(وات/تحرير صالحة محجوبي) - تزدهر في شهر رمضان صناعة الخبز التقليدي من خبز طابونة، أو خبز طاجين، أو كسرة طاجين وغيرها من أصناف الخبز التي تعد في منازل الجريد وتجد طريقها الى موائد الإفطار فتزينها بأشكالها المتنوعة ورائحتها المغرية، وهي كفيلة وحدها بجلب الصائم لاقتناء قطعة أو أكثر. وتعتبر هذه الصناعة في شهر رمضان، كما في باقي أيام السنة، مورد رزق للعديد من العائلات بل قد تكون مورد رزقها الرئيسي في بعض الأحيان، على غرار نائلة صنديد من منطقة صحراوي بمدينة توزر، والتي تكفل أبناءها بعد انفصالها عن زوجها من إعداد جميع أنواع الاكلات التقليدية التي تميز جهة الجريد، إلّا أنها تركز خلال الشهر الكريم على صناعة الخبز التقليدي لارتفاع الطلب عليه، فتخصص أكثر من نصف يومها في اعداده بين تحضير الخميرة في مرحلة أولى، ثم اعداد كرات العجين وتحويلها الى قطع دائرية الشكل، ومن ثمة تحويلها الى الطاجين وهي آنية من الطين مفتوحة من أعلى تحمي أسفلها بالنار سواء كان حطبا أو بواسطة الغاز المنزلي. تختلف تسميات هذا الخبز بين كسرة طاجين، أو خبز طاجين، وكذلك خبز مطلوع، أو خبز الخميرة، إلا أنه واحد من أصناف الخبز الأكثر رواجا في جهة الجريد تصنع آنيته في الجهة باستعمال الطين الأحمر. ... تتحدث نائلة لصحفيّة "وات" عن حرفتها، وتوضّح أن ما تعده من قطع الخبز مطلوب لدى أجوارها ولدى زبائنها في كامل مدينة توزر وحتى في المدن المجاورة، غير أن نقص دقيق السميد يجعلها لا تلبي طلبات جميع من يأتي لمنزلها طلبا للخبز وتكتفي بعشرات القطع، كما لا يمكنها تزويد المحلات التجارية للسبب ذاته. ونتيجة لظروفها الاجتماعية وتحمّلها مسؤولية إعالة أسرتها، تحوّلت صناعة الخبز التقليدي الى مورد رزق رئيسي بالنسبة إلى نائلة التي تؤكد أن عملها قد أغناها عن طلب المعونة أو المساعدة، فهو يكفيها ويغطي مصاريف أسرتها، وفق قولها، رغم أنها مهنة شاقة جربتها العديد من النساء لكن قلة منهن من واصلن فيها". وتشتكي نائلة من شحّ المواد الأولية لصناعة الخبز وخاصة دقيق السميد، الى جانب بعض المواد الأخرى التي تستعملها في اعداد الاكلات التقليدية، ما يجعلها غير قادرة على تلبية جميع الطلبات، سيما وأن ما تعده قد أصبح من المنتجات الرئيسية في بعض المحلات وفي أنشطة بعض الجمعيات، وفق تأكيدها. وتقرّ نائلة أن مذاق الخبز المعد على الحطب أفضل وأشهى، إلا أنها اضطرت لاستبدال الحطب بقوارير الغاز في اعداده لثلاثة أسباب وهي السرعة، وعدم قدرتها على توفير كميات الحطب اللازمة، فضلا عن مشقة الطهي بالحطب الذي يعتبر متعبا أكثر من الوسائل الأخرى، وفق تقديرها. عملها الدؤوب وحركتها المتواصلة ستمتد طيلة شهر رمضان وبعده فقد اضحى هذا العمل جزءا من حياة نائلة صنديد التي ترمي إلى تطوير حرفتها إن توفرت الظروف. تابعونا على ڤوڤل للأخبار