قراصنة يخترقون وزارة دفاع بريطانيا ويصلون إلى رواتب العسكريين    الصحة العالمية تحذر من شن عملية عسكرية في رفح    سعيد.. سيحال على العدالة كل من تم تعيينه لمحاربة الفساد فانخرط في شبكاته (فيديو)    بالفيديو: قيس سعيد: تم اليوم إعادة حوالي 400 مهاجر غير نظامي    في لقائه بخبراء من البنك الدولي: وزير الصحة يؤكد على أهمية التعاون المشترك لتحسين الخدمات    صادرات قطاع القوارص ترتفع بنسبة 15,4 بالمائة    النادي الصفاقسي يوضح تفاصيل احترازه ضد الترجي    معبر راس جدير والهجرة غير النظامية أبرز محاور لقاء قيس سعيد بوزير الداخلية الليبي    جامعة كرة القدم تحدد موعد جلستها العامة العادية    مجلس الحرب الصهيوني يقرر استمرار العملية العسكرية في رفح    أريانة.. غلق المصب العشوائي بسيدي ثابت    طقس الليلة: مغيم مع هبوب رياح قوية في كافة مجالاتنا البحرية    ياسمين الحمامات.. القبض على تونسي وامرأة اجنبية بحوزتهما كمية من المخدرات    هل يساهم تراجع التضخم في انخفاض الأسعار؟.. خبير اقتصادي يوضّح    فتح بحث تحقيقي ضدّ المنصف المرزوقي    مدنين: حجز أكثر من 11 طن من الفرينة والسميد المدعم وحوالي 09 أطنان من العجين الغذائي    لأول مرة في مسيرته الفنية: الفنان لمين النهدي في مسرحية للأطفال    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة 'سينما تدور'    وفاة مقدم البرامج والكاتب الفرنسي برنار بيفو    رياض دغفوس: لا يوجد خطر على الملقحين بهذا اللقاح    بمناسبة اليوم العالمي لغسل الأيدي: يوم تحسيسي بمستشفى شارل نيكول حول أهمية غسل الأيدي للتوقي من الأمراض المعدية    كرة اليد: المنتخب التونسي يدخل في تربص تحضيري من 6 إلى 8 ماي الجاري بالحمامات.    مدنين: استعدادات حثيثة بالميناء التجاري بجرجيس لموسم عودة أبناء تونس المقيمين بالخارج    فيديو/ تتويج الروائييْن صحبي كرعاني وعزة فيلالي ب"الكومار الذهبي" للجوائز الأدبية..تصريحات..    التيار الشعبي : تحديد موعد الانتخابات الرئاسية من شأنه إنهاء الجدل حول هذا الاستحقاق    عاجل : القاء القبض على السوداني بطل الكونغ فو    تصنيف اللاعبات المحترفات:أنس جابر تتقدم إلى المركز الثامن.    تعرّض أعوانها لإعتداء من طرف ''الأفارقة'': إدارة الحرس الوطني تُوضّح    بداية من مساء الغد: وصول التقلّبات الجوّية الى تونس    ناجي جلّول يترشح للانتخابات الرئاسية    نسبة التضخم في تونس تتراجع خلال أفريل 2024    سليانة: حريق يأتي على أكثر من 3 هكتارات من القمح    الفنان محمد عبده يكشف إصابته بالسرطان    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمواجهات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة تفادي النزول    جندوبة: تعرض عائلة الى الاختناق بالغاز والحماية المدنية تتدخل    عاجل/حادثة اعتداء تلميذة على أستاذها ب"شفرة حلاقة": معطيات وتفاصيل جديدة..    الفنان محمد عبده يُعلن إصابته بالسرطان    عاجل/ حزب الله يشن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على مستوطنات ومواقع صهيونية    مطالب «غريبة» للأهلي قبل مواجهة الترجي    صادم: قاصرتان تستدرجان سائق سيارة "تاكسي" وتسلبانه تحت التهديد..    اليوم: طقس بمواصفات صيفية    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة السابعة    القيروان ...تقدم إنجاز جسرين على الطريق الجهوية رقم 99    عمر كمال يكشف أسرارا عن إنهاء علاقته بطليقة الفيشاوي    مصادقة على تمويل 100 مشروع فلاحي ببنزرت    زلزال بقوة 5.8 درجات يضرب هذه المنطقة..    