انعقدت أيّام 24 و25 أفريل 2010 بروما، أشغال الندوة الوطنية الأولى للمهاجرين بإيطاليا. وقد شارك في هذه الندوة الوطنية التأسيسية التي أسفرت عن بعث »هيئة مهاجري إيطاليا« ممثّلون عن المهاجرين من كامل جهات إيطاليا، من مختلف الجنسيات. ولقد عرفت هذه الندوة دعما من عدد من مكوّنات المجتمع المدني الإيطالي، بما في ذلك عدد من الأطراف النقابية. كما استضاف منظموا الندوة الأخ فتحي التليلي رئيس اتحاد العمّال المهاجرين التونسيين. ولقد انعقدت الندوة في إطار مساعي عدد من نشطاء الهجرة لتنظيم المهاجرين في إيطاليا في إطار يسمح لهم بالدفاع عن مصالحهم بطرق ناجعة، خاصة أمام الجو السياسي العام الذي تعيشه إيطاليا والذي يتميّز في هذا الظرف بتنامي خطاب أقصى اليمين العنصري المعادي للأجانب بشكل عام والعرب والمسلمين بشكل خاص، إضافة إلى تردّي أوضاع المهاجرين بشكل كبير بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتنامي نسبة البطالة. وانتظمت في إطار هذه الندوة الوطنية ورشات عمل مختلفة، تطرّقت إلى عدد كبير من القضايا التي تمثّل المهاجرين بشكل مباشر، مثل ظروف استقبال المهاجرين وظروف تشغيلهم، والقضايا الاجتماعية ذات الصلة مثل التعليم، والحيطة الاجتماعية والصحة. كما تناولت الورشات مشاكل الهجرة السرية وظروف الحصول على تصاريح الإقامة واللجوء السياسي، كما ناقش المؤتمرون قضايا المواطنة والديمقراطية، إضافة إلى القضايا الثقافية والدينية. وأسفرت الندوة عن انتخاب هيئة تمثيلية وطنية للمهاجرين مكوّنة من 34 شخصا يمثّلون مختلف جهات ايطاليا وأغلب المهاجرين من مختلف الجنسيات، وانبثق عن هذه الهيئة مكتب تنفيذي مكوّن من 9 أفراد، نذكر من بينهم المناضل التونسي الأخ يونس رحومة، الذي نهنئه بمناسبة انتخابه في هذا المكتب التنفيذي. ولقد عرفت الجلسة العامة للندوة إضافة إلى تدخلات المؤتمرين، تدخلات لضيوف المؤتمر، الذين شاركوا في هذه التظاهرة دعما لنضال العمّال المهاجرين في إيطاليا، ونذكر من بين هؤلاء تدخل الأخ فتحي التليلي رئيس اتحاد العمّال المهاجرين، الذي ألقى كلمة تشجيعية مؤثرة، تناول فيها التجربة الجمعياتية للهجرة في فرنسا، حيث تطرّق إلى مختلف مراحلها التاريخية ومحطّاتها النضالية مشيرا الى عدد من الدروس التي لابد من استخلاصها، مؤكدا على أهمية استقلالية العمل الجمعياتي للمهاجرين الذي لابد وأن يتناغم مع اندماجهم في مجتمعات اقامتهم، وإلتحامهم مع نضالات باقي القوى الديمقراطية والتقدّمية التي مثلت ولاتزال دعامة رئيسية لنضال المهاجرين دفاعا عن حقوقهم المشروعة بما في ذلك النقابات، كما ذكّر بالإهتمام الخاص الذي يوليه الاتحاد العام التونسي للشغل لنضالات المهاجرين والشراكة المتميّزة التي تجمع بين اتحاد العمّال المهاجرين والمنظمة النقابية. كما يجدر في الختام التذكير باتفاق كلّ المشاركين في الندوة على أهميّة التنسيق على مستوى أوروبي فيما يخصّ النضالات من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين والنضال ضدّ العنصرية والتمييز ومعاداة الأجانب، خاصّة وأنّ أغلب التشريعات التي تمسّ المهاجرين ليست سوى تطبيقا لتوجيهات يتمّ إقرارها على مستوى أوروبي.