اعتبر وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي أنّ موسم الحج لسنة 2012 ناجح لكنّه شهد بعض النقائص والاخلالات كذلك، وفي هذا السياق أبرز الوزير أنّ الإشكال الأوّل الذي واجه البعثة التونسيّة هو كبر سنّ الحجيج إذ أنّ معدّل الأعمار وصل 62.63 سنة حيث أنّ الحجيج الّذين فاقت أعمارهم 80 سنة نسبتهم 5 بالمائة بينما من فاقت أعمارهم 70 سنة فنسبتهم 26 بالمائة، وأكبر حاج تونسيّ هي إمرأة سنها 101 وأصغر حاج سنّه 23 عاما. وتابع الخادمي أنّ المشهد الذي ساده كبر سنّ الحجيج رافقه وضع صحيّ صعب لجلّ هؤلاء إذ أنّهم يعانون من أمراض مزمنة على غرار السكري وضغط الدم وقلة السمع وضعف البصر فضلا عن مرض فقدان الذاكرة الذي تسبّب في ضياع البعض منهم وأنّه على سبيل المثال ذهب 121 حاجا تونسيّا على عربة ممّا احتاج كلّ منهم مرافقا. أخطاء الحجيج والإشكال الثاني الذي بيّنه الخادمي، خلال اللقاء الإعلاميّ الذي انتظم اليوم الجمعة 2 نوفمبر بالقصبة، هو أنّ بعض الحجيج يجهلون أحكام الحج رغم أنّ الوزارة بذلت مجهودا في التوعية منذ فيفري 2012 ممّا جعل بعض الحجيج لا يدرك قبل ذهابه إلى البقاع المقدسة الإجهاد البدنيّ بسبب العديد من العوامل من بينها تغير السكن والأكل ونسق العبادات من صوم وصلاة وشعائر الحج. وأشار وزير الشؤون الدينيّة إلى أنّ عدم استجابة بعض الحجيج للإرشادات والنصائح أو الذهاب من الفندق دون مرافق خلق العديد من المشاكل وتوهان بعضهم. تراكمات العهد السابق وقال الخادمي إنّه بالنسبة إلى السكن فإنّ إلغاء موسم الحج سنة 2009 من قبل النظام السابق تواصلت تداعياته إلى حدود هذا الموسم حيث كان الحجيج في الماضي يفرز من بينهم 6 آلاف حاج قانونيا بينما النصيب المتبقي لتونس وهو قرابة 2000 أو 3 آلاف حاج يخيّرون بطريقة عشوائية دون مراعاة الأولوية في التقدم بالملف أو الحج لأول مرّة أو تكرار الحج مرارا، موضّحا أنّ الوزارة ستبحث في هذا الموضوع بأكثر دقّة. وأضاف الخادمي أنّ الوزارة اختارت هذه السنة ثلاث مقرات للسكن وهي المقر القديم في غزّة وفيه حوالي 2500 حاج حسب عقد أمضي مع هذا الفندق منذ 3 سنوات ويبعد عن مكّة 1200 م، أمّا الجديد هذه السنة فهو فندق "لو ميرديان" وهو موصول بالحرم بواسطة نفق وفيه 6500 حاج بينما ثالث الفنادق فهو فندق العزيزية الذي يبعد 3.5 كلم عن الحرم وفيه 2500 حاج. وعن فندق العزيزية قال الخادمي إنّه كان اختيارا خاطئا حيث كان النقل يصل إلى هذا الفندق متؤخِّرا أو لا يصل أبدا خاصّة خلال أيام "منى" لذا كان من الأجدر أن نكون حريصين أكثر في هذا الاختيار، وازداد الأمر تعقيدا في أيام 5 و6 و7 ذي الحجة باعتبار أنّ ملايين الحجيج يطوفون ويسعون في نفس الوقت ممّا جعل السلطات السعودية تغلق كل المنافذ المؤدية الحرم إما جزئيا أو كليّا وذلك لسلامة الحجيج أثناء التدافع. وأكّد وزير الشؤون الدينيّة أنّ وزارته ستخضع مسألة فندق العزيزيّة إلى تقييم دقيق بعد عودة كلّ الحجيج، مضيفا أنّه إلى حدّ الآن هناك تائه وحيد وهو فاقد للذاكرة بينما توفي 13 حاجا تونسيّا. ونفى الخادمي صحّة الصور التي بثّت عن مخيّمات تونسية ألقيت أمامها الفضلات قائلا إنّها صور جنسيات أخرى وأنّ الحجيج التونسيين لم يقضوا ايّ ليلة خارج المخيّمات.