عاجل/ مقتل شخصين في اطلاق نار بضواحي باريس..    أنباء عن الترفيع في الفاتورة: الستاغ تًوضّح    أهدى أول كأس عالم لبلاده.. وفاة مدرب الأرجنتين السابق مينوتي    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنّان بلقاسم بوڨنّة    اجتماع أمني تونسي ليبي بمعبر راس جدير    جمعية مرض الهيموفيليا: قرابة ال 640 تونسيا مصابا بمرض 'النزيف الدم الوراثي'    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصاد سنة 2012 في ليبيا يفتح الأمل على مستقبل واعد رغم التحديات الجسام

بحلول سنة 2012 كانت كل ليبيا قد تحررت من فُلول النظام السابق بعد أكثر من أربع عقود من الاستبداد المُمنهج وتغييب أبسط أسس الدولة والمواطنة، فقد قُتل القذافي في 20 أكتوبر من سنة 2011 وعرف طاغية ليبيا السابق نهاية مأساوية، بعد أن كان سقوط نظامه ومليشياته حُلما من أحلام الليبيين والليبيات و بالتالي بدأ الشعب ينعم بالحرية و كُلّ أمله أن يعيش في أمان وسلام دون سفك دماء دون خطف وقتل، دون تعذيب للسجناء ودون اتهامات يُطلقها البعض ضد البعض وهو حال ليبيا طوال 42 سنة من حكم المقبور، و بدأ الأمل كبيرا في تذوق طعم الديمقراطية والمحافظة على أسس الهوية الليبية حيث بدأ الأمل كبيرا لدى كل الليبيين والليبيات في بناء ليبيا الغد المشرق ليبيا الجميع وبدون استثناء أو إقصاء.
· سنة 2012 في ليبيا: وفاق وانتخابات بعدأشهر من التجاذبات:
مع بداية عام 2012 بدأ تلمس خطوات البناء ووضع أسس الدولة ولكن بالتوازي مع ذلك بدأ التنافس على السلطة بين عدة تيارات وبدأ الحديث عن تنصل البعض من مبادئ ثورة 17 فبراير وصار الحديث عن تضخم حضور "المليشيات" (و هي من حكم ليبيا حسب رأي البعض من المتابعين في الداخل والخارج في الفترة الأولى التي تلت التحرير)، و بدأت فلول الثورة المضادة في التحرك هنا وهناك بتناغم تام مع الثورة المضادة في كل من مصر وتونس أيضا وبإرادة بعض القوى الدولية الساعية لحرق ثورات الربيع العربي.
ولقد بدت خطوات المجلس الوطني الانتقالي المؤقت بعد التحرير ومع بداية السنة مُتثاقلة وبدأ التردد حيث تخبط المجلس في حل عديد الملفات (رغم بعض الانجازات و الخطوات المقطوعة في بعض المجالات ووفقا لرأي البعض)، وقد سبح المجلس في اتجاهات غريبة وطويلة دون تحديد أهداف، بل وتحول المجلس إلى تنفيذي وتشريعي وقضائي بل أن بعض أعضائه تاهُوا في تلبية مطالب هنا ومطالب هناك لصالح أطراف بعينها، ولم يستطيع المجلس الحدّ من نفوذ بعض القوى بل و انصاع في نفس الوقت لقوى أخرى، وأصبحت النخب السياسية تتخبط أيضا في رؤيتها لمستقبل ليبيا، بل تم اتهام بعضها بأنها تنعم بحماية المليشيات وأنها تنعم بالراحة بعيدا عن آمال وآلام ومشاغل الليبيين اليومية والمعيشية بل و تتفنن في إصدار الفتن والأقاويل، و أصبح همّها بنسب متفاوتة هو الوصول للسلطة لا غير، إن تلك النخب السياسية ومن مختلف الإيديولوجيات الدينية والليبرالية والعلمانية والقبلية و الجهوية والطائفية والملكية، لم يستطع حتى المجلس السيطرة عليها وإنما اندمج بها جميع أعضاء المجلس الوطني الانتقالي و واتجهت الأمور نحو السير إلى بؤرة صراع إيديولوجي قويّ يحاول كل واحد فرض سيطرته ولو بالقوة في حين كانت الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الرحيم الكيب في موقف ضعيف و يرى البعض من المتابعين أنه منذ اليوم الأول تقسمت ادوار الوزراء وفقا للإيديولوجيات التي يحملونها، و قيل يومها أن التيار الإسلامي سيطر على مقاليدها (رغم انسحابه في نهاية الأمر وفسّر خُصومه ذلك بأنه لم يحقق شيء ولا يريد إن يحسب عليه فشل حكومة الكيب).
