أبو مازن مصاب جديد لتونس الدولة في قلب عاصمتها، قائمة من الشهداء ترتفع و تلتحق بالفتى الراعي و غيره من الشهداء، جراح تتعمق و تربك الوضع القائم والمرتبك أصلا منذ سنين. تونس تحت قصف العمليات الارهابية تصيبها في عديد الجهات ولكنها لن تسقط. يبدو أنّ الارهابي المجرم لم يقرأ التاريخ و لا يعرف عظام هذا البلد الآمن الذي لا يخاف ارهابهم. أجدادنا لم يخشوا الوندال و الاسبان و الفرنسيس رغم التقتيل والتنكيل و التمثيل بالجثث و لكنهم واجتهدوا في حربهم ومن ثَم اخرجوهم خاسرين مدحورين. أبناء وطني لا ينقصنا الا الوحدة ضد هذا الداء العضال الذي يتخذ بعض بني جلدتنا فخاخا تنفجر لتحدث الفوضى والخراب. لعل الشعب التونسي تقبّل بارتياح و افتخار خبر تأجيل اضراب الاتحاد و وددنا لو تخلى عنه أصلا في وضع شديد الاحتقان. لعل الشعب تقبل أيضا بارتياح خبر الغاء رئيس الجمهورية زيارته لسويسرا فيحس بأمل الشفاء من هذا الجرح الغائر و يأمل ايقاف هذا النزيف الوريدي. شكرا لشقوق النداء لو ينقطعون على شجارهم و ينصرفون لما انتخبوا من أجله من بناء وعطاء لهذا البلد الجميل المتيم بالحب و صفاء القلب. لعل صوت استغاثة البرلمان لتفعيل قانون الطوارئ وقفة حازمة كان لزاما اقرارها في وضع كهذا ولعل استجابة رئاسة الجمهورية الفورية تترك المجال للقوات المسلحة من عسكريين وأمنيين للقيام بواجبهم بكل مسؤولية وتفان. كل اليقين يحيلنا الى وقفة التونسيين جميعا ضد الخطر المحدق فهم لا ينسون ليلة الخامس عشر من جانفي، ليلة عمّ الخوف وتردت الأوضاع و ليلة استشهاد بلعيد والبراهمي وليلة ذُبح جنودنا ساعة الافطار في الشعانبي و عديد الليالي الأخرى ذات الوقائع الدامية. لكن اسكات ِجراء الوعيد و قارعي طبول التفرقة والتقسيم و البحث عن تحميل المسؤوليات و التعلات بات واجبا على كل أجهزة الدولة. فمصاب تونس أعظم من أن يجترّه نادبي الاعلام فيتيه أهل البلد في ترهات الايديولوجيا والتخوين والتكفير واستباحة الدماء الزكية. ليدع "المخللون" الاغبياء منابر الاعلام فأمننا وقضاؤنا قادرون على تحديد الأسباب و اقامة البرهان على ضلوع طرف أو أطراف في هذا العمل الجبان المدان. تونس واقفة على كلا ساقيها لا تعرف السقوط مهما أتت عليها المصائب ونالت منها العصابات المحلية والدولية وتونس أرض كغيرها من دول العالم معرضة للارهاب. هذا المارد الذي ضرب قلب باريس وقلب انقرة ومن قبل قلب نيويورك ومدريد فلا تلوموا قواتنا المسلحة بل دعوها تعمل بثبات وان شاء الله منصورون كما وعدهم اذ انّ قتل النفس البشرية أكبر جرم يمكن أن يقترفه الانسان ويهتز لها عرش الرحمان. Publié le: 2015-11-24 20:56:37