سجّل جيش النظام السوري تقدما في عمق بلدة القصير الاستراتيجية، القريبة من الحدود اللبنانية ودخل أفراد الجيش في اشتباكات بشوارع البلدة مع مسلحي المعارضة، وفق ما نقلته وسائل الإعلام السورية الحكومية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" السورية بأن قوات النظام سيطرت على أغلب أجزاء البلدة اليوم الاثنين 20 ماي 2013. وأكّد ناشطون سوريون أن حوالي 23 مسلحا تابعين لحزب الله اللبناني و20 جنديا سوريا، تابعين لنظام الرئيس بشار الأسد قتلوا في الاشتباكات مع المعارضة المسلحة في القصير. وفي سياق متّصل أفاد مسؤولون في الأمن اللبناني تشييع جنازات لعدد من عناصر حزب الله اليوم في لبنان. وأعلن ناشطون ومعارضون سوريون اليوم انّ قوات النظام دخلت في اشتباكات مع مسلحي المعارضة في الشوارع، لكنهم نفوا أن تكون قوات النظام قد حققت تقدما في البلدة. يذكر أنّ بلدة القصير تمثل موقعا استراتيجيا على الحدود اللبنانية، وتضم 30 ألف ساكن، وتفتح السيطرة عليها طريقا للقوات الحكومية من العاصمة دمشق إلى الساحل السوري، أما المعارضة المسلحة فتسمح لها السيطرة على القصير بالعبور من وإلى لبنان بحرية تامة. وفي نفس الإطار تحدّث الائتلاف السوري المعارض عن وقوع "مجزرة" هناك، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية. وكانت القوات الحكومية استعادت في الأسابيع الأخيرة السيطرة على قرى محيطة بالقصير، وحاصرت البلدة الواقعة في محافظة حمص. من جانبها أفادت منظمة الأممالمتحدة الأسبوع الماضي بأنّ حصيلة القتلى في سوريا بلغت 80 ألف قتيل على الأقل منذ بداية النزاع في مارس 2011، أما الناشطون فيقولون إن ما لا يقل عن 120 ألف شخص قتلوا في النزاع إلى حد الآن. وعلى الصعيد الدبلوماسي يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع من أجل الدعوة إلى محادثات سلام بين المعارضة السورية المسلحة والرئيس بشار الأسد. وسيجتمع كيري في الأردن مع شركاء عرب وأوروبيين لبحث تقدّم عملية الانتقال السياسي وإنهاء عامين من الاقتتال في سوريا، ثمّ سيتحوّل وزير الخارجية الأمريكي إثر ذلك إلى زيارة الكيان الصهيوني.