الغربةُ تنهشُ أصابعَ الزمن .. وأنا ينهشُني نبضُ احتراقِ الشوق .. أنتظرُ شروقَ الوطن .. يتسلَّلُ دخانُ الوجع إلى شرايين حروفي فتختنقُ اللحظةُ بالدقائِقِ المنتحرة على عتباتِ الوحشة .. يااااااا الله .. ألْقِ سلامَكَ في تجاويفِ روحي .. عَلَّها تغفو بين أحضانِ وطنٍ ثائِر...!!! ..... 64 عاماً تقفُ اليومَ على قارعةِ التاريخ ....يزمجرُ من بين أنفاسِها غضبٌ أحمر ... وعلى قمةِ وجعِها .. ينتصبُ سؤالٌ أعرج .. ( إلى متى سيظلُّ هذا ال ( أيارُ ) شبحاً يجثُمُ فوقَ أحلامِنا ..؟!! متى سنُحَوِّلُ هذه الذكرى إلى ذكرى للعودة ..لا ذكرى للنكبة ؟!! ) ... يبدو أنّ الأحرارَ المحاصرين خلف قضبانِ العدو قد قرروا أن يخطّوا أولى حروف الإجابة عن ذاك السؤال ... أسرانا في سجون الاحتلال كانت لهم صرختُهُم .. رغم الظلمِ الذي كَمَّمَ حريتَهُم .. !! ونحنُ نرتعُ بين أحضانِ حريةٍ جوفاء .. ألسِنَتُنا طليقة.. بينما أرواحنا مُكبّلة .. لذا عفواً.. نحن الأُسارى .. وهم الطُلَقاء الأحرار ... العجزُ شعورٌ أبكم .. تمتد أصابعه لتخنَقنا .. نختنق.. نختنق .. ونختنق .. لنعودَ إلى أحضان العجز من جديد .. بينما أولئك الأبطال يعاقرونَ الجوعَ والألم .. في سبيل الكرامة ... !!! من وجهة نظري أرى أنهم بوقفتهم الشامخة جعلونا نعيدُ حساباتنا في معنى مصطلح " الحرية " ... أظننا أخفقنا في ترجمتها لقرون طويلة ..!!! فلسطين الأبية من شرقها إلى غربها .. ومن شمالها إلى جنوبها ضمت نبضها إلى تلك " الصرخة الحرة " .. لتقول لهم : " نحن معكم ... فاصمدوا .. " " طيب " ماذا بعد الذكرى الرابعة والستين ...؟!!! " يعني " يبدو أن أحفادَ أحفادِنا سيتابعون التباكي على هذا الأيار الأسود !!!! ويحنا .. يُمطرنا الخجل ويمقتُنا التاريخ ... أسرانا يهرولون نحو الموتِ بعزيمةٍ لا تخبو .. ونحنُ نحرصُ كلَّ الحرص على دخول موسوعة " جينيس" في تحطيم الرقم القياسي للاحتفال بذكرى النكبة ...!!! في الواقع أحتاج مساعدتكم في الوصول إلى إجابة لتساؤلٍ أحنى ظهري لم تزل صغيرتي " شهد " تصفعني به بين الفينة والفينة ..: ( ماما كل صديقاتي يعودون للوطن .. متى نعود نحن ...؟!! ) حقيقةً هو سؤال تعجيزي من هذه الصغيرة .. والله أعلم هي تحاول أن تقول لي " شو هالقصة يا ماما .. مللتُ الانتظار ... ؟!! ) ... أجدني مضطرةً لتغليفِ هذا السؤال بشريطٍ دامع..لأقدمهُ لأمتنا العربية على طبقٍ من غضب .. في اعتقادكم ستجدُ هذه " الشهد " يوماً ما في قرنٍ ما على كوكبٍ ما إجابةً لسؤالِها ..؟!! والدي الحبيب " حفظه الله .. تساءل ذات يوم وهو في عمر شهد .. وها هو يصبحُ جدّاً ليصفعه الأحفادُ بذات السؤال ...!!! " بشرى غير سارة الصراحة ...." ربما تشتمونَ دخانَ التشاؤمِ المتصاعدِ من بين سطوري .. لكن لا تلوموني .. فأن تكونَ إنساناً بلا وطن .. وبلا إنسانية .. وبلا حقوق .. فذلك موتٌ أصفر .. ينهك الروح .. يا أبناءَ فلسطين الشامخين من وراء القضبان .. مهما اشتدت حلكة الظلم ..لابد وأن يشرق الحق يوماً... أحلامُنا بالعودة ستنتشلها عزائمكم الشماء .. أصواتُ أمعائِكم الخاوية .. ستظلُّ تنخر قلوبنا لتذكرنا بعجزنا .. وبصمودكم ... سامحونا .. فالخذلانُ ينهشنا ... ويُعَرِّينا .. مضطرون نحن لِأنْ نواري سوءاتِ صمتِنا بأوراقِ ذكرى النكبة ... !!!!!!! ... جوريتي الحمراء أعلنت إضرابها ... خجلاً منا ... وفخراً بهم ... ..... ابنة حيفا .. همسة لمشاهدة فيديو قصيدة ( نزيف الذاكرة ) ... الشاعرة همسة يونس ألحان الفنان التونسي هشام الكتاري الرجاء الضغط على الصورة