أخيرا نظمت وزارة التربية والتكوين مناظرة لصنف كتبة التصرف قصد الارتقاء الى رتبة ملحق ادارة وهي مناظرة انتظرها الكتبة منذ سنوات واشرأبت أعناقهم نحو موعد إجرائها. واخيرا تم ذلك يوم الخميس 4 فيفري 2010 ولكنها خلفت وراءها العديد من الانتقادات التي سجلها كتبة التصرف وذلك بدء بتأخير موعد إجرائها العديد من المرّات حيث عاش المترشحون منذ تاريخ إغلاق الترشحات 4 أكتوبر 2009 حالة من الانتظار الممل والمقلق مما أثر سلبيا على ظروف المراجعة والاستعداد لاجراء المناظرة ثم إن الأمرّ من هذا والذي لم يجدوا له تبريرا غير أنهم ضحية اتخاذ قرارات ارتجالية وغير موضوعية في إجراء المناظرة بعيدا عن الجهة التي يعملون بها فعلى سبيل المثال لا الحصر قرابة 110 كاتب تصرف ينتقلون من صفاقس إلى مدينة سوسة وذلك صبيحة يوم المناظرة باكرا ليدخلوا مباشرة في إجراء الامتحان في حدود التاسعة صباحا. فكيف يعقل أن تقبل مثل هذه الظروف، لشخص استيقظ قبل آذان الفجر استعدادا للسفر ودون ان ينال نصيبا من الراحة ويقحم في امتحان مصيري ومستقبلي على جميع الاصعدة في حياته؟ ولم يتوقف العناء عند هذا الحد بل يعود الممتحنون في حدود الواحدة بعد الزوال لاجراء الجزء الثاني من الامتحان بعد ساعة فقط بين الأكل والشرب والراحة، إضافة الى ذلك فإن التنقّل الى مركز الامتحان لم يكن على حساب الإدارة الجهوية للتعليم الثانوي وانما بمقابل، وهنا نتساءل بكل أسف لماذا يتكبد الموظف الاداري الذي تعلقت همته بالأحسن والأفضل كل هذه المتاعب المادية والمعنوية عوض ان نوفر له كل الظروف الملائة والطيبة لبلوغ مطامحه. وقد طالب المشاركون وزارة الاشراف بإعفائهم من المناظرة وأن يكون ارتقاؤهم عن طريق دراسة ملفاتهم خاصة ان منهم من تجاوز العشرين سنة وهو ما يزال في خطّة كاتب تصرف وقد أعطى الادارة من جهده وصحته وأوقاته الكثير والكثير، فهل ان منحه رتبة جديدة وتحسين وضعيته المادية والمعنوية تعتبر منّة؟