منجي باكير قرّءنا الأعزّاء أهلا بيكم في موعد جديد مع ( كلامولوجيا ) و اللّي غايتها إسعادكم و لفت انتباهكم لجماليات الحياة ،، و فيها نلامسوا بعض تفاصيل حوايج نعايشوها يوميّا لكن يمكن ما نعطيوهاش من اهتمامنا ،، و اليوما باش نتناولوا موضوع الأب و وضعو في العايلة التونسيّة .... كلمة أبي ، بابا، بويا و إلاّ ،.يا أبّا ، و غيرها من نوع ها الكلمات هي ترنيمات حلوّة و جميلة تشبّه ياسر نوتات و أحْرف السلّم الموسيقي ،، كلمة بابا ، كلمة سحريّة تفتح الأبوا ب المسكّرة و تليّن القلوب المتحجّرة و تسيّل دموع العطف و الحِنّية ... كلمة بابا تعني برشا جماليّات ، بابا ،،، هو المثل الأعلى ، بابا هو عنوان الرّجوليّة و الشّهامة ، عنوان الإعتزاز بالأصل ، عنوان العطف و الحبّ و زادة عنوان الأمان و الإحساس بالإنتماء ... قبلْ - و معناها أيّام الزّمن الجميل - كان لكلمة بابا وقعها و تأثيرها و معناها ، البابا أو البو ، مثلا ،، كان لمّا يصير وقت رجوعو للدّار ، كانت الدّار الكلّ تستنّاه بالدّقيقة و الدّرج ، تستنّاه في شوق و محبّة ، و زادة في رهْبة كبيرة ... إيه نعم رهبة لكن حلوّة ، كان كيف البُو يدخل الدّار ، كلّ حاجة في الدّار تشدّ بلاصتها ، الصغير و الكبير ، الأنثى و الذكر ، كلّ واحد يشدّ بلاصتو ،،، حتّى من حوايج الدّار و أثاثها يتْسَنتِر و يركح !! رهبة... موش خوف ! و اللّي ما فهمهاش يسأل جيل السّتينات و السّبعينات . البُو/ البابا كان مصدر إعتزاز و فخرة ، كان عندو قدرْ كيف الجبلْ سواء حاضر أو غايب ، وقدْروا يبدا من عند الأمّ و يرضعوه صغارها مع الحليب ، من غير تنظيرات و فلسفات و من غير حقوقيّات و موائد حوار .. لكن ما نشوفوه هالأيّام هو قلّة وجود كلمة بابا ، و انحسارها مقابل تغوّل كلمة ماما .. الماما اللّي و لاّت حاضرة برشا في محيط الصّغير ، و حياة الصّغير تقريبا الماما مهيمنة على كلّ حاجة و كلّ لحظة ،و البابا ما بْقى منّو في أحسن الحالات كان أنّو موصّلاتي أو تاكسيست يوصّل و يرجّع و إلاّ ( داب ) متاع فلوس ... طبعا هذا صار نتيجة ظروف و تحوّلات داخل الأسر و العايلات الفتيّة وهذا ما يهمّناش لا في أصل الموضوع و لا في نتايجو و ماهوش مبحث كلامنا . إذا قلنا كلمة البابا بدات تقلّ و تضيع عند صغيّراتنا ، ماما قالت ، ماما وصّاتني ، ماما ماتحبّش ، نخاف من ماما ،،، حتّى نشاور ماما ، ،، لكن الغريب أنّ هذه الماما و لطبيعة صبغة الأمومة الليّنة فيها مع كثرة مشاغلها و بطول الزّمان يجيها نهار و يكبروا الصّغيّرات ، تتنوّع و تتكاثر مشاكلهم و ما عادش تنجّمهم ، وقتها تستنجد بْبُوهم اللّي هو غالبا ماهواش حاضر و ما هواش في نفس الموجة لكن من اللّززْ يتدخّل و يكون تدخّلو غالبا من غير تقدير سليم للموقف و ربّما يوصل حتّى لبعضْ التهوّر .. و وقتها يحدث المحظور و تتعمّق المشاكل و يصير العنادْ والجنوح وحتّى اللّطف ساعات العقوق من هاك الصّغيّرات اللّي هوما في الحقيقة ضحايا هاك الإختلال في التوازن التربوي و غياب تقاسم الأدوار .... قلتلكم في أوّل حديثي أنّ البو/ البابا قبل على أيّام طفولتنا كان فاعل في العايلة و قدرو كبير ، و يقابلو من جيهة ثانية شحنات العطف و الحنان اللي تعطيها الأمّ مع اللّهوة و المتابعة لصغيّراتها ،،، هكّا عشنا و تربّينا ، وهكّا طلعنا أجيال متعلمة أحسن تعليم ومتربّية أحسن تربية ، وأقلّ عٌقد في ها الحياة نقدّروا والدينا و نحبّوهم برشا وزادة نجلّوا آباءنا . و هاكا علاش (همسة ) نسوقوها للأمّهات الفضليات باش يخلّيوا بلاصة لوظيفة الآباء و يعطيوا الهيبة و القدرْ للبو/ البابا على خاطر هذا فيه انعكاس إيجابي لخلق توازن في شخصيّة الصّغيرات . و هكّا صغيّراتنا يتربّاو في محيط يساعد على نموّ متوازن تربويّا ، عاطفيا و نفسيّا .... و همسة ثانية نقولوافيها للآباء أنّو لازم باش يتحمّلوا مسؤولياتهم و لازم باش يكونو حاضرين مع صغيّراتهم بالجسم و العقل و العاطفة حتّى تكون عندهم بصمتهم في العايلة .... و بهذا تزداد المحبّة و الالفة بين أفراد العايلة و صغيراتنا يحقّلهم باش يغنّيوا : يطوّل عمرك يا ميمة يا حنينة و تعيش يا بابا و تنوّر علينا ... ربّي يصلح حالنا و حال ذرّيتنا . ------------------------------------------- تذكير لبعض المتابعين : سلسلة – كلامولوجيا – هي سلسلة في صيغ قالب هزلي أو نقدي بنّاء ، كُتبت خصّيصا و قصدا باللّهجة العاميّة التونسيّة لتلامس بعضا من واقعنا الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادي . و ذلك لكسر الروتين الحاصل لدينا و إيجاد فُسحة مختلفة عمّا يسود و عمّا يُكتب . شكرا لبهيّ التفهّم . ------------------------------------------- كلامولوجيا * * * Partager Tweet 1 de 1 commentaires pour l'article 107450 Farhood (Tunisia) |Dimanche 21 Juin 2015 à 22h 52m | اصبح ما يرفضه الاب تقبله الام و تشجعه رغما عن انفه و ان تكلم فان مصيره سماع موشح من عذب الكلام و العبارات و اصبح الاب مقتصرا على دوره البيولوجي وهو اخر امل ليشعر بمكانته ...لذلك تغلب اليوم تربية النساء و طريقة كلامهم و منطقهم