في أواخر الستينيات من القرن العشرين، اتفق أدباء المغرب الكبير: تونس والجزائر والمغرب وليبيا، باستثناء موريتانيا، على اللقاء في طرابلس عاصمة المملكة الليبية المتحدة آنذاك، وهكذا اجتمع فيها نخبة من أدبائهم من شعراء وقصاصين وكتاب وعلماء، وقد ضم الوفد (...)
كان أبو العتاهية شاعرا ماجنا لا تقل شهرته وشاعريته ومجونه عن شهرة أبي نواس، ولكنه تاب وتزهّد وكتب شعرا صوفيا كثيرا زيّف فيه ملذات الحياة ودعا فيه إلى نبذ ملذات الحياة وقد ورد في ديوان أبي العتاهية: (أخبر المسعودي قال: مرَّ عابدٌ براهب في صومعة فقال (...)
أرسل أبو القاسم الشابي في ربيع الأول سنة 1348ه الموافق لشهر أوت 1929م، من توزر رسالة الى صديقه محمد الحليوي يعلمه فيها بطبع كتابه (الخيال الشعري): (لقد أعلمني الأخ مصطفى خريف أن الكتاب قد أنجزت أعماله وأنه قدّم نسختين الى «المحافظة» لتأذن له في (...)
في ديوان منور صمادح (نسر ونصر) ص 87 /90 الذي نشر سنة 1972 توجد قصيدة بعنوان «الصُّمود»، ثم نشرها شقيقه عبد الرحيم الذي جمع وحقق أشعارها ونشرتها مؤسسة (بيت الحكمة) تحت عنوان (الأعمال الشعرية الكاملة) بالاشتراك مع الدار التونسية للكتاب سنة 1995 في (...)
عثرت على بحث موجز في (الحاسوب)عن المجلات العربية التي اختصت بنشر الشعر ودراساته منذ القرن الماضي، فوجدت أن أهمها هي مجلة (أبوللو) التي أصدرها الدكتور أحمد زكي أبو شادي في أوائل عشرة الثلاثين من القرن العشرين، وأسندت أسرةُ تحريرها رئاستها الشرفية إلى (...)
عثرتُ، من باب الصدفة، على ملف في الكمبيوتر يشتمل على رد مني موجهٍ إلى السيدة ملك مصطفى صاحبة (دار الدون كيشوت للنشر والتوزيع) وكان ردي على رسالتها المتعلقة بكتاب تعتزم نشره بعنوان (إلى أمي)، ورغم عدم تصوُّري للموضوع بوضوح فإني بادرت بالاستجابة (...)
سمعت، منذ بضعة أعوام خبرا يُضحِكُ ويُبْكي في نفس الوقت، عن (مُلحَقٍ ثقافيّ تونسي) أرسلته دولتنا إلى إحدى سفاراتنا التونسية بالمشرق العربي، وقد حسبتُه مجردَ نكتة أطلقها بعض الظرفاء للسخرية من معظم المعينين للقيام بهذه الخطة ممن ليسوا في مستواها، (...)
عندما أسدل الستار على مسرحية (التعاضد) في نهاية الستينيات من القرن الماضي، أذكر أننا كنا مجتمعين أواخر شهر ماي 1970، مثل كل أسبوع، في نادي (مجلة الفكر) بمقر جمعية قدماء الصادقية لإعداد مادة العدد الموالي، وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث عن فصول تلك (...)
في كل لغة توجد كلمات موجزة مركّزة مسجوعة مقفاة في كثير من الأحيان، وهي تُؤكد أن الإيجاز أبلغ من الإطناب، وأن ما قل ودلَّ أحسن مما طال وأخلَّ، ولهذا فضَّلوا: الكيف على الكم، وقالوا: قطرة ماء خير من كنز، وشتّان بين التبر والتبن، ولكن القاصرين عن الفهم (...)
دأبتْ وزيرة الثقافة الجزائرية على تنظيم لقاءات أدبية تجمع فيها بين الأدباء الجزائريين والشعراء العرب من مختلف أقطارهم منذ سنة 2007 وقد أرسل اليَّ صديقُ تونسَ الشاعرُ الجزائري الاذاعي عمر البرناوي رسالة هي الأولى والأخيرة في حياته ظلت كبيضة الديك، (...)
قال صالح جودت، في الذكرى الرابعة والثلاثين لوفاة الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي بعنوان «تحية إلى روح أبي القاسم الشابي» في مجلة العربي الكويتية - عدد شباط (فيفري) سنة 1968، والتي ذكرنا بعض أبياتها في الحديث السابق، اعتذار صالح جودت للشابي عن ذِكر (...)
دأبتْ وزيرة الثقافة الجزائرية على تنظيم لقاءات أدبية تجمع بين الأدباء الجزائريين والشعراء العرب من مختلف أقطارهم منذ سنة 2007 وقد أرسل إليَّ صديق تونسَ الشاعر الجزائري الإذاعي عمر البرناوي رسالة هي الأولى الأخيرة في حياته ظلت كبيضة الديك، وقد طلب (...)
نشأت اللغة العربية في شبه الجزيرة العربية وما جاورها من الخليج إلى الشام، وظهر الأدب العربي شعرا ونثرا في تلك الربوع بهذه اللغة شيئا فشيئا، وقد كان ذلك منذ أكثر من خمسة عشر قرنا إذ يفصلنا عن أشهر شاعر جاهلي: امرئ القيس أكثر من ألفٍ وخمسمائة سنة، ولا (...)
كان من المفروض أن ألقيَ بهذه الهمسة الصاخبة منذ سنوات عديدة في أذن كاتب هذا المقال نفسه قبل أن أهمس بها في أذن الديوان البيداغوجي، فقد قرأت قصيدة من قصائدي عنوانها (ربيع)، في كتاب من كتب تدريس النصوص للتعليم الابتدائي وقعتْ نسبها إلى الشاعر الكبير (...)
ما انفك الشيخ عبد المقصود خوجة يقيم الحفلات التكريمية بناديه الخاص بجدة لمختلف الشخصيات الأدبية والثقافية والفكرية المتميزين من أبناء الأراضي المقدسة ومن كافة البلاد العربية وغيرها منذ سنة 1982 إلى الآن، وما فتئَ ينشر وقائع تلك الاحتفالات التي تقع (...)
في حديث سابق رأينا أن طه حسين يؤكد سبْقَ الشعر للنثر في الوجود، وقد أثبت ذلك بأدلة مقنعة، ولاحظنا أن العقاد قد أخذ عنه هذه الفكرة بنفس الأدلة التي ساقها طه حسين، لأن الشعر فنٌّ يعتمد بَقاؤه وتداوله على الحفظ والشعر سهل الحفظ، أما النثر فإنه فن يعتمد (...)
لو كانت الشمس ثابتة في قبة السماء طول الزمن، ولو لم تكن تشرق صباح كل يوم وتغرب في نهايته كما نراها بأعيننا، لما استطاع الناس أن يحددوا أي وقت سابقا كان أو لاحقا، ولما استطاعوا أن يضربوا موعدا قريبا أو بعيدا، ولما أمكن لهم أن يعرفوا كم مضى على حادث (...)
في أواخر أيام دراستنا بالجامعة الزيتونية وصل من لبنان كتاب للدكتور اللبناني سهيل إدريس يحمل عنوان «الحي اللاتيني» الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1953، وهو يروي قصة حياة شاب عربي لبناني مسلم في الحي اللاتيني بباريس عاصمة النور المجاور لجامعة الصُّربون (...)
كنت أشاهد، منذ أيام، برنامجا في إحدى القنوات التلفزية التونسية، فرأيت الكثير من أصحاب وصاحبات البشرة السوداء التونسيين يتذمرون ويتذمرن من نظرة البيض إليهم وسوء معاملتهم، فشعرت بأن تلك المعاملة تكاد تشبه معاملة الأمريكيين البيض للسود قبل أكثر من نصف (...)
أذكُرُ أن الشاعر الكبير مصطفى خريف كان يعجب بشعري وينوّه به، وعندما كنت أراجع مقالاته التي كان ينشرها في ركن (قطائف من اللطائف) لإعدادها للنشر بمناسبة مائوية ميلاده مع أعضاء اللجنة التي كلفتها وزارة الثقافة بذلك،
عثرنا على مقالة بتاريخ (...)
أشرنا في نهاية الحديث السابق عن الطلاق إلى أنه قد شاع بين الناس أن الرجل يمكن له أن يطلق زوجته أو زوجاته وقتما يشاء بدون أي قيد أو شرط في حين أنه يجب أن تتوفر في إنجازه شروط شرعية ليكون صحيحا، وهذه الشروط سنحاول التعرض إليها في حديث اليوم، فقد ذكرها (...)
من المفارقات العجيبة بل المتناقضات الغريبة التي لم أجد لها تفسيرا أو مبرِّرا معقولا هذا العِداء للإسلام والمسلمين المتفشي في بعض البلاد الأوروبية المتمثل في التهديد بحرق القرآن الكريم من قِبِل بعض القساوسة ورجال الدين المسيحيين المتطرفين، وفي تصوير (...)
قرأت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي مقالا طريفا لأحمد أمين تحدث فيه عن جماعة من المثقفين المصريين أرادوا أن يُكوّنوا جمعية فعقدوا عدة اجتماعات أطالوا فيها الحوار والنقاش والخلاف حول اختيار اسم الجمعية، وأغراض بعثها، ومواضيع نشاطها (...)
حضرت يوم الخميس 21 جويلية 2011 الاجتماع الذي عقده (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) في مسرح الهواء الطلق بدار الثقافة بقليبية تحت إشراف رئيسه الدكتور مصطفى بن جعفر، وفي أمثال هذه المناسبة تعودت على طيِّ ملاحظاتي في صدري أو الإفضاء بها إلى من (...)
E-Mail : [email protected]
كنا في شبابنا المبكر نعجب باللقب الذي كان يعرف به محمد عبد الوهاب في أيام شبابه وهو (مطرب الملوك والأمراء)، لأننا كنا معجبين بأولئك الملوك والأمراء الذين كانت وسائل الإعلام تقدمهم للناس على أنهم يقومون بأعمال مشرِّفة (...)