموقراطي أفضل الأنظمة التي ابتكرها الإنسان عبر تاريخه السياسي ؟ وهل لديهم حد محترم من المعرفة بمرتكزات هذا النظام حتى يكون لهم موقف (...)
طالما أني أتطلّع دائما إلى فهم اتجاهات المجتمعات وتحولاتها فإني أقرأ كل ما يقع تحت عيني من دراسات ميدانية واستطلاعات للرأي وتقارير تخص هذا الموضوع، وخاصة عندما تكون هذه متعلقة بمجتمعنا أو بالمجتمعات العربية عموما. وصادف أن اطلعت مؤخرا على "المؤشر (...)
من مظاهر التناقض المرعبة في مجتمعنا ما تفيض به وسائل التواصل الاجتماعي كل سنة بمناسبة الاحتفال بعيد الأمهات من أطيب المشاعر تجاههن حتى إنها تصل حد التقديس،في المقابل تطالعنا الأخبار كل يوم بوقائع مفجعة لعنف قاتل تجاه الزوجات خاصة وحتى تجاه الأخوات (...)
تعيش الإنسانية منذ سنوات على وقع أحداث خطيرة أشاعت حالة من الانقباض والإحباط كادت تفقدها القدرة على صناعة الأمل والفرح, فمن وباء الكوفيد إلى الحرب الأوكرانية الروسية وتأثيراتها على تزويد الأسواق بكثير من المواد الأساسية خاصة في البلدان المحتاجة إلى (...)
عندما يعجز الفرد عن تقبل الاختلاف مع آخر من المجتمع نفسه الذي ينتمي إليه يكون ذلك مؤذنا بدق ناقوس الخطر. فالاختلاف بكل تعبيراته الطبيعية والثقافية حقيقة لا معنى لإنكارها ولرفض التفاعل معها، وإن عجز المرء عن التفاعل الإيجابي مع هذه الحقيقة وعن (...)
في كل مرة يثار فيها موضوع التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين ولحق شعبها في أن تكون له دولة في بلادنا أو في غيرها من البلدان أشعر بالحاجة إلى أن نذكّر بأن لمصر وللأردن رسميا "علاقات طبيعية" مع الكيان الغاصب يناهز عمرها الأربعين سنة، ولكن هل طبع (...)
ليس جديدا أن تحاول دولة إسرائيل ضمن استراتيجيتها للتطبيع مع محيطها المعادي التسرب إلى أوساط الباحثين والأكادميين والمبدعين والفنانين واستدراجهم إلى مستنقع التطبيع بطرق شتى تتراوح بين الإغراء المادّي وعرض الخدمات التي تبدو في ظاهرها خدمة للمعرفة (...)
إن العمل في أفق أهداف التنمية المستدامة يسمح بجني فوائد غير مباشرة من الثقافة، وبما أن مفهوم مجتمع المعرفة مرتبط بمفهوم التنمية المستدامة فإن قدرة مجتمع ما على إنتاج المعرفة واستخدامها استخداما يؤدي إلى تطوير نوعي في مختلف مجالات الحياة، أو قدرته (...)
من الصعب أن ينكر من له معرفة بواقع المسلمين أنّ من المشاكل التي يعاني منها هؤلاء مشكلة العلاقة المضطربة و"غير الصحية"مع الدين سواء على الصعيد الفردي أو على الصعيد المؤسساتي والتنظيمي العام، ولذلك هم في حاجة متأكدة إلى إعادة ترتيب تلك العلاقة حتى (...)
صحيح أن الإنسان لا يحتمل النظر في وجه الحقيقة عندما تكون بشعة، وما أسطورة بيجماليون الذي فقأ عينية يوم تفرس في وجه حقيقة ظل ردها من حياته يطلبها إلا تمثيل لهذا الخوف الإنساني، ولكننا لا نملك أمام فداحة واقع المدرسة التونسية غير أن ندرك حجم الكارثة (...)
رسالة إلى سياسيي "الغلبة الذين مروا بهذه البلاد منذ 2011 عنوانها مستعار من جبران خليل جبران "لكم لبنانكم ولي لبناني". لكم تونسكم كرسي تتفاوضون من أجل الانفراد به وتتجادلون وتتصارعون وتتقاتلون ولنا تونسنا زيتونة أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء (...)
في واقع افتقد فيه الإنسان المعنى ...في واقع عجزت فيه الأديان والإيديولوجيات والأفكار الكبرى والأعمال العظيمة والفنون والآداب عن أن تشبع توق الإنسان إلى المعنى يطلقه من قيود بشريته تشده إلى عالم العبور نحو الفناء ويرسله فكرة أو رمزا عابرا (...)
