يا شعب تونس الغالي العريق حضارة و عروبة كم تغمرني الفرحة و أنا أكتب هذه الكلمات المتواضعة محتفلا بإسقاطكم رأس الصنم و تعزيزكم عزة الثورة ضد الظلم و الطغيان و قيادتكم لهذا الربيع العربي الذي منه يبدؤ العد التنازلي لبقاء الصهاينة على أرض فلسطين الغالية في قلوبكم... كم يغرغر عيوني بالبكاء الجميل و أنا استعيد المشهد البوعزيزي الذي اوقد في روح الرفض الفردي لتراكمات الصمت الجمعي على الظلم و الفساد.. هي تونس بلد الحبيب الشآبي.. و كأنه كان يرفع الرايات في شوارع العاصمة و في المدن التونسية و يردد أمام الحشد إذا الشعب يوما اراد الحياة ... و يردد الشعب الشعب يريد.. يا لها من وقفات توجع في الذاكرة و تعيد كل الحسابات.. من تغريبة بني هلال الى تهريبة بن علي. لقد غيب الحكم السابق لتونس وجه تونس الحقيقي عنا و عن العالم و كدنا لا نعرف إلا اسماء هو يريدنا أن نعرفها و البقية نعرفها سرا و عبر أقنية أخرى.. تعتيم على الوجه الانساني الحضاري الثقافي لفترات عجاف علينا.. و لأن الشارع التونسي كان يغلى بالرفض و التحدي و الرغبة في الحياة لقي الشعب قبسا من نار البوعزيزي و اشغل الثورة.. كانت صادقة و ما زالت على أعين الثوار تسير ببطء و لكن أتمنى على الشعب ان يظل يقظا لكل خطواتها و ان يصدق المؤتمنون بما أمنهم الشعب .. بمرور عام تصبح الأحداث أخبارا و مناسبات و لكن هذا الرقي الحضاري لم ينته فهو بداية و نشهدها و نشهد صداها في كل وطننا العربي.. فها أرى تونس في مصرو قد ملأت شوارع القاهرة أنفاس الشهداء و الثوار التوانسة.. و هم الان في سورية يسقطون رأس صنم آخر .. كنت أعرف تونس كما كتب عنها المبدعون و كما سطر فيها الشعراء مثا قباني اشعارا,, و كنت أراها على التلفاز في نشرات الاخبار و كنت أحب أن أزورها و كنت أطرح على أهلي الف سؤال مثلا عن مقتل ابي جهاد الشهيد خليل الوزير.. وكانت الاجابات تربك ذاكرتي ففهمت حقيقة النظام و ... ,... سلّمت أمري لله و للشعب و كان الرهان على الشعب اصدق الرهانات و ما زال.. لتونس ان تفخر بعمرها الجديد هذا و ان تكتب دستورها الذي يبدأ بالحب صفحته الأولى و يختم بالحب كل الصفحات.. و لنا عزيزتي الغالية الأستاذة لمياء أن نتعلّق بها الحب ليلنا و نهارنا ... شكرا لأوتار تمنحني هذا المساحة فهي للقلب مني و في القلب و أتمنى التواصل و لن أختم الكلام معكم ...... لكل أحبابي في بلد الحب كل قبلاتي و تقديري و اعتزازي.. ... سامي زيدان