متسلحا بموسيقى الطوارق الممزوجة بإيقاعات الروك الغربية، يتمرّد أبو بكر آنانا هارونا على الظلم منشدا للحرية والعدالة الإنسانية وداعيا للسلام والحب. هذا الفنان البلجيكي ذو الأصول النيجيرية (دولة النيجر)، والملقب أيضا باسم "آنانا كال آسوف"، أحيى الليلة الماضية على ركح مهرجان الحمامات الدولي في دورته السادسة والخمسين، حفلا أمام جمهور محترم العدد جاء ليكتشف موسيقى الطوارق، وهم قبائل أمازيغية تقطن الصحراء الكبرى بالنيجر وشمال مالي وجنوب الجزائر بالأساس. ... وعزف "آنانا هارونا" ومجموعته الموسيقية "كال آسوف" التي أسسها ببلجيكا سنة 2006، روك الصحراء وغنّى للأمازيغية والحرية والإنسانية والترحال ولأولئك الذين يعيشون حياة يومية صعبة في الصحراء القاحلة، لكنهم ظلوا صامدين أمام قساوة البيئة الصحراوية. و"كال آسوف" تعني "الحنين" في لغة التماشق (لغة الطوارق). وتضمّ هذه المجموعة، إلى جانب قائدها، عازف الباتري "أوليفييه بينو" و"يوبا ديا" على الباس و"آلان فان رومبوي" على الكلافييه. وامتزجت إيقاعات موسيقى الطوارق بإيقاعات موسيقى الروك الغربية على آلات الباتري والغيتار والغيتار باص. وتبرز الأغاني التي اقترحتها مجموعة "كال آسوف" على ضيوف مهرجان الحمامات الدولي، رغم أنها غير مفهومة، من حيث التعبيرات اللغوية، تعلّق الطوارق أو أمازيغ الصحراء بهويتهم وإيمانهم بالحرية وشدّة تعلّقهم بالصحراء رغم قفارها. ومن الأغاني التي قدمتها المجموعة "Addouna" و"Africa" و"Azawad" و"America" و"Tenere" و"Tamatant". كما تصوّر مقاطع الموسيقى جانبا من العادات والتقاليد لديهم كحفلات الأعراس والمناسبات الدينية وغيرها، وهو ما يتجلّى في طابعها الاحتفالي في ظاهرها، أما في مقاصدها فهناك دلالات عديدة منها الحب والسلام والحرية والتعلّق بالأرض وإلغاء الحدود وطلب الحق في التنقل. يقول "آنانا هارونا" في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إثر العرض، إنه اختار طريق الموسيقى كرسالة فنية سامية من أجل السلام. وأضاف أن رسالته من خلال أغانيه وموسيقاه هي التعريف بثقافة أسلافه والحفاظ عليها والدعوة لنبذ الاقتتال والحروب واستبدال أصوات رصاص البنادق بالموسيقى، وهو الذي استبدل سلاح الكلاشينكوف بالغيتارة بعدما انضم في سن السابعة عشرة من عمره إلى حركات التمرد في النيجر. تابعونا على ڤوڤل للأخبار