يبدو أن أفضل ما يعكس الأمراض التي أصابت تونس خلال هذا العقد الأخير وأوجه الفشل التي عرفتها هو المنظومة التعليمية بشتى مكوناتها. وعندما نضع في اعتبارنا أن الدولة الوطنية منذ بدايات تشكلها قد راهنت على التعليم وعلى ما ينتجه من الموارد البشرية ذات (...)
من الواضح ، من خلال متابعة تكون مفهوم السيادة الوطنية في علاقة بنشوء الدولة الوطنية الحديثة وبصفة خاصة من خلال ما حصل في تونس وما يحصل فيها خلال الفترة الحديثة والمعاصرة، أن التونسيين، سواء أكانوا من أهل السياسة أو ممن لا صلة لهم بها، وسواء أكان أهل (...)
في مواجهة أول كارثة طبيعية من حجم الزلزال الذي حل بسوريا وتركيا، تحدث في سياق ثورة اتصالية لم يعد معها بالإمكان إخفاء أي شيء بل بالعكس من ذلك صار كل شيء منقولا بالصوت والصورة لحظة وقوعه على مرمى ومسمع من العالم بأسره. ولا شكّ أن المشاهد المأساوية (...)
يرى الفيلسوف الأمريكي جون راولس في مؤلفه "نظرية العدالة" أنه من اللاأخلاقي ومن غير العادل أن تحمّل سلطة ما الأجيال القادمة عبء سياساتها واختياراتها السياسية، وعليه فإنّ من واجب كل من يتولّى مسؤولية الحكم أن يستقرئ تاريخ السلطة السابقة وأن يحدّد (...)
قبل ألف سنة تقريبا وصف أبو حيان التوحيدي الأزمة التي كان يعيشها عصره والضيق الذي حلّ بأهله، وذكر وجوها من أسبابها فقال "والاستقالة من الكبير والصغير زائدة، والكلام ليس ينفع، والتدبّر ليس يقمع، والوعظ هباء منثور"، إذن فالاستقالة الجماعية من الشأن (...)
ظلت تونس، مع كل أزماتها، تستند إلى ركن ثابت وثروة لا تقدر بثمن هي الثروة البشرية ذات الكفاءات التعليمية العالية وذات الخبرات المتنوعة. هذه الثروة لم يقتصر عطاؤها على تونس ولم يقف إشعاعها عند حدودها بل إنها أفادت الكثير من الدول الشقيقة والصديقة (...)
في الشهر الأخير من السنة المنصرمة أعلنت هولاندا عن استعدادها للاعتذار عن ممارساتها للعبودية في مستعمراتها السابقة حيث عانى الملايين من سكان تلك المستعمرات الأصليين من الاستعباد، وفي هذا الشهر أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون، مناقضا إعلانا له سابقا، رفضه (...)
لا شكّ أن موقف رفض حركة النهضة الغالب على التونسيين لا يعود إلى الفشل السياسي الذي رافق تجربة حزب حركة النهضة في الحكم فحسب، بل كذلك إلى موقف رافض للإسلام السياسي بصفة عامة. فالتونسي الذي نشأ وتعلّم وتشكّل وعيه في إطار دولة وطنية مدنية والذي تشرب في (...)
لئن مرت بتونس وبالتونسيين سنة صعبة على جميع المستويات فإن تاريخها وتاريخ كثير من البلدان والشعوب يعلماننا أن الانتصار على الصعوبات يظل أملا يقودها ومطلبا يدعوها إلى العمل وعدم الاستسلام. وبما أننا نودع سنة ونستقبل أخرى نود أن تظل أبواب الأمل مفتوحة (...)
لم يكف الأفغانيات الأهوال التي عانينها خلال فترة حكم طالبان الأولى من 1996 إلى 2001 عندما حرمهن حكم طالبان من كل الحقوق البسيط منها والحيوي، حتى عاد حكم هذه الكمشة من المجرمين ليسلب النساء مرة أخرى كل الحقوق التي تمتعن بها خلال فسحة بين زمني طالبان (...)
بعيدا عن التجاذبات السياسية التي تمنع الرؤية الموضوعية الواضحة وتستبدل الاحتكام إلى العقل والمنطق وإلى المعطيات الواضحة في الواقع بالاحتكام إلى مسلمات الإيديولوجيا ودوغمائيتها، نود أن ننظر في نسبة مشاركة التونسيين في الانتخابات وأن نقرأ دلالاتها (...)