صرّح مصدر رئاسي في "بوركينافاسو" أنّ جماعة أنصار الدين، إحدى المجموعات الإسلامية المسلّحة التي تحتل شمال مالي، سلّمت أمس الثلاثاء "برنامجها السياسي" لرئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الوسيط الإقليمي في أزمة مالي. وأكّد ذات المصدر أنّ "وفدا من أنصار الدين أتى أمس الثلاثاءلتسليم برنامج سياسي للوسيط". ولم يكشف مضمون الوثيقة التي جاءت في ثلاثين صفحة ولا تركيبة الوفد الذي غادر في اليوم نفسه بوركينا فاسو. وتعتبر جماعة أنصار الدين إحدى المجموعات الاسلامية المسلحة التي تهيمن على شمال مالي منذ جويلية مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة الوحدة والجهاد في غرب افريقيا. وتضمّ الحركة أساسا طوارق ماليين تجري مباحثات منذ أشهر مع الرئيس كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو)، والجزائر البلد الآخر الذي يلعب دور وساطة. وبفضل نفوذ هذين البلدين، تخلّت أنصار الدين رسميا عن تطبيق الشريعة في كافة انحاء مالي لكنها طالبت بالاستمرار في تطبيقها في المناطق الواقعة تحت نفوذها في شمال مالي وأعربت عن استعدادها للتفاوض مع باماكو. ويذكر أنّ مجلس الأمن الدولي قد تبنّى في 20 ديسمبر الفارط قرارا يوافق على نشر قوة مسلحة دولية في مالي لطرد الاسلاميين المسلحين. ولم يحدّد أيّ جدول زمني لهذه العملية التي ستتم على مراحل بحسب الأممالمتحدة التي دعت أيضا إلى حوار مع المجموعات المسلّحة الرافضة للإرهاب وتقسيم البلاد.