بقلم الأستاذ بولبابه سالم ما أشبه اليوم بالبارحة , بعد فضيحة فيلم " برسيبوليس " الذي بثته قناة نسمة سنة 2011 و الذي كان يهدف أساسا لضرب طرف سياسي هو حركة النهضة عبر حلقات متواصلة من الدعاية السوداء من أجل استفزازها و تنفير الناس منها , كانت النتيجة مخالفة لما تصورته نسمة و القائمين عليها حيث قدمت قناة "بونا الحنين " خدمة مجانية لحركة النهضة التي حققت انتصارا كبيرا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي . قدمت قناة نسمة ليلة الثلاثاء برنامجا خاصا بالسيد سليم الرياحي و يظهر من الومضات الاشهارية محاولات التشويه المفضوحة لهذا البرنامج وهو ما حدا بالهيئة العليا المستقلة للاعلام السمعي البصري إلى لفت نظر القناة بضرورة الامتناع عن بث برنامج يسيء إلى حزب سياسي و شخصية سياسية مترشحة للانتخابات الرئاسية باعتبار الأمر مخالف للقانون خلال الحملة الانتخابية . لا أحد يشكك في خدمة قناة نسمة لأجندة سياسية , فقد صرح مديرها نبيل القروي علنا بأن بن علي هو " بوه الحنين " و هذا الحنان تابعنا فصوله في الكثير من برامجها السياسية حيث يتم التركيز على ضرب و تشويه كل الأحزاب السياسية و القوى المناضلة التي عارضت نظام بن علي , و حرضت في أكثر مناسبة على الانقلاب على حكومة الترويكا خصوصا فيما يعرف باعتصام الرحيل . أما الأكثر دهشة فهو انتقاد القناة العلني لبرنامج القناة الفرنسية م6 التي كشفت عن سرقات بن علي و الطرابلسية و اعتبرته خدمة لأجندا سياسية , إذا كانت هذه القناة لها رغبه في انجاز البرامج الاستقصائية فلماذا لم تنجز برنامج عن الذين نهبوا ثروات الشعب التونسي ؟ عندما نبحث في خلفيات البرنامج الذي يشكل دعارة سياسية بامتياز و انحطاطا في الأخلاق السياسية من خلال تقديم جملة من المغالطات المفضوحة و الأكاذيب و المتاجرة بمأساة عائلية خاصة أن تسجيل البرنامج قد تم منذ سنة 2011 وهو ما يعكس خدمة البرنامج لأطراف سياسية بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تنامي شعبية السيد سليم الرياحي , ولعل ما زاد في تحريض القناة هو الانتقادات العنيفة التي وجهها الرياحي في برنامج تلفزي لحزب نداء تونس و أزلام بن علي . من العار أن تسعى وسيلة اعلامية مثل قناة نسمة أن تدعو التونسيين إلى عدم التصويت لشخصية سياسية و حزب سياسي خلال الحملة الانتخابية وهو ما يتنقاض و ميثاق الشرف الاعلامي و مبادئ النزاهة و الحياد و الموضوعية . يبدو سليم الرياحي و حزبه أكبر مستفيدين مما بثته قناة نسمة التي لم تتعلم من دروس فيلم "برسيبوليس" سنة 2011 , و بحكم فقدان قناة " بونا الحنين " للمصداقية و المهنية فقد أصبح الرياحي حديث الناس و كسب تعاطف الكثير من التونسيين بل أصبح أحباء الفريق الذي يرأسه أكثر حماسا له من السابق وهو ما ظهر مباشرة إثر نهاية البرنامج في صفحات الفيسبوك .
