بقلم الأستاذ أبولبابة سالم تسعى أحزاب عديدة في المدة الأخيرة للاندماج في شكل كتل أو جبهات بعدما تبيّن للجميع أن التشتت و التقوقع على الذات لا يفيد في المعركة السياسية التي تشهدها بلادنا بعد الثورة خاصة بعد نتائج انتخابات 23 أكتوبر التي عرف فيها الجميع أحجامهم الحقيقة في أول انتخابات شفافة و نزيهة تشهدها تونس منذ الاستقلال . في هذا الإطار سعت بعض القوى اليسارية الراديكالية لتشكيل جبهة تقدمية باسم الجبهة الشعبية , و يشكل حزب العمال و تيار الوطنيين الديمقراطيين عصب هذه الجبهة و عموده الفقري إضافة إلى انضمام بعض الأحزاب اليسارية الصغيرة المتفرّعة عن هذين الحزبين. كان البعض يراهن على توحيد اليساريين و القوميين خاصة بعد العمل المشترك الذي جمع بينهما في سنوات الجمر ضمن الإتحاد العام التونسي للشغل و الإتحاد العام لطلبة تونس بعد أن احكم بن علي قبضته البوليسية على كل نشاط سياسي علني, و تعتبر حركة الشعب الواجهة الحقيقية للتيار القومي في تونس و اندفع قادتها برئاسة محمد براهمي إلى الإنضمام للجبهة لكن القواعد الوسطى قد ضغطت بشكل كبير على قيادة الحركة حتى تنسحب فهم يرون أنّه لا وجود لنقاط التقاء مع الأحزاب الشيوعية خاصة في مسألة الهوية و العلاقة مع القوى الأجنبية . فالتيار القومي العروبي في تونس يعتبر نفسه وريث الحركة اليوسفية و المقاومة الوطنية التي تمتد إلى الشيخ عبد العزيز الثعالبي و يرى أن اليسار التونسي لم يحسم أمره في مسالة الهوية العربية الإسلامية لتونس و موقفه غير واضح من المسألة الدينية , و قادة حركة الشعب الذين ارتموا في البداية في أحضان اليسار لا يدركون أن العديد من منتسبي التيار القومي في تونس هم من أئمة المساجد و ملتزمون دينيا , كما أن بعض القوى اليسارية تتعامل دون خطوط حمراء مع القوى الأجنبية في الوقت الذي يدافع فيه التيار القومي على استقلالية القرار الوطني بل و ينظم الندوات لأجل ذلك كما حصل يوم الأحد 30 سبتمبر بالافريكا . و للإشارة فإنّ اجتماعا احتفاليا بميلاد الجبهة الشعبية سيتم بقصر المؤتمرات يوم الأحد 7 أكتوبر.