لقد انحسر سخط الجماهير والثوار على حكومة الكيب رغم أن المجلس الوطني الانتقالي هو من جلب هذه الحكومة وهو المسؤول الأول والأخير عن أي فشل أو نجاح لها.
لقد تم استغلال تلك الحكومة – حكومة الكيب - من طرف البعض بعيدا عن مصالح الشعب الليبي، رغم أن بها كفاءات وخبرات ممتازة، و لقد رمى أعضاؤها بأنفسهم في تلك المحرقة – محرقة الوضع السياسي في بداية السنة - وهم فعلا يملكون الشجاعة وخاصة أنهم تولوا المسؤولية في بلد لا يوجد به قانون سابق و لا توجد به شرطة مُتمرّسة أو جيش له تجربة سنوات وإنما كل ذلك هو قيد عمليات البناء والتأسيس مصحوب بحضور كبير ومكثف ومواز للمؤسسات الرسمية لمجموعات منظمة وقليلة التجربة يتهما البعض بأن أقرب للمليشيات.
ورغم ذلك وبروح الثورة و حب الحفاظ عليها من القوى المضادة فتم تحدي العراقيل و استطاع الجميع الوصول إلى التوافق في إجراء انتخابات كانت نزيهة بامتياز بشهادة كل المراقبين في الداخل والخارج وخرجت ليبيا منتصرة من جديد بعد انتصاري تفجر ثورة 17 فبراير و تحرير ليبيا من كتائب القذافي نهائيا، مما رسم خارطة طريقة واضحة بعد تشكيل المؤتمر الوطني وانتخاب رئاسة له وتشكيل حكومة شرعية بقيادة علي زيدان (بعد أخذ ورد وتجاذب بين جميع الفرقاء في تشكيلها).
2- سلبيات حصاد 2012 في ليبيا:
يمكن تلخيص سلبيات مسار سنة 2012 في النقاط التالية :
- بروز تيارات دينية قوية مند بداية العام حاولت وفقا لعديد القراءات استغلال الدين لأبعاد القوى الوطنية أو مجال فعل القوى الإسلامية المُعتدلة ( العدالة والبناء – الوطن ...)، مما إربك مسار العمل الحكومي سوى المؤقتة بقيادة الكيب أو الحالية بقيادة زيدان أو حتى عمل المجلس الوطني.
- بروز قوى أخرى لبعض النزعات و الجهويات والرؤى و عملها على تكوين دولة داخل الدولة مما سمح للآخرين بأعمال عمدت بعض الأطراف على نسبتها لتيارات معينة وهي بعيدة عنها.
- بروز الفدراليين ومناداتهم باللامركزية، وهذا نتيجة ضعف الحكومة والمجلس في تلك الفترة.
- تباعد كل الدول الصديقة وتركها ليبيا تغوص وتتدحرج في اتجاه التجاذبات بين الفرقاء وبعض تلك الدول ساهمت في ذلك أصلا، ولكن الشعب الليبي وقواه الحية كانا في الموعد للحفاظ على الثورة ومكاسبها والدفع بها من أجل تحقيق أهدافها واستكمال مهامها (نسب المشاركة في التصويت مثالا).
- إهدار الكثير من الأموال وفي كل الاتجاهات وكان مفروضا مراقبتها وفقا لرأي العديد من الخبراء، فالجرحى مثلا كان يجب علاجهم خارج ليبيا لأن قطاع الصحة متهالك ولكن مراقبة الصرف كانت معدومة والتي أسهمت في إهدار الكثير من الأموال (وفقا لرأي بعض الخبراء ووزير الصحة السابق مثلا).
