شهد اليوم الثلاثاء 18 جانفي 2013 افتتاح المؤتمر الوطني لمناهضة العنف والإرهاب احتجاجات عارمة ضد حضور عادل العلمي رئيس الجمعية الوسطية للإصلاح و التوعية الذي وصفه جمع من الحضور بالإرهابي. وتم توجيه اتهامات لعادل العلمي بأنه مساند و متورّط في العنف والإرهاب و طالبه بعض الحضور بالمغادرة رافعين في وجهه شعار "ديقاج" إلا أنه رفض المغادرة و صرّح بأنه يشارك في المؤتمر ليبرهن أنه ضد العنف والإرهاب. ورغم الاحتجاجات تمسك رئيس الجمعية الوسطية للإصلاح و التوعية بالبقاء وتدخلت العديد من الأطراف لتهدئة الوضع.كما تعرض عدد من الإعلاميين إلى الاعتداء اللفظي والصد عن العمل من طرف لجنة تنظيم المؤتمر. ورفعت في هذا المؤتمر عدد من الشعارات الحزبية تتهم أطراف سياسية بعينها باغتيال شكري بلعيد، مما جعل ممثل حركة النهضة نور الدين العرباوي ينسحب،معتبرا أن المؤتمر قد حاد عن أهدافه وأصبح اجتماع شعبيا لحزب معين وهو ما لا نقبله. وفي تصريح لوكالة "بناء نيوز" قال عادل العلمي إن "حضوره في هذا المؤتمر يأتي على خلفية مناهضته للعنف ونبذه بمختلف أشكاله، وإن ما وقع اليوم يدل أن بعض الأطراف المنظمة لهذا المؤتمر مارست العنف بخلاف أهداف هذا المؤتمر، وتبين بالدليل أن هذه الأطراف أصبح العنف لديها عقيدة وممارسة، مؤكدا أن الإقصاء وعدم قبول الآخر هو الذي يغذي العنف". وفي تعليقه عن ما وقع اليوم من مناوشات قال صلاح الدين الجورشي في تصريح لبناء نيوز إن" تصرف لجنة التنظيم مع حضور عادل العلمي خاطئ ويغذي ثقافة الإقصاء وهذا الأسلوب يعطي نتائج عكسية وتبريرا للعنف، ويجب في هذا الإطار توفير أرضية وفضاء مفتوح لبدأ حوار جدي يقطع مع ثقافة الإقصاء وضرورة القبول بالآخر". وفي كلمة الافتتاح قال عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان إن "هذه المؤتمر ستنبثق عنه وثيقة إستراتيجية وطنية تعمل لا على مناهضة العنف فحسب وإنما الإرهاب الذي بات يشكّل خطرا يهدّد أمن التونسيين. كما ستخصّص الحصة الصباحية لتقديم الورشات التي سوف تعمل على بلورة استراتيجية وطنية لمقاومة العنف والإرهاب كل واحدة حسب موضوعها على أن تصاغ خلال الحصة المسائية وثيقة الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف والإرهاب". وأكد بن موسى أن انعقاد المؤتمر الوطني لمناهضة العنف والإرهاب يأتي وما تعرفه تونس من أوضاع خطيرة خاصة تنامي ظاهرة العنف بكل أشكاله. وقال بن موسى نريد من هذا المؤتمر نشر ثقافة نبذ العنف وأن يطبق القانون على الجميع مع احترام حقوق الإنسان. وأضاف بن موسى أن الوثيقة الإستراتيجية التي سينبثق عنها المؤتمر ستؤكد على استقلالية القضاء وخلق مناخ من التحاور واحترام الرأي المخالف، كذلك تحييد المعاهد والمساجد عن التوظيف السياسي والحزبي. بدوره أكد غازي الغرايري المنسق العام لمؤتمر الوطني لمناهضة العنف والإرهاب أن الانتقال الديمقراطي لن ينجح في مناخ يسوده العنف والإرهاب. واعتبر الغرايري أن تنامي ظاهرة العنف يتطلب تشريك كل القوى السياسية والمجتمع المدني لصياغة وثيقة إستراتيجية لمكافحة العنف والإرهاب. وسيتابع المؤتمر أشغاله غدا الأربعاء بمقرّ الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة، وسيلقي خلاله الرؤساء الثلاثة كلمة بالمناسبة. وستقرأ خلاله لائحة مناهضة العنف ضدّ المرأة ومشروع القرار الخاص بالهيئة الوطنية لمناهضة العنف ومكافحة الإرهاب فضلا عن إقرار يوم 6 فيفري كيوم وطني لمناهضة العنف علاوة على عرض وثيقة الخطة الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ومكافحة الإرهاب.