أظهر استطلاع للرأي نشر اليوم الثلاثاء 9 جويلية أجراه مركز الشفافية الدولية أنّ الفساد ازداد سوءا في معظم الدول العربية منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 رغم أن الغضب على فساد المسؤولين كان سببا رئيسيا في تفجيرها. وكشف المسح أنه في ثلاث دول من بين أربع دول شهدت انتفاضات الربيع العربي، وهي تونس و مصر واليمن، شعر غالبية المشاركين في الاستطلاع أن مستوى الفساد زاد خلال العامين الماضيين. وفي مصر قال 64 في المائة أن الفساد ازداد سوءا بينما بلغت النسبة 80 في المائة في تونس. وكان الاستثناء الوحيد ليبيا حيث قال 46 في المائة فقط أن البلاد أصبحت أكثر فسادا. وصنّف 78 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي في مصر الشرطة على أنها فاسدة أو فاسدة جدا. وبلغت هذه النسبة 65 في المائة بالنسبة للقضاء و45 في المائة بالنسبة للجيش المصري. وأظهر المسح أيضا استياء متناميا في عدد كبير من الدول العربية التي لم تشهد ثورات لكن انتفاضات الربيع العربي صعدت التوترات السياسية فيها. ففي لبنان قال 84 في المائة ان الفساد زاد خلال العامين الماضيين وبلغت النسبة في المغرب 56 في المائة وفي العراق 60 في المائة. ووصلت النسبة في الاردن 39 في المائة بينما قال 44 في المائة ان مستوى الرشوة ظل على حاله. وقال "كريستوف ويلك" مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز الشفافية الدولية إن الشرطة والقضاء والأحزاب السياسية في الدول العربية بحاجة إلى إصلاح حتى تكسب ثقة المواطنين لكن في إطار الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت بعد الانتفاضات لم يكن لدى الحكومات الوقت أو الطاقة لتبني مثل هذه الاصلاحات، وأضاف أنّ هناك تناقضا بين السياسة والخطاب وأنه على سبيل المثال وفي مسعى إلى جذب الاستثمارات الخارجية تصالحت الحكومة المصرية مع بعض رموز نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أدين بالفساد. وشمل المسح استطلاع رأي نحو 1000 شخص في كل دولة في الفترة ما بين شهري سبتمبر ومارس من هذا العام.