على امتداد الأشهر السابقة حاولت الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة تشخيص الوضع الحالي وتمثل ذلك في النظر في الإطار القانوني والترتيبي للكتاب والتطرق الى اقتصاد الكتاب في تونس من خلال إحصاء دقيق لانتاج الكتاب وتسويقه وتوزيعه وكلفته والوضع الخاص للكتاب المدرسي. وأدرجت الاستشارة ضمن استراتيجية التشخيص ما سمته «بالاطار الاجتماعي والثقافي» الذي يدرس علاقة التونسي بالكتاب والمطالعة. وجاءت نتائج هذه الدراسة خلال ندوة أشرف عليها وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم الخميس بمدينة صفاقس , حيث تم تقديم نتائج الدراسة الميدانية المتمثلة في سبر أراء عينة ممثلة للمجتمع التونسي بمختلف شرائحه حول ميولاته القرائية وعلاقته بالكتاب. وقد شملت هذه الدراسة التي أنجزها مكتب دراسات مختص 1029 مستجوبا وبينت أن 22,74 بالمائة من المستجوبين لم يقرؤوا يوما كتابا وان 26,76 بالمائة من التونسيين سبق لهم أن طالعوا كتابا واحدا وأن 31,88 بالمائة طالعوا كتابا خلال سنة 2009. وبينت الدراسة كذلك ان تقسيم نسب المطالعة حسب الجنس يبرز ان النساء تطالعن اكثر من الرجال بزيادة 7,51 بالمائة في حين بينت ان نسبة المطالعين للكتب في اوساط الشباب هي ارفع من نسبة المطالعين في صفوف الاكبر سنا. وبينت الدراسة وان نسبة رضا هؤلاء عما طالعوا بلغت 25,45 بالمائة وهؤلاء الراضون أغلبهم من النساء والقاطنين بالعاصمة واحوازها ممن لهم مداخيل مالية أعلى من غيرهم.. وحول الميزانية التي تخصصها العائلة التونسية للمطالعة ,تبين الدراسة ان قرابة 44 بالمائة من المطالعين ينفقون أقل من 30 دينارا في السنة . وحول أماكن المطالعة بينت الدراسة ان 94,19 بالمائة يطالعون في منازلهم وان 22 يطالعون في مقرات عملهم و 18,04 بالمائة يطالعون في المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية والجامعية وان 13,5 بالمائة فقط يرتادون المكتبات العمومية من اجل المطالعة و ان تونسيا فقط من بين أربعة يرتاد المكتبات العمومية. يذكر أن عدد المكتبات العمومية في البلاد التونسية يبلغ 378، اضافة الى المكتبات المتجولة التي بلغ عددها 30 تغطي 1800 تجمع ريفي.