شهدت عدة مدن مصرية مداهمات أمنية خلال الأيام القليلة الماضية لمقار وأفراد من جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، حيث قالت قوات الأمن إنها تأتي في إطار حملة للقبض على "مطلوبين أمنيا"، بينما اعتبر مسؤولو الجماعة أن هذا الأمر "لن يرهبهم أو يمنعهم من الاستمرار في مظاهراتهم السلمية". وفي مدينة الدقهلية (شمال)، أفادت مراسلة الأناضول أن قوات الأمن داهمت فجر اليوم الخميس منزل محمد الدسوقي، القيادي بجماعة الإخوان في المحافظة، حيث قامت باعتقاله، واعتقلت مساء أمس الأربعاء بكر فوزي فارس، القيادي بالجماعة ومدير نقابة الصيادلة بالدقهلية أثناء تواجده بمنزل شقيقته. وبذلك، يرتفع عدد قيادات الإخوان المسلمين الذين جرى اعتقالهم في محافظة الدقهلية خلال اليومين الماضيين إلى 11 شخصا، بينهم إبراهيم أبو عوف، أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية. وفي مدينة الفيوم، جنوب غرب القاهرة، بدأت قوات الشرطة في مداهمة عدد من منازل القيادات والأعضاء بجماعة الإخوان المسلمين للقبض عليهم، منذ ثلاثة أيام. وخلال اليوم الأول للحملة (فجر الاثنين الماضي) داهمت القوات منازل 3 من قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالمدينة، بهدف القبض عليهم إلا أنها لم تجدهم. وفى اليوم الثاني داهمت القوات منازل 3 من قيادات الحزب والجماعة بالفيوم فجرا، دون أن تجدهم كذلك. غير أنها في اليوم الثالث، فجر الأربعاء، تمكنت القوات من القبض على القيادي بالجماعة والبرلماني السابق، حمدي طه. وأدان مصطفى عطية، مسؤول المكتب الإداري للإخوان بالفيوم، عودة من وصفهم ب"زوار الفجر" من جديد (مصطلح يطلق على أفراد أجهزة أمنية في مصر نظرا لقيامهم بعملية المداهمة والقبض فجرا)، ومداهمة المنازل، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تكشف ما قال إنه "محاولات القضاء على كل مكتسبات وأهداف ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011) التي كنا ننادي بها وهى عيش، حرية، عدالة اجتماعية، وتحطيم الحريات وتكميم الأفواه". واختتم عطية تصريحه قائلا: إن "حملات الاعتقالات لن ترهبنا، ونحن مستمرون في مظاهراتنا السلمية حتى عودة الشرعية المتمثلة في الرئيس (المعزول) محمد مرسي". وذكر مصدر أمني بمديرية أمن الفيوم أن "المداهمات تستهدف العناصر المحرضة على التخريب وحرق واقتحام المقرات الشرطية، ومبنى الديوان العام والمنشآت العامة خلال الأيام الماضية، وأيضا الذين حرضوا على قتل رجال الشرطة". وأشار المصدر إلى أن "قوات الأمن التي تداهم المنازل لديها تعليمات بعدم المساس بأسر هؤلاء المتهمين والمطلوبين للعدالة". وفي مدينة الإسكندرية الساحلية (شمال)، اعتبر البعض أن الحملة الأمنية ضد كوادر الجماعة، بدأت الأحد 11 أغسطس/آب الجاري، عندما داهمت قوات الأمن منزل القيادي الإخواني صبحي صالح ولم تجده في منزله، بينما كانت البداية الفعلية أو اللافتة فجر الاثنين الماضي. وفي هذا اليوم داهمت الشرطة منازل 34 من قيادات وكوادر حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة، وتمكنت من القبض على 7 منهم تواجدوا في منزلهم حال المداهمة. وقامت قوات الأمن بإغلاق المركز الإعلامي للجماعة بالإسكندرية، الأحد الماضي، حيث هاجمت القوات الأمنية مقر شركة كانت تستخدمها الجماعة كمركز إعلامي، بعد بلاغ جيران بوجود أجهزة تشويش بها، بحسب بيان أمني. وأوضحت قوات الأمن أن حملاتها تأتي بعد "تقنين الإجراءات"، وبالاشتراك مع ضباط الإدارة العامة للأمن الوطني (أمن الدولة سابقا)، والأمن العام، والأمن المركزي (مكافحة الشغب)، وأن ذلك يأتي "في إطار خطة مسبقة لضبط المتهمين الهاربين والمطلوبين في قضايا والخارجين عن القانون". ومن جانبه أدان أنس القاضي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية، ما