- حكومة الكيب كانت ضعيفة ولم تحقق أولويتها لغياب القيادة الحازمة والقوية وكل من كان بها هم تكنوقراط وإداريين وأكاديميين ولا تجد روح القيادة أو روح فريق العمل متجانسة داخل هذه الحكومة كما كان بالمكتب التنفيذي.
- المجلس الوطني الانتقالي المؤقت كان همه هو الوصول بالليبيين والليبيات إلى الانتخابات ولم يتدخل ويُغيّر الحكومة عندما شعروا في شهر مارس 2012، بأن الحكومة ضعيفة والشارع غير راض عليها وخاصة بعض الوزارات تحديدا.
- لم تستطع الحكومة (حتى الحالية أيضا) تلبية حاجيات المواطن من دواء وأمن واستقرار ومنع التعذيب والخطف والقتل ونهب أموال الدولة وحماية حدود الدولة الليبية (وهي عديدة باعتبار أن ليبيا لها حدود مشتركة مع تونس والجزائر والتشاد ومصر و السودان....).
- عدم القدرة في إيجاد وسيلة لجمع وضم السلاح من الناس ومن المقاتلين السابقين رغم الخطط والأوامر والتوافقات والإجراءات.
- صرف مبالغ مالية للثوار دون ضوابط علمية وموضوعية مما جعل الكثير من الأموال تُهدر وبدون فائدة والى ناس لم يكونوا أصلا ثوار وفقا لتقديرات مسؤولين ليبيين سابقين في حكومة الكيب.
- التجاذبات والصراع والإقصاء بين النخب السياسية دون وضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار، مما نفر الرأي العام الليبي والطلبة والشباب من القوى السياسية (تناقض النتائج في الانتخابات بين القائمات والأفراد).
- ضعف الحضور الليبي على الصعيد الدولي لضعف إستراتيجية وزارة الخارجية والتي انهمكت في تغيير الموظفين والإدارات دون أن تقوم بمواصلة العمل مع الدول الصديقة ودول الجوار لتسليم أعضاء النظام السابق وإرجاع الأموال الليبية المنهوبة أو وضع اليد عليها في حد أدنى.
- يرى البعض أن المؤتمر الوطني العام صار على نهج المجلس الوطني الانتقالي المؤقت وأصبح تنفيذي وتشريعي، خاصة وأن العديد من أعضائه تنقصهم الخبرة ولم يدربوا علي العمل البرلماني أو العمل القيادي، إضافة إلى أنه لم ينجز أي شوط يذكر في أمرين هما من أولوياته: صياغة الدستور والتحضير للانتخابات القادمة.
- عدم التقدم في ملف المصالحة الوطنية من طرف المؤتمر الوطني فالآلاف من الليبيين والليبيات مُهجّرين من بيوتهم قصرا داخل وخارج ليبيا وصار يصدر في قرارات الحرب والعزل السياسي والتعذيب وزيارات رئيسه الغير منقطعة لعدة دول أو جهات.
- القضايا العالقة لم تحل مثل مقتل اللواء عبد الفتاح يونس و أهالي تاورغاء مازالوا غير مستقرين، نهب أملاك الدولة، المركزية المفرطة، حقوق الإنسان ومنع التعذيب، السجناء وهم في كل مكان و لا يعرف ما هو مصيرهم؟، وكل هذه مشاكل من الصعب حلها بين يوم وليلة ولكن يجب الانطلاق و البدء في وضع حلول.لها فالناس لا تقتنع بحل إلا إذا رأت بريق أمل.
- المجلس الوطني الانتقالي المؤقت والحكومة المؤقتة والآن المؤتمر الوطني العام، لم يعيروا أيّ اهتمام للجالية الليبية بالخارج لأنها قدمت الكثير وهم خبرات وكنز لليبيا ويتمنى الجميع أن تكون لهم لفتة من الحكومة الحالية وخارطة طريق لحلها.
· الحصيلة الايجابية لعام 2012 علي الليبيين والليبيات:
كما تخللت سنة 2012 في ليبيا العديد من السلبيات فهناك ايجابيات عدة وبريق أمل ونوايا طيبة وتكاتف للتقدم نحو المستقبل بروح تفاؤلية ، وهذه أهمها أو بعضها :
- أول 12 شهر ومند 42 سنة، ليبيا من غير القذافي وأبنائه ولجانه الثورية ومؤتمراته الشعبية وشعبياته و لصوصه و كُلّ أتباعه من رجال مخابرات وأمن وعسس.
- أول مرة ومند 42 سنة ينعم الليبيون والليبيات بنسائم الحرية والاطمئنان على أن ليبيا تحررت مرة أخرى من الطاغية الذي راقب في عهده حتى أنفاسهم وحركات شفاههم.
- انتخابات ناجحة وشفافة ونزيهة بشهادة كل المراقبين والمتابعين في الداخل والخارج، وشارك بها معظم الشعب الليبي رغم تخوف وتشكيك المجتمع الدولي في البداية بأنها لن تنجح أبدا.
- بروز دور كبير للمرأة الليبية في هذه الانتخابات وحصولهن لأكثر من 25 كرسي بالبرلمان ( المؤتمر الوطني العام).
- رغم كل المخططات في الداخل والخارج تم الحفاظ على وحدة وهوية ليبيا بعيدا عن التجاذبات والمُحاصصة الحزبية و الجهوية.
- بروز عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني (أحزاب عديدة ومنظمات تؤسس وجمعيات بعثت بالمئات) و هي التي ساهمت بقدر كبير في إنجاح الانتخابات بذلك الشكل الفريد وغير المسبوق.
- تمت معالجة كل الجرحى خارج وداخل ليبيا ووفّرت الدولة لهم هذا العلاج بأقدار مختلفة ماليا ولوجستيا ومعنويا وتمت رعايتهم من طرف الجميع.
- لأول مرة ومنذ 61 سنة يحتفل الليبيون والليبيات بعيد الاستقلال (24 ديسمبر 1951) ، قد احتفلوا به هذه السنة وصار كل من عمره 45 سنة واقل يعرف الآن بأن استقلال ليبيا جاء بجهود ليبية والكل يعرف الآن قصة استقلال ليبيا والتي طمسها المقبور إضافة إلى طمسه تاريخ وحدة ليبيا ( 2 ديسمبر 1950) وتاريخ وبطولات مقاومي الاحتلال الايطالي.
- كل العالم وبدون استثناء عرف ثورة ليبيا وقدرة شعبها وكيف أن ليبيا تحررت بفضل ثوارها الحقيقيين وروحهم النضالية.
- أول حكومة منتخبة باشرت أعمالها قبل نهاية العام وعلى عاتقها الكثير من الأعباء ومطلوب منها أن ترفع التحديات الجسام.
- تحررت ليبيا كل ليبيا من كل فلول النظام المقبور وتم استجلاب البغدادي المحمودي ( آخر رئيس وزراء ليبيا في عهد القذافي) وعبد الله السنوسي ( رئيس مخابرات القذافي المعروف بدمويته).
- لم تقم حرب أهلية ولو في شكل بوادر كما كان يزعم البعض من المغرضين و تقوّت اللحمة الوطنية بشكل كبير رغم بروز الفدراليين بشرق ليبيا في منتصف السنة.
· الأمل كبير في بناء غد أفضل لليبيين والليبيات:
رغم كل ما ذكر من ايجابيات في حصاد 2012 فهو يعتبر بسيطا بالنسبة لعمر الثورة ولكن الجميع في ليبيا مُتّفق بأن البلد يسير في المسار الصحيح، و معظم الثورات الشعبية والتي تقضي على حكم الفرد تمر بمراحل خطيرة ومُزعجة وهو ما يحدث أيضا في تونس ومصر واليمن و الكل يُفكّر في نفسه فقط وماذا يريد والكُلّ يُريد مشكلته الشخصية أن تُحلّ وبأسرع وقت، ولا أحد يفكر في الأولويات بعد نجاح الثورات الشعبية، هذه الأولويات تتمحور في الأمن والاستقرار وبناء جيش قوي وشرطة فعّالة ومنع الاعتداء علي حقوق الإنسان و كذلك العمل علي العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وبأسرع وقت ممكن.
و هذا كان من الصعب تحقيقه وخاصة في غياب القيادة الحازمة والجريئة في اتخاذ قرارات من شأنها تعزيز أمن المواطن واستقرار الدولة وهذا كان واضح على حكومة الكيب والتي لم تتلق الدعم الكافي من المجلس الوطني الانتقالي المؤقت و أصبحت تتصرف بحذر وبدون روح العمل كفريق واحد وصار الشقاق قويا داخلها، فالكيب يخاف من السرقات ومن تفرد الوزراء بالسلطة وقام باتخاذ قرارات غير حكيمة ولم يطرد الوزراء الفاشلين مثل الداخلية والدفاع والصحة والكهرباء والخارجية والمالية والحكم المحلي ( ذكر الامثلة ليس تجنيا ولكنه وفق تقديرات المحللين طبعا). من هنا صار الجميع يتصرف بمفرده ودون رقيب ولا حسيب ولا من يقول لهم أين انتم وماذا تفعلون؟، و كما سلف ذكره فهذا ليس وحده سبب في فشل الحكومة ولكن الظروف كانت غير مُلائمة وغير مُجدية وكذلك لوجود صراعات بين القوى "الوطنية" والتيارات "الإسلامية" ممّا أربك عمل الحكومة خاصة وأن المجلس كان يتفرّج على هذا كله دون أن يتقدّم وينقد الحكومة أو يستبدلها، كانت هذه هي تجربة لليبيين خلال الشطر الاول من سنة 2012 وخرجوا منها منهكين غير قادرين أن يضعوا اللوم على الحكومة أو المجلس وتوخّوا في البرلمان الجديد والحكومة الجديدة كل الخير فلعلّ أمانيهم تتحقق وطموحاتهم ترى النور وينعمون مرّة أخرى بطعم الحرية.
وبدون إطالة و ببساطه فان أمل الليبيين في المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة هو وضع أولويات وهي مهمة جدا في هذا الوقت وهي، الأمن، الاستقرار، جمع السلاح والبدء في تجميع السجناء تحت جهة واحدة فقط وهي القضاء الليبي، الاهتمام بالجرحى والبحت عن المفقودين، كما يجب أن تكون هنالك خطوط متوازية وأولويات لكل وزارة وبرعاية المؤتمر الوطني العام.
المؤتمر الوطني العام في ليبيا يجب عليه أن يُسرّع بأعداد لجنة الدستور وإعطائها الضوء الأخضر للبدء في كتابة الدستور ووضع تاريخ معين للاستفتاء علي الدستور ثم البدء في التحضير للانتخابات القادمة ومن الآن تحديدا لأن الوقت مهم وأساسي لقطع الطريق على الثورة المُضادّة التي تتصيّد الفرص كما يجب متابعة ومحاسبة الحكومة وبكل شفافية وأي وزير أو مسؤول أي كانت مسؤوليته وثبت أنه غير مُجد يجب استبعاده وبدون تردد.
وان نهوض ليبيا و رقيها سيكون بسواعد ليبية لابد لها من اكتساب الخبرات والدربة في ظل ضرورة الاستعانة بخبرات عالمية و أساسا عربية و مغاربية تحديدا وذلك لأسباب عدة أهمها طبيعة التقارب الجغرافي والثقافي والعرقي.
وفي الأخير فان الليبيين لديهم أمل كبير في هذه الحكومة وعليهم دعمها حتّى تُزال كل السلبيات وأن تكون سنة 2013 سنة الايجابيات وهذا يمكن تحقيقه إذا ما حدث التجانس بين النخب السياسية وجعلوا من خدمة ليبيا أولى أولوياتهم، خاصة أن من يُقرّر هو الشعب وهو من يقول أريد تلك التيارات أو ذلك التيار. ليبيا للجميع وستسع الجميع ويجب أن نحافظ عليها كدولة واحدة وستبقى ليبيا حرة منيعة تستشرف مستقبل واعد بعد استطاعت قبر العهد السابق ورموزه عبر ملاحم نضالية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.