تحتفي تونس اليوم بالذكرى ال57 للاستقلال الذي يوافق 20 مارس من عام 1956، يوم التوقيع على وثيقة الاستقلال من طرف تونس ممثلة في الطاهر بن عمار ووزير الخارجية الفرنسي "كريستيان بينو". وقد تمّ التوقيع على وثيقة الاستقلال بعد انطلاق المفاوضات بين المستعمر الفرنسي وتونس يوم 29 فيفري 1956 بعد مفاوضات دامت 18 يوما تعثرت بسبب المماطلة الفرنسية، ثم توصل المناضلون التونسيون مع الوفد الفرنسي المفاوض بالسماح بما تقتضيه من "ممارسة تونس لمسؤولياتها في ميادين الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني". ويشار إلى أن ذكرى الجلاء محطة هامّة في تاريخ تونس والتي تتزامن مع يوم 15 أكتوبر، حيث استرجعت بموجبها تونس سيادتها الكاملة على أراضيها، إذ لم يتوقف النضال عند اعتراف فرنسا باستقلال البلاد في 20 مارس 1956، وتواصل النداء من أجل الحصول على السيادة التامة خاصة بعد تمسك فرنسا بحضور عسكري في عدة مناطق من البلاد من أهمها مدينة بنزرت علاوة عن تمسكها بالمحافظة على أراضي المعمرين الزراعية بأخصب الأرياف التونسية. وقد دامت معركة الجلاء سنوات من يوم الاستقلال إلى إجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن وحصول تونس على استقلالها التام يوم 15 أكتوبر 1963.