وصفه ب"عودة زوار الفجر من جديد، ومداهمة منازل واعتقال كل من يعارض الانقلاب العسكري". أما في مدينة الإسماعيلية، (الواقعة على المجرى الملاحي العالمي، قناة السويس)، فشنت أجهزة الأمن هناك بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني، حملة مداهمات واسعة على منازل ومكاتب أعضاء وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة ومراكزها منذ فجر الاثنين، تم خلالها إلقاء القبض على نحو 16 من أعضاء الجماعة، كان من بينهم القيادي بحزب الحرية والعدالة والبرلماني السابق حمدي إسماعيل. وقالت مصادر من جماعة الإخوان المسلمين في المدينة إن "حملة المداهمات تشمل منازل ومكاتب قيادات وأعضاء بجماعة الإخوان من البارزين في العمل في فترة النظام السابق"، مؤكدين أن "حملات المداهمات تتم في الساعات الأولى من الفجر وآليات التعامل مع أهالي وأسر المطلوبين أرجعت للذاكرة ممارسات زوار الفجر". وبين مصدر أمني مسؤول بالإسماعيلية أن أجهزة الأمن تمكنت حتى الآن من إلقاء القبض على 3 من أهم قيادات الجماعة بالإسماعيلية، ووجهت النيابة لهم تهمة التحريض على القتل وتخريب المنشآت العامة وحيازة أسلحة وإثارة العنف والشغب". وفي مدينة بورسعيد، المدخل الشمالي لقناة السويس، أعلنت جماعة الاخوان عن قيام أجهزة الأمن، فجر اليوم الخميس، باعتقال الشافعي برهان مدير الدعوة بمديرية الاوقاف والقيادي بالجماعة من منزله بحي الزهور في مدينة بورسعيد، مركز المحافظة، إضافة إلى محمد الحلوجى القيادي بالجماعة من منزله بمدينة بور فؤاد. وفي مدينة السويس قال "تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده جماعة الإخوان بمحافظة السويس (المدخل الجنوبي لقناة السويس)، إن قوات الأمن نفذت صباح اليوم مداهمات لعدد من منازل قيادات إسلامية، دون الإشارة للقبض على أحد منهم. وألقت قوات الأمن القبض على 26 من قيادات وعناصر جماعة الإخوان في محافظة أسيوط، جنوبا، بينهم يحيي كشك محافظ أسيوط السابق، بحسب ما ذكرته مصادر أمنية اليوم. وفي مدينة بني سويف، جنوبالقاهرة، بدأت حملة المداهمات والاعتقالات باقتحام فيلا محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بشرق النيل بمدينة بني سويف الخميس الماضي. وشملت الحملة عددا من نشطاء التيار الإسلامي بالمحافظة، منهم قيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وقيادي سابق بحزب النور، وقيادي بحركة حازمون المؤيدة للداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، بالإضافة لعدد آخر من النشطاء، ومداهمة منازل آخرين لم يكن أصحابها موجودين بها. وفي السياق صرح مصدر أمني بمديرية أمن بني سويف أن قوات الجيش والشرطة ألقت القبض، الأربعاء، على أحمد يوسف أمير الجماعة الإسلامية ببني سويف من منزله، ضمن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الجيش والشرطة ضد عدد من قيادات التيار الاسلامي في المدينة. وطالت حملة المداهمات مركز الإيمان الطبي التابع للطبيب، نهاد القاسم، أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة، وكذلك داهمت قوات الجيش مبنى مدرسة وجمعية الدعوة الإسلامية، وهي مؤسسة خدمية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وألقت القبض على 35 شخصا كانوا متواجدين بالمدرسة. وفي سياق متصل، قررت نيابة بنى سويف، الأربعاء، حبس 44 من قيادات أعضاء وكوادر جماعة الإخوان الذين ألقى القبض عليهم مؤخرا 15 يوما على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليهم النيابة تهمة حمل السلاح والتهديد لاستخدام العنف ومقاومة السلطات وتقدير السلم الاجتماعي وحرق منشآت وقتل أبرياء وحيازة أسلحة بدون ترخيص. ولم يتسن الحصول بشكل فوري على حصيلة لعدد من تم القبض عليهم من السلطات الأمنية في تلك المدن.