عادل بن عبد الله عندما تعارضون انضمام التكتل والمؤتمر والحراك (ومن باب أولى تعارضون انتماء المتعاطفين مع النهضة) إلى التنسقية التي ستشكلها المعارضة لمواجهة قانون المصالحة الاقتصادية وغيره من مظاهر الردّة الى مربّع 13 جانفي، بل الى مربّع 7 نوفمبر، عندما تعارضون انضمام هذه المكوّنات الى تنسيقية المعارضة (على أساس ما يسمّيه المناضل الاجتماعي الأمين البوعزيزي ب"الالتقاء الجبهوي الميداني")، فما هي حججكم في مواجهة من يعارض أيّ التقاء "جبهوي" معكم بحكم تحالفكم مع نداء تونس ضمن "جبهة الإنقاذ"، وتحالفكم مع الباجي ضمن استراتيجية "قطع الطريق" على المرزوقي، وكيف ستبرّرون دفاعكم الشرس عن النقابات الأمنية التي أصبحت الآن بمثابة الدولة داخل الدولة، وكيف تستطيعون أن تقنعوا أولئك المشكّكين في "مبدئيّتكم" بحكم أنّ معارضتكم للرباعي الحاكم هي بالأساس معارضة لوجود النهضة في السلطة أكثر ممّا هي معارضة للنداء وللباجي (لأنكم أنتم من شرّع وجود النداء بما هو مكون من مكوّنات "العائلة الديمقراطية"، ولأنّكم أنتم من ساهمتم في "تغوّل النداء" عندما سخرتم من مفهوم التغوّل وساعدتم الباجي على الوصول إلى قرطاج، والنداء على السيطرة على القصبة وبادرو) ؟ ولو أردنا صياغة السؤال بطريقة تقريرية لقلنا : بحكم غياب أيّ مراجعات حقيقية عند جميع الأطراف (بما في ذلك الجبهة الشعبية في مستوى علاقتها بالنداء وبالمنظومة القديمة من جهة، وفي مستوى علاقتها بالإسلاميّين واقعيّا لا خطابيّا من جهة ثانية)، وبحكم استحالة إلغاء الاختلافات الايديولوجية وإمكانية تحييدها مرحليّا في سبيل بناء جبهة معارضة قوية للنظام القائم، فإنّ ما تقوم به الجبهة من تعطيل لقيام تنسيقية معارضة انطلاقا ممّا يمكن تسميته "متلازمة الترويكا (صياغة الخطابات وبناء السياسات وكأنّ الترويكا هي من يحكم، فتتكثّف خطابات النقد للنهضة أكثر من النداء، ويُرفض التحالف مع المؤتمر والتكتل والحراك رغم الالتقاء الموضوعي الثابت في معارضة سياسات الحكومة)، كل ذلك سيدفع بالكثيرين (خارج الجبهة) إلى عدم تصديقها وإلى عدم اعتبارها معارضة مبدئية، بل سيرونها ضربا من الابتزاز الهادف الى إرغام النداء على إخراج النهضة من الرباعي مقابل "التطبيع" مع برامجه الاقتصادية والمساهمة في الدفاع عنها من منطلق الدفاع عن "النمط المجتمعي" ومراعاة "المصلحة الوطنية" التي تدعو إلى "تنازلات مؤلمة" (ولا شكّ أنّ من أعاد التجمعيّين إلى الواجهة السياسية بدعوى المصلحة الوطنية، وأوصل الباجي إلى قرطاج بدعوى المصلحة الوطنية، سيكون قادرا على الانقلاب على ذاته مرّة أخرى، وسيساعد االنداء على تمرير كلّ سياساته اللاشعبية – إن هو تخلص من النهضة بدعوى"المصلحة الوطنية"-)... وما خصّة باردو ببعيدة...