- تشهد عملية انطلاق موسم الحبوب في ولاية منوبة جملة من الإشكاليات والصعوبات التي كانت محور متابعة ميدانية أداها والي منوبة احمد السماوي مرفوقا بالمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية إلى عدد من مراكز تجميع البذور بمعتمديات "طبربة" و"برج العامري" و"المرناقية" أين تمت معاينة نسق التزود بالحبوب الممتازة، وذلك وفق ما رصدته مراسلة (وات) بمنوبة. وأفاد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بمنوبة، فائز مسلم، أن "نسق التزود يعد بطيئا ولا يضاهي حجم طلبات فلاحي الجهة على الحبوب الممتازة ومن بينها القمح الصلب من نوع "كريم" وغيرها من الأنواع التونسية التي تعد من أجود الأنواع الملائمة لمناخ و تربة الولاية، ملاحظا انه "في الوقت الذي استبشر فيه فلاحو ولاية منوبة بنزول الغيث النافع وتسجيل كميات هامة شجعتهم على الانطلاق في البذر وافتتاح موسم الزراعات الكبرى، سجلت الجهة نقصا في توفير حاجياتها من البذور الممتازة حيث لم يتم تمكينها، إلى حدود يوم أمس الاثنين، سوى من 4410 قنطار من بين 6 آلاف قنطار مبرمجة للجهة من وزارة الفلاحة". وأوضح في تصريح لمراسلة (وات) بمنوبة ان "مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمنوبة برمجت، من جانبها، حوالي 18 ألف و500 قنطار من البذور الممتازة لتأمين حاجيات الفلاحين الا انه لم يتم توفير سوى ربعها، بالاضافة الى تسجيل تأخر في توفير البذور العادية، مبينا ان "الموسم الفلاحي المنقضي سجل نقصا في تجميع البذور الممتازة، وتطلبت عملية إعداد البذور آجالا للمداواة والتحاليل وهو ما انعكس سلبا، هذا الموسم، على عملية توفير البذور بالنسق اللازم على مراكز تجمع البذور بالجهة وعددها 7 مراكز بالإضافة الى أن التركيز على نوع معين من البذور وخاصة البذور الممتازة يثير الجدل رغم وجود الكثير من الخيارات أمام منتجي الحبوب في الولاية على غرار البذور العادية المراقبة". وذكر أنه "مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصدد التنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة لتوفير الكمية المبرمجة للجهة فضلا عن كميات الأسمدة المطلوبة على غرار مادة "الد أ ب "، وقد برمجت خلال هذا الموسم زراعة مساحة 38 ألف هكتارا من الحبوب، منها 1500 هكتار حبوب مروية فضلا عن 14350 هكتار من الأعلاف و 2600 هكتار من البقول الجافة". من جهته، أكد وكيل الشركة التونسية للأنشطة الفلاحية ببرج العامري محسن الشريف، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، على عدم توفر البذور الممتازة بالشركة في الوقت الذي يواجه فيه طلبات من الفلاحين تفوق ال3 آلاف قنطار من البذور الممتازة، مستغربا تأخر تزويد الشركة بالبذور في منطقة منتجة للحبوب وبمردودية وجودة عالية . وأشار مدير مركز تجميع الحبوب بالفجة من معتمدية المرناقية، مروان الفهري، الى الحاجة الملحة لتوفير البذور بالمركز لتلبية الطلبات العاجلة لفلاحي الجهة حتى يباشروا عملية البذر، موضحا الى أن "حاجة المركز تفوق الألفين هكتار في حين لم يتوفر سوى 800 قنطار تم توزيعها حسب الطلبات". وبيّن رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة و الصيد البحري بمنوبة ، فخر الدين ترجمان،في هذا الصدد، أن "التزود بالبذور الممتازة بالجهة قد وصل في مواسم سابقة إلى 25 ألف طن، لكن هذه السنة تم تسجيل نقص كبير في مراكز التزويد خاصة أمام إقبال فلاحي الجهة على نوعية هذه البذور و لم تخصص الوزارة للجهة سوى 6000 طن قمح صلب وهي كميةلا تكفي نقطة بيع وحيدة ،حسب تعبيره إضافة إلى 7000 طن بين قمح لين و شعير" . واعتبر ترجمان أن "هذا التأخير من شأنه ان يؤثر سلبا على عملية التنبيت وحجم الصابة ويكلف الفلاح أضرارا، حيث ان النقص في التزويد وتأخر توفير البذور العادية فضلا عن محدودية نصيب الجهة المبرمج يدفع الفلاحين إلى الاستعمال العشوائي للبذور المورّدة حرصا منهم على استثمار الظروف المناخية الملائمة وانطلاق عمليات البذر دون وعي بنوعية هذه البذور وتأثيراتها المباشرة على الإنتاجية والمردودية المنتظرة منها"، حسب قوله . من جانبه، شدد والي منوبة، أحمد السماوي، خلال الزيارة الميدانية التي واكبها معتمدو "المرناقية" و"برج العامري" و"طبربة" على ضرورة الاسراع بحل اشكالية تأخر تزويد الفلاحين بالبذور في اقرب الآجال مع توجيه فلاحي منطقة "برج العامري" للتزود من مركز تجميع الحبوب بالفجة بالمرناقية، موصيا باتخاذ التدابير اللازمة لتأمين انطلاق موسم الزراعات الكبرى وتواصله في أفضل الظروف و مواصلة تأطير الفلاحين بهدف تحسين إنتاجية الحبوب والترفيع في مردودية الهكتار الواحد.
