يشكو قطاع النسيج والإكساء بشكل عام نقصا حادّا في اليد العاملة المختصة في الوقت الذي تتزايد فيه نسب البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا وفي صفوف الشباب عموما. ويعيش القطاع جملة من الصعوبات والمشاكل التي تعيق سير العمل في أغلب المؤسسات. وكانت الجلسة العامة الإخبارية التي نظمتها غرفة النسيج والاكساء بالمنستير يوم السبت الماضي بأحد نزل الجهة فرصة لتدارس وضع القطاع واستعراض مجمل الصعوبات والمشاكل والعراقيل التي تعيق عمل المهنيين. للوقوف على أهمّ ما يعرقل تطور القطاع في المرحلة الحالية التي تعتبر حساسة جدا وهامة أيضا. وأشرف على الجلسة السيد جلول بوقيلة رئيس الغرفة وبحضور بقية الأعضاء فضلا عن ممثلي الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعدد من أصحاب المؤسسات الصناعية بولايتي المنستير والمهدية. وأشار المهنيون خلال هذا الجلسة الإخبارية إلى أن ثورة 14 جانفي وضعت حدا للمنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تميزت بالفساد والاستبداد والى أنّ المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد ما زالت لم تشهد بعد استقرار الأوضاع، حيث تتواصل الاعتصامات وتتزايد المطالب وهو ما من شأنه أن يربك الصناعيين وخاصة الأجانب منهم، كما يمكن أن يتسبب في إخلال المهنييذن بالتزاماتهم تجاه حرفائهم بما يهدد مستقبل القطاع وبالتالي اقتصاد البلاد ككل. وتحدث المتدخلون من أصحاب المؤسسات الصناعية عن ارتفاع كلفة المواد الأولية واشتداد المنافسة مع بعض البلدان على غرار تركيا والمغرب بالإضافة إلى تركيزهم على قانون الشغل وقانون الضمان الاجتماعي والمنظومة الجبائية والديوانة ومنظومة التكوين المهني. مراكز التكوين المهني وضعف الكفاءة ومثّلت مراكز التكوين محور الحديث الأبرز والأهم، حيث أكد المتدخلون على ضعف مستوى المتخرجين من مراكز التكوين في مختلف الاختصاصات من تقنيين وميكانيكيين وغيرهم، حيث يفتقرون للخبرة الميدانية الكافية والتي تساعد في تطوير العمل داخل المؤسسات الصناعية هذا إلى جانب أنّ أغلبهم لا يجيدون التخاطب باللغة الفرنسية. وهو ما يحتّم على السلط المعنية مراجعة المنظومة التربوية بشكل عام، وإعادة النظر في هيكلة مراكز التكوين التي أثبتت افلاسها على مستوى توفير اليد العاملة المختصة والكفاءة التي تبقى تعتبر حاجة ماسة للمؤسسات الصناعية، وشدد بعض المتدخلين على ضرورة انخراط المهنيين في تكوين اليد العاملة داخل المصانع كما هو الشأن مع نواة مركز التكوين التي تم إحداثها بمصنع "سارتاكس" بقصر هلال والتي يخضع فيها العمال إلى تكوين نظري وتطبيقي يدوم ستة أشهر. المؤسسات الصغرى وتحدث الصناعيون عن ضرورة دعم الدولة لقطاع النسيج مع ضرورة المشاركة في تحسين البنى التحتية والمساعدة على استقطاب أسواق جديدة كالسوق الأمريكية، كما تحدث البعض بإطناب عن الصعوبات المالية التي يشكو منها عدد كبير من المؤسسات المهددة بالغلق في ظل الظروف الانتقالية التي تعيشها بلادنا والمنافسة التي تلقاها من قبل بعض البلدان العربية وطالبوا بالوقوف إلى جانب أصحابها ومساعدتهم على مواصلة العمل هذا وأشار الصناعيون أيضا إلى ضرورة إعطاء الثقة للعمال وتحسيسهم بأهميتهم داخل المؤسسات التي يشتغلون فيها وتغيير عقلياتهم بما يجعلهم يدركون أنهم شركاء فعليين واقترحوا إحداث مكتب للدراسات يُعنى بتقديم تشريح دقيق لواقع قطاع النسيج لمن يهمهم الأمر بما يساعد على تذليل الصعوبات ومن جهتهم انشا اعضاء الغرفة الجهوية للنسيج بالمنستير موقعا لهم على شبكة الانترنات لتسهيل عملية التواصل مع الصناعيين وتقبل اقتراحاتهم وأفكارهم ووعدوا بتنظيم موائد مستديرة بحضور وزيري التربية والتكوين والتشغيل وبكل من لهم علاقة بقطاع النسيج من بعيد أو قريب. وتجدر الإشارة إلى أنّ غرفة النسيج والإكساء وبوصفها هيكلا جهويا مختصا تتابع عن كثب نشاط المؤسسات الصناعية وتدعمه باعتبار أنّ قطاع النسيج يبقى الأبرز من بين كل القطاعات لما يلعبه من دور كبير في التصدير وفي التشغيل ولاحتلاله صدارة القطاعات المعملية بالجهة. صالح سويسي