وقّع المفوض الأوروبي المكلف بالتوسعة وسياسة الجوار الأوروبية "ستيفان فول" اليوم الجمعة 15 مارس بمقر سفارة الاتحاد الأوروبي، اتفاقيتي تمويل الأولى مع مؤسسة "cideal " للتعاون والبحوث، وتهدف إلى الوقاية من العنف ضد المرأة ودعم النساء الضحايا في الشمال الغربي التونسي وتقدر ب 550 ألف أورو، في حين تتمثل الاتفاقية الثانية في تمويل اليونيسيف والتي قدرت ب1.8 مليون أورو وتهدف إلى حماية الشباب وتقديم الدعم لهم أثناء الإجراءات القضائية والاعتقالات. وأكد المفوض الأوروبي أن تونس أحد أكثر البلدان أهمية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره الشريك الأساسي لها وأنه سيعمل كثيرا على دعم هذا البلد في مرحلة الانتقال الديمقراطي خاصة أمام الكثير من التحديات التي تواجهها تونس، مضيفا أن محاولة انجاح الانتقال الديمقراطي في تونس ليس فقط حكرا عليها وإنما سيكون مرفوقا بدعم من الاتحاد الأوروبي. وأشار "فول" إلى أنه هناك العديد من المشاريع المالية والاقتصادية وكذلم في مجال النقل والبرامج والعديد من الشراكات التي هي بصدد الدراسة والنقاش والتي من خلالها سيكون الاتحاد الأوروبي المشجع الرئيسي لتونس لإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي. وفي سياق آخر قال المفوض الأوروبي "إن الاتحاد الأوروبي لديه ثقة كبيرة في الحكومة التونسيةالجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا برئاسة علي لعريض، والتي ستعمل على كتابة الدستور وتحديد الانتخابات الرئاسية القادمة كما أن الانتقال الديمقراطي في تونس نموذجا سيكون ناجحا. وتابع "نحن نهتم بالدعم السياسي والاقتصادي لتونس وسنواصل العمل على ذلك من خلال النقاش والتفاوض مع جميع الأطراف من أحزاب وحكومة وحتى أطراف المجتمع المدني حول توفير الحاجيات التي تستحقها هذه المرحلة في تونس ، خاصة وأن الوضع في تونس يسير ببطء كبير لكننا سنعمل على انجاح هذه المرحلة". ودعا ستيفان فول جميع الأحزاب إلى العمل في نطاق الاحترام فيما بينها في مناخ هادئ من التوافق والانسجام حتى يدفع ذلك إلى استكمال هذه المرحلة واستكمال كتابة الدستور وتحديد الانتخابات القادمة في مناخ سياسي جيد. وأفاد المفوض الأوروبي أن تونس هي جار مميز بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يقدره كثيرا. مضيفا "تونس اليوم في مرحلة حساسة وأمام مجموعة من التحديات غلا أنه من الممكن القول أن إنجاح الانتقال الديمقراطي ليس صعبا كما أنه ليس حكرا على تونس فقط وإنما سيكون مدعوما من الاتحاد الأوروبي الذي سيكون الشريك الأساسي في سير تونس على هذا الطريق". وللإشارة فإن المفوض الأوروبي المكلف بالتوسعة وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول قام أمس الخميس 14 مارس بزيارة إلى تونس والتي ستتواصل إلى اليوم، إذ سيقوم خلالها بلقاء كل من رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي والأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي وعدد من أطراف المجتمع المدني ورؤساء المؤسسات، في إطار التعاون بين تونس والإتحاد الأوروبي، وتعتبر زيارة ستيفان فول الرابعة إلى تونس منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من جانفي.