هي جرثومة صغيرة، صغيرة، بحيث لا تُرى بالعين، تكمن داخل الداخل من الجسد البشري، فاذا العالم كله طريح الفراش، وكثير من ابنائه يذهبون في طريق بلا عودة، ويموتون بلا وداع ولا مشيعين، بل يرمون في قبور جماعية، ثم يرحل الاهل مبتعدين عنهم حتى لا تصيبهم (...)
هي جرثومة صغيرة صغيرة بحيث لا تراها العين، ولا يحس المصاب بوطأتها الا حين تظهر عليه أعراضها، انهاكاً وشعوراً بالضيق، واندفاعاً متكرراً إلى الحمام عله يخرجها من مكمنها ويبصقها متحرراً من مخاطرها التي لم يتحسب لها.
هي جرثومة صغيرة ولكنها أقوى من (...)
مع انتشار وباء كورونا، تأكدت مجموعة من الحقائق المنسية، بينها:
إن الانسان الجبار بعلمه وكفاءاته وتجاربه عبر حياته “أوهى” مما يظن وأضعف مما يتصور، وان جرثومة خفية تتسلل إلى بعض انحاء جسده يمكن أن تحمل اليه وباء مجهول المصدر ومجهول العلاج… وهكذا يتحول (...)
وتبادلت واشنطن التهاني مع تل أبيب: لقد تم حذف فلسطين من سجلات بعض المنظمات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة..
وها هو الصهر العبقري، برغم صغر سنه، للرئيس العبقري دونالد ترامب، والذي اسمه جاريد كوشنر يعلن انه قادم، مرة جديدة، إلى منطقتنا للحض على (...)
الضابط الذي لم يحارب مرة، الا ضد شعبه، والذي اعطى نفسه رتبة “المشير”، حسن البشير، سيقدم خلال الايام القليلة، إلى المحكمة لمحاسبته على ما دمرته يداه في السودان.
كم من الضباط في الجيوش العربية، مشرقاً ومغرباً، يستحقون مثل هذه المحاسبة على ما جنته (...)
الحب أقوى من الحرب.
الحب يحيي، والحرب تقتل.. لكن الحياة الحب، وبه يمكن حماية حق الانسان في الحياة.
حتى في صنعاء، عاصمة اليمن السعيد (!!)، الغارقة في دماء ابنائها في الحرب الظالمة التي تُشن عليها منذ دهر بفائض المال السعودي الاماراتي المدعوم (...)
الغرور قاتل، فكيف إذا كان مزنراً بالنفط والغاز، او بكليهما معاً؟
..ولقد انشئت “دولة” الامارات العربية المتحدة عن طريق ضم ست من المشيخات القائمة عند اطراف الخليج العربي، مقابل الساحل الايراني.. واضطر الشيخ الحكيم زايد بن سلطان على “تجاهل” ملكية دولته (...)
أعلن كاظم الساهر قراراً أحزن جمهوره العريض: انه لن يغني، بعد اليوم، في حفلات عامة، وسينصرف الى شؤون أخرى تتصل بالموسيقى والتجديد في اللحن والأداء.
جاء هذا الإعلان الذي صدم “جمهور كاظم” في آخر حفلة له في مهرجان بيت الدين وبعدما ألبسته السيدة نورا (...)
مثل كل مبدع أنعش صباحاتنا بالسخرية من تقاعسنا وثبوط همتنا في مقاومة حكم الظلم والظلام ومعهما الاحتلال الاسرائيلي المغطى بالهيمنة الاميركية.
مثل حسين بيكار وجورج البهجوري والمبدع بهجت عثمان المعروف ب”بهاجيجو”، والشاعر الكاتب الفنان الممثل المتميز في (...)
في 20سبتمبر 1962 عشت مع شعبنا في الجزائر اللحظات المجيدة لانتخاب اول رئيس لجمهورية الجزائر الديمقراطية التي استولدتها ثورة المليون شهيد.
التقيت، مصادفة، عند باب مجلس النواب الزعيم العراقي صديق شنشل، الذي جاء، مثلي، ليعيش لحظة الفرح التاريخي بانتصار (...)
يسرت لي مهنتي أن التقي العديد من حكام العرب، ملوكاً ورؤساء وامراء وشيوخاً صيروا انفسهم امراء الخ.. كان بينهم من اشتهر بالدهاء كحافظ الاسد، وبينهم من عرف بالقسوة كصدام حسين، وبينهم من حولته السلطة المطلقة إلى منظر للعالمية الثالثة كمعمر القذافي، كما (...)
قُضي الأمر: انتهى عصر الصحافة المكتوبة في لبنان.
..وها هي، خارج لبنان، تعود إلى بيت الطاعة: صحافة حكام وصحافة معارضة مدجنة لا تعبر عن الناس وطموحاتهم ومطالبهم، وانما عن صراع اجنحة السلطة ومعها المعارضات المدجنة.
أما في لبنان فتوزعت بين السلطة (وهي (...)
في الذكرى العاشرة لغياب الذي لا يغيب، محمود درويش، أحب أن استعيد وتستعيدوا معي، آخر مكالمة هاتفية، قبل سفره لإجراء الجراحة التي كان يعرف انها ستودي به.
قال محمود درويش: لم اشأ ان اغادر من دون ان أودعك… لقد حسمت أمري وقررت ان أواجه الموت، مرة (...)
لقد اغتيل جمال عبد الناصر بالحرب الدولية والتواطؤ العربي والخيانة الداخلية…
لكن انجازات ثورة 23 يوليو 1952 ما زالت ماثلة أمامنا تشكل أمامنا التحدي الذي يواجهنا في سعينا إلى مستقبلنا الأفضل.
لقد رسمت تلك الثورة الرائدة طريقنا إلى غدنا (...)
لا يرى العدو الاسرائيلي عرباً في هذا الوطن الكبير المنداح بين المحيط والخليج..
فالعرب توزعوا على “دول” من نفط وغاز وكرتون وأهملوا هويتهم الموحدة فغدوا شعوباً شتى لا يجمعهم جامع من هوية ولا رابط من المصالح المشتركة، واسقطوا تصنيفهم بأنهم “خير أمة (...)
الوطن العربي يتشظى. لا المشرق مشرق واحد بل هو ممالك وإمارات وسلطنات وجمهوريات وحروب تدمر الدول ووحدة الحاضر واحتمالات المستقبل الواحد: الصغير بات أعظم بثروته من الكبير وأقدر على التعامل مع الدول الكبرى (مثال قطر، ومصر).. أما المغرب فأشتات مبعثرة: (...)
مع التقدير لكل الفنانين الكبار الذين شاركوا في مسلسل “الهيبة”، وأولهم الممثل القدير تيم حسن، وشجرة الزيتون المباركة منى واصف، ومن ادى معهما دوره بشكل جيد، الا أن ثمة ملاحظات قد تكون قاسية ولكن يجب أن تُقال:
أولا: لا يصعب التعرف على المنطقة التي (...)
مرت ذكرى الخامس من حزيران بصمت يليق بالهزيمة التي قد تكتب التاريخ العربي الحديث.
رحل جمال عبد الناصر مكسور الجناح، على بعد خطوات من الرد على هزيمة 1967 بالنصر العظيم في حرب العاشر من رمضان، السادس من تشرين الاول (اكتوبر) 1973.. والذي اجتهد انور (...)
كل انسان، وكل عمران، هدف محتمل لرصاص العدو الاسرائيلي، لا فرق بين ذكر وانثى، بين شاب وعجوز.. كذلك لا فرق بين ابن الضفة الغربية وابن غزة.. والاخطر انه لا فرق في عين العدو بين المتظاهر، سلاحه الوحيد الحجر، وبين مسعف مهمته المساعدة على انقاذ الجرحى (...)
يتكئ الملوك والرؤساء وأولياء العهود والامراء على آرائكهم الوثيرة، قبل أن يسألوا وزراء اعلامهم: ماذا في الأخبار؟
يباشر الوزراء تلاوة الدرس المعاد: آخر تصريحات ترامب، فوزير خارجيته الجديد الذي يحاول التعرف إليهم ويحاولون معرفة ما يحب ويستطيب من المآكل (...)
لم نعرف غزة إلا محاصرة،
ولا نسمع من أخبار غزة غير أعداد الشهداء والجرحى، ولا نشاهد صوراً لأهل غزة إلا أمام الجدار الإسرائيلي المكهرب الذي قد يقتل من يلمسه..
غزة، هذه الأيام، هي فلسطين..
ان أهلها يحاولون تعويض غياب من لم يستطع الحضور من أخوتهم (...)
ممنوع على الفلسطيني من اهل غزه أن يتظاهر، سلميا..
ممنوع عليه أن يتسلح بحجر من ارضه ليصد عنه محتل ارضه..
ممنوع عليه أن يخرج إلى بحره، في سفن شراعية، تعبيراً عن حزنه على شهدائه.
ممنوع عليه أن يصرخ وجعاً وهو يرى أن ارضه مصادرة وغده مصادر، وانه بلا (...)
بلا تكلف، اقتعد الدكتور غسان ابو ستة حافة المسرح في “دار النمر”، واخذ يعرض الصور التي عاد بها من زيارته الميدانية الاخيرة، الى قطاع غزة، وانطلق يشرح ما شهده بعينه، وما شارك في اجرائه من عمليات جراحية، مع زملائه من الاطباء المتطوعين او المحليين في (...)
تفجر فلسطين الضمير العربي، وتطرح على ملايين الملايين منهم المنتشرين نظرياً بين المحيط والخليج سؤالاً مقلقا، بل معذباً: هل انتهى العرب، فعلاً؟ هل خرجوا بأرجلهم، وليس مرغمين، من التاريخ؟
كيف يكون العرب في التاريخ، بعد، فضلاً عن أن يكون من صناعه، (...)
تتبدى فلسطين، الأرض والشعب والقضية المقدسة، وكأنها مهددة بالغرق في بئر النسيان، عربياً، بينما تتعاظم محاولات تصفيتها عربياً بالأساس، ودولياً بالتالي… وهذا تسلسل طبيعي.
على مستوى الداخل يتكرس واقع “الانفصال” بين الضفة الغربية، حيث السلطة التي لا سلطة (...)