خرجت ذات يوم ولم تعد.. بالأمس أو ربّما الأسبوع الماضي أو الشّهر المنقضي لا يذكر أحد فقد كنّا جميعا منشغلون بالإسلاميين وأمير المؤمنين والعلمانيين وصراع الدّيكة .. منشغلون في تعداد الأحزاب ومصابون بالإسهال السياسي.. منشغلون في الاعتصامات والإضرابات والمطالبة بالزّيادة في "الشهرية" و"الترسيم" و"طرد العرف" والبناء الفوضوي والانتصاب الفوضوي و"أخبار الحارقين" وكنوز علي بابا والأربعين حرامي وتبادل التّهم بين "تجمعي" و"طرابلسي" وعميل وشيطان أخرس وآخر متكلم.. والدّولة منشغلة في البحث عن سبل للحفاظ "على هيبتها".. جميلة وساحرة تسيل لعاب الجميع ولكنها لتزال قاصر.. واسمها "الثورة التونسية" وصلتنا معلومات انه تم تحويل وجهتها من طرف منحرفين طالما راودوها عن نفسها .. آخرون أكّدوا أنها تعرضت للاغتصاب وهي الآن حامل سفاح وقد تضع مولودا دميما دمامة الفحش الذي تسلّط عليها إن لم نعثر عليها في أقرب وقت لإجهاضه.. الغريب أن أكثر من طرف ينصّب نفسه وصيّا عليها ولكن أيّا من هؤلاء لم يحافظ عليها .. الجميع أرادوا استغلالها إلى أن اختنقت وظلّت الطريق ربّما.. أو ربّما يكون أحدهم قام بوأدها بعد أن يئس من قضاء حاجته منها.. او ربما تم اختطافها من عقر دارها.. الرّجاء ممن تتوفر لديه معلومات أكيدة حولها أو لديه طريقة لاسترجاعها والحفاظ عليها إعلامنا فهي وحيدة أهلها وثمرة صبر سنوات.. والله لا يضيع أجر المحسنين.
