سقط اليوم السبت 25 ماي 2013 قتلى وجرحى في قصف وصفه ناشطون بأنه غير مسبوق من جانب قوات النظام التي يدعمها حزب الله اللبناني على مدينة القصير السورية جنوب حمص، بينما اندلعت مواجهات عنيفة على عدة جبهات في محافظات سورية مختلفة. وأفاد ناشطون بأن مسلحي حزب الله قصفوا صباح اليوم بشكل مكثف ومن كل الاتجاهات مناطق عدة بالمدينة المحاصرة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنّ صواريخ غراد سقطت فوق منازل المدنيين مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أكثر من محور بالمدينة. من ناحية أخرى اندلعت اشتباكات عنيفة بمحيط مدينة وبساتين القصير وقرية الحميدية بين الجيش الحر وقوات النظام، بينما قال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام تفرض طوقا على المقاتلين بشمال المدينة، وتحاول استعادة مناطق بريفها الشمالي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدينة القصير ومناطق بقرى الحميدية والضبعة ومطارها وبساتينها بريفها الشمالي تتعرض لقصف عنيف من قوات النظام التي استخدمت صواريخ أرض أرض، مشيرا لتزامن القصف مع معارك شرسة بين قوات النظام ومسلحين من حزب الله من جهة، ومقاتلين من عدة كتائب للثوار. ورجّح المرصد أن تكون حدة المعارك والقصف محاولة لتحقيق مكاسب قبل خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المقرر بالذكرى ال13 لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان مساء اليوم السبت 25 ماي. وكان عميد بقوات النظام يقود معركة القصير قد قال أيضا لوكالة الصحافة الفرنسية إن 'المسلحين مطوقون من كامل الجهات وليس لهم مكان آخر للهروب إليه كما اعتادوا سابقا، فالطريق نحو مطار الضبعة المحاصر من كافة الجهات الأخرى، هو الوحيد السالك أمامهم، وسنستعيد المطار خلال أيام'. من جانبه أكّد الجيش الحرّ أنه صدّ هجوما ثالثا من قوات حزب الله على مدينة القصير، التي باتت قبلة للأنظار لشراسة المعارك التي تدور فيها، وذلك أمس الجمعة 24 ماي 2013. وقال الرائد عبد الحليم غنوم، عضو المجلس العسكري الأعلى في هيئة أركان الجيش الحر لجبهة القصير، إن عدد قتلى حزب الله في المدينة يتجاوز 150. كما أعلن أن جيش النظام مدعوما بقوات حزب الله، لم يتمكنوا من اقتحام القصير، وأن الجيش الحر صد محاولة ثالثة لاقتحام القصير عبر منطقة الحميدية. في حين تناقلت وسائل إعلام النظام خبر إحراز قوات الأسد تقدما تمثل بالوصول إلى حي الحميدية في البلدة ، إلا أن المعارضة نفت ذلك، مدعمة نفيها بالصور. يبقى الثابت الوحيد والواضح أن معركة القصير أضحت واحدة من المحطات الكبرى في مسيرة القتال في سوريا، والطرفان ينويان الرمي بكل أسلحتهما من أجل حسمها. من جهة أخرى، أعلن مركز حلب الإعلامي أن حريقا كبيرا شبّ في السجن المركزي وسط اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، وكان سقط 73 قتيلا أمس بنيران قوات النظام، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بينما تجددت المعارك بشكل عنيف في الغوطة الشرقيةلدمشق. يشار إلى أن القصير التي يقطنها الآن نحو 25 ألف نسمة، تعد صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري. من جانب آخر، اندلعت فجر اليوم مواجهات بين الجيش الحر وقوات النظام بمعضمية الشام في ريف دمشق، وأفادت لجان التنسيق بأن صاروخا من طراز سكود سقط بالريف الغربي لمدينة الرقة بعد منتصف الليل. وفي دمشق، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت حي برزة مما أوقع قتلى وجرحى، ودمر عددا من المنازل. وقال الجيش الحر إنه تصدى لمحاولات النظام اقتحام الحي من جهة مستشفى تشرين العسكري. وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة فجر اليوم يبرود والزبداني في ريف دمشق، كما قصفت معظم أحياء مدينة دير الزور براجمات الصواريخ، بينما وقعت اشتباكات متقطعة بين الثوار وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب. أما في ريف اللاذقية، فقد أفاد ناشطون باستمرار القصف المدفعي والصاروخي العنيف مستهدفا قرى ناحية ربيعة وقرى 'بيت أبلق -الحلوة- الخضراء'. وفي محافظة درعا قصفت قوات النظام درعا البلد بالمدفعية الثقيلة والدبابات وأحياء درعا البلد، وقصفت مدينة داعل بالتزامن اشتباكات بمحيط اللواء 52 بالحراك. وقال ناشطون إن قوات النظام أحرقت الأراضي بحاجز المعصرة في محمبل من جهة جبل الزاوية بريف إدلب. يأتي ذلك بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 13 قتيلا بمحافظات مختلفة بينهم أربع سيدات وطفلان وواحد من الجيش الحر.