انعقد السبت الماضي 24 أفريل المؤتمر العادي للجامعة العامة للشحن والترصيف برئاسة الاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن قسم الشركات والدواوين ومؤسسات الاتحاد العام التونسي للشغل، فيما أشرف الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد على الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر وسط حضور بارز لبعض اعضاء المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد وأعضاء الهيئة الادارية الوطنية، وألقى الاخ الامين العام بالمناسبة كلمة جاء فيها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي الراهن والملفات المطروحة على الاتحاد وقد اتخذ المؤتمر من هذه الكلمة مرجعية لأشغاله مما بسط أمام النواب النقاش العام وجعلهم يواصلون اشغالهم بأريحية كبيرة ويثيرون مشاغل ذات ميزات خصوصية بالمهنة والقطاع. عنوان واحد ووعي بتحديات الظرف الجامعة رأت أن تضع مؤتمرها تحت شعار »نضال... وحدة ووفاء لرموز الاتحاد« لأنها سبرت منذ التجارب الاولى للحركة النقابية الوطنية فاعلية النضال على مستوى حماية الحقوق والدفاع عن المكاسب وعرفت معنى وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة الممارسة من أجل الكل... من أجل تونس ومن أجل الشعب ومن أجل العمال وعرفت أيضا معنى الوفاء... الوفاء للرموز من أجل استقلالية الاتحاد ومن أجل التواصل مع مبادئه وأهدافه وثوابته... ربما وضعت الجامعة العامة للشحن والترصيف هذا الشعار وفي أدبياتها عداء للأقنعة والمساحيق على خلفية عنوان واحد »نحن عمال«. السواعد الحارسة لبوابات تونس البحرية ما قرأته في هذا الشعار قد يكون نتيجة ما جاء بالتقرير الأدبي للجامعة الذي ركز على الظرف الوطني والعالمي المفعم تحديات ورهانات ومنافسة في ظل تجارة ومبادلات حرة تكاد تكون تامة بين دول العالم بما حكم على العديد من القطاعات بالتراجع أو الاضمحلال وخاصة القطاع العام الذي تأثر بأساليب الخوصصة من إفراق ومناولة وخدمات... وهو ما »شرّع« للإلتفاف على المكاسب الاجتماعية للعمال وكسر وحدتهم النقابية والنضالية... قلت أن ما قرأته في الشعار كان نتيجة ما جاء بالتقرير الأدبي وأقول أيضا أن ما دار من نقاش برهن على أن عمالنا بقطاع الشحن والترصيف برهنوا على وعي تام بمجمل اشكاليات وتأثيرات هذا الواقع انطلاقا من قناعاتهم بأنهم السواعد الحارسة لبوابات موانئنا وأنهم المرآة العاكسة لعنوان نموّنا التجاري والصناعي في كل الازمنة والاوقات. التأهيل ضرورة اقتصادية واجتماعية ولعل تأكيدهم على تأهيل الموانئ البحرية والتجارية وإصلاحها ومراجعة التشريعات يتنزل ضمن حرصهم على الارتقاء بالقطاع الى مستوى المعايير الدولية وهو ما يتطلب كذلك عملا على تطوير ظروف العمل وتأهيل اليد العاملة وتحسين مردودية ونجاعة عملية الشحن والتفريغ وتنظيم العمل بالموانئ التجارية حتى يتماشى مع كثافة الحركة التجارية وتواصل العمل كامل اليوم وعلى مدار الاسبوع، كما أن عمالنا مقتنعون بأن الروح النضالية والنقابية التي حدت اسلافهم منذ القدم مازالت تثير فيهم رغبة جامحة بالعمل على النهوض المتواصل بالقطاع وتطوير انتاجيته التي يرون ايضا أنها تمر حتما عبر تحسين الأوضاع المادية للعمال وتقنين العلاقات الشغلية خاصة على مستوى مؤسسات القطاع الخاص. مساندة للاتحاد في ملفاته الاقتصادية والاجتماعية في هذا السياق نختزل عدة أراء عكست حقيقة الواقع ونذكر على سبيل المثال لا الحصر التأكيد على تشريك الطرف النقابي في كل ما يهم مستقبل الموانئ وخاصة مشروع ميناء النفيضة في المياه العميقة والذي قد يؤثر على القدرة التشغيلية لعدة موانئ أخرى والدعوة الى تحسين ظروف العمل في القطاع الخاص وخاصة على مستوى أعوان الاستغلال والادارة وايجاد اتفاقية مشتركة لحراس البواخر وحملة الأدباش وتحسين أوضاعهم المادية ولم يفت المؤتمر أن يعلن مساندته للاتحاد العام في توجهاته نحو معالجة العديد من الملفات مثل ملف الجباية والتقاعد وتأهيل القطاع الصحي ومراجعة تسقيف بعض الأمراض في نظام التأمين على المرض وضبط استراتيجية وطنية لصد المناولة وإلغاء السمسرة بعرق العمّال ومراجعة الأجور على قاعدة ارتفاع مؤشر الأسعار ولم يفت ايضا المؤتمر ان يجدد وفاء القطاع لمبادئ وأهداف وثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل في مؤازرته المطلقة واللامشروطة لنضالات الشعب العربي في فلسطين والعراق ولبنان وإكباره صمود المقاومة الباسلة. لنا نواقص والمسؤولية بعاتق النقابة المناضلة رغم عدم توجيه أي نقد على أداء الجامعة في الفترة النيابية المنتهية، فإن الاخ نور الدين اللواتي الكاتب العام للجامعة الذي حصل حوله وفاق في قاعة الاجتماع قبل قاع الصندوق حيث حصد جميع اصوات النواب البالغ عددهم 55 نائبا. أبى إلا أن يقر بالعديد من النواقص التي ما زالت تحيط بالقطاع والتي ما زالت تطلب المزيد من الجهد والعمل والنضال وعدّد في هذا المجال الأنشطة التي قامت بها الجامعة سواء على مستوى مجامع الشحن والترصيف الخواص بسوسة وصفاقس وقابس وحول وضعية حراس البواخر وحملة الأدباش اضافة الى مختلف المشاكل اليومية الطارئة وجاء على جانب المفاوضات الاجتماعية السابقة وما اكسبت القطاع من حقوق وامتيازات مادية وأدبية وشدد الأخ نور الدين اللواتي حرص الجامعة على تثبيت نقابات أونيابات ممثلة ومؤطرة ومنسجمة لأن خدمة العمال أمانة والأمانة تفرض ملامسة الواقع واستشراف المستقبل. الاتحاد قادر على ايجاد الحلول والبدائل القابلة للتجسيد هذا وتولى الاخ المولدي الجندوبي رئيس المؤتمر في خاتمة الاشغال الرد على بعض التساؤلات وخاصة منها التي لها علاقة بالنشاط النقابي العام وبالملفات التي يتدارسها الاتحاد مؤكدا ان الاتحاد العام بهياكله وقطاعاته واقسامه المتخصصة وتجاربه النضالية ورصيده التاريخي قادر على مواجهة ومعالجة كل الملفات وقادر على اعداد المشاريع البديلة وتقديم الاقتراحات القابلة للتجسيد ثم أثنى على نضالية قطاع الشحن والترصيف مؤكدا على الحس الوطني لعمال هذا القطاع ودورهم التاريخي في حماية بوابات تونس وثمن دورهم النضالي النقابي في الدفاع عن الاتحاد ومبادئه. تكريم تم خلال هذا المؤتمر تكريم بعض اعوان القطاع واسنادهم درع الجامعة وهم الاخوة محمد قصبة وعبد الحليم باشا وزاهر الختيمي. المكتب الجديد بحضور 55 نائبا وبعدد من المترشحين بلغ 12 مترشحا وعلى قاعدة الاحتكام للإقتراع السري أفرزت عملية التصويت فوز الاخوة: نو الدين اللواتي: (كاتبا عاما)، منصور حناشي: (النظام الداخلي)، محمد دعبوب (المالية والانخراطات)، ناجي بن حامد: (الاعلام والنشر)، الناصر الماطري: (الدراسات والتشريع)، المنصف البحري: (التكوين والتثقيف)، محمد الجبالي: (العلاقات العربية والخارجية)، صالح الزريبي: (الحماية الاجتماعية والصحة)، ابراهيم العلاني: (المرأة والشباب والجمعيات). فيما تركبت اللجنة القطاعية للمراقبة المالية من الاخوة سامي الغربي (مقررا) وصلاح الدين فتح الله وتوفيق خضر (نائبين). تهانينا الحارة وتمنياتنا لهم بالتوفيق لما فيه خير العمال والاتحاد والبلاد. عبد الجبار الذهبي/تصوير منتصر